بين لحظات تفاؤل وتشاؤم الثورة، استطاعت المطربة ريهام عبدالحكيم أن تجد لنفسها مكانا فى ميدان التحرير، فمع كل لحظة أمل كان الميدان يردد أغنيتها المبهجة «فيها حاجة حلوة» التى تزيد الانتماء للوطن مع تكرار سماعها. ومع كل لحظة يأس مر بها الميدان لم يجد شيئا يعبر به عن حالته أكثر من أغنيتها «بالورقة والقلم».. وظلت الأغنيتان تترددان مع كل لحظة تمر على ثورة 25 يناير التى يتبقى أيام على عيدها الأول.
قالت ريهام: لم يكن مخططا لأغينتى «فيها حاجة حلوة» تأليف أيمن بهجت قمر، و«بالورقة والقلم» تأليف نور عبدالله أن يتم تداولهما كأغان وطنية فى الأحداث السياسية، لأنهما صنعتا فقط لخدمة فكرة فيلم «عسل أسود»، ولكن مع انطلاق شرارة الثورة بدأ الكثير يستخدم الأغانى فى خدمة الأحداث التى تمر بها مصر، ومن هنا جاء الانتشار للأغنيتين، وحصلتا على شعبية كبيرة جدا.
واستخدام أغنياتى فى الثورة التى تعد من أهم الأحداث التاريخية، دليل على أن هذه الأغنيات تم صناعتها بصدق، وأن كلماتها وألحانها وأداءها وصل للجمهور.
● إذن أنت تعتبرين الثورة ميلادا جديدا للأغنيتين؟ «فيها حاجة حلوة» لم يتم تصويرها داخل أحداث الفيلم وكانت تنزل مع تيترات النهاية، وبدأ الجمهور بمفرده يصنع لها فيديوهات ويطرحها على مواقع التواصل الاجتماعى «يوتيوب، وفيس بوك»، حتى جاءت الثورة فبدأت نسبة الفيديوهات تتضاعف، وهذا ما جعل الناس تشعر بأن الأغنية حققت طفرة عقب الثورة، وقد اكتشفت أن الجمهور هو من تبنى الأغنيتين، بعد أن شعر أنهما ملكه، وبدأوا فى استخدامهما كما يريدون.
● ولماذا لم تستغلى نجاح الأغنيتين وصورتيهما بطريقة الفيديو كليب؟ حاولت مع منتج «عسل أسود» كثيرا، وكان دائم الرفض، ولذلك كنت اشعر بضيق شديد ولكن هذا دفع الجمهور لتبنيها.
وقبل هاتين الأغنيتين كانت الناس ترانى إما «ريهام بتاعة الأوبرا والموسيقى العربية»، أو «ريهام بتاعة مسلسل أم كلثوم».
للأسف حينها لم يكن أحد يعرف أيا من أغنياتى الخاصة التى قدمتها فى المهرجانات.
لكن الآن الحمد لله تغيرت هذه الصورة، وبدأت الناس تسمينى «ريهام فيها حاجة حلوة»، وهذا أشبع غرورى وأسعدنى لأن هناك من شكك فى أننى لا أنجح إلا فى غناء التراث، وهذا كان يضايقنى، ويشعرنى بالتقصير فى حق نفسى.
● لكنك بالفعل مقصرة فى حق نفسك؟ أعرف أن الجمهور يتصور أننى لم أكن استطيع غناء أعمال خاصة بى، وهو لديه حق فى مطالبتى بالاجتهاد، لكنه لا يعرف أن واقع ظروف الإنتاج يقول إن الفترة الأخيرة كانت صعبة على كل المطربين، وتحديدا الذين يبحثون عن الخطوة الأولى مثلى.
فلم أجد أمامى إلا تيترات الأفلام والمسلسلات لأثبت من خلالها أننى أستطيع تقديم أغان حديثة بعيدا عن التراث وأنا حاليا أعقد جلسات عمل مع المنتج الذى تعاقدت معه شركة اللوتس لاختيار كلمات والحان أغانى ألبومى الأول الذى أتمنى أن أبدأ فى تسجيله قريبا.
● إلى أى مدى يمكن أن يتأثر مشروعك الغنائى بتصنيفك مطربة موسيقى عربية؟ الأزمة فى أن البعض يعتقد أننى ارتدى عباءة أم كلثوم، ولكن هذا ليس حقيقيا، لأننى أغنى فى كل مكان نوع الغناء الذى يناسبه، وليس فقط لأم كلثوم، فأنا أغنى لعبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد، ووردة، ونجاة، وباقى العمالقة الذين تعلمت منهم، وإلى جانب هؤلاء أقدم فى كل حفلة أغنية جديدة.
فأنا لست متقيدة بنوع غناء معين، والأغنية التى فزت بها فى مهرجان اتحاد الإذاعات العربية الأخير كانت خاصة بى.
● هل تشعرين ان غناء الموسيقى العربية يصيب أصحابه بلعنة؟ أتصور أن المسئولية تقع أكبر على الإعلام الذى لم يسلط الضوء على أصحاب الأصوات الجيدة، والمسئولية الكبرى تقع على المنتجين الذين اهتموا بالفن الهابط وتجاهلونا.
● هل ستقدمين أغانى وطنية أخرى أم ستكتفين ب«فيها حاجة حلوة»، و«بالورقة والقلم»؟ سجلت أغنية وطنية جديدة للثورة ضمن مشروع الغناء الوطنى بالإذاعة المصرية تحمل عنوان «فى حب مصر» من ألحان الموسيقار محمد على سليمان، وسيتم تصويرها فيديو كليب قريبا، وأتوقع أن تنال إعجاب الجمهور.