أكدت الممثلة السورية فدوى سليمان أن ما جذبها للعمل الدرامي هو ما يمنحه إياها من حرية موعودة. وبعدما تبددت أوهامها بفعل سيطرة الدولة على المسرح والسينما، شاركت فدوى في الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي ضد الرئيس بشار الأسد وتتصدر المشهد الآن في الاحتجاجات التي تجتاح مدينة حمص مركز المقاومة ضد حكم أسرة الأسد القائم منذ 41 عاما. وقصت فدوى شعرها مثل الرجال وتتنقل من منزل لاخر لتفادي اعتقالها وأضحت من أكثر وجوه الانتفاضة المستمرة منذ عشرة شهور شهرة. ولم تشارك فدوى في المظاهرات في بدايتها في مارس، لكن روح التمرد الكامنة بداخلها والتي اذكاها انضمامها للمعهد العالي للفنون المسرحية دفعتها للمشاركة في الاحتجاجات.
وقالت فدوى في مقابلة مع رويترز من خلال سكايب على شبكة الانترنت " دخلت على المسرح على أساس انه يقود للتغيير. الثقافة هي حرية التعبير والتفكير". وعن فترة دراستها في المعهد الذي يخضع لسيطرة الدولة مثل معظم المحافل الثقافية في البلاد تقول "اكتشفت أنه لا يوجد حرية تفكير ولا تغيير ولا يوجد مسرح، هذا البلد يريد أن يفرغنا من محتوانا. كل المؤسسات تحت يد الأمن".
وتضيف "كنت معترضة على أسلوب العمل والإذلال الثقافي والسرقة والإقصاء الإنساني والفكري. كل مكان تذهب له تخشى على نفسك وكأنك داخل في فرع أمن حتى وانت ذاهب إلى شركة فنية". وتابعت "حتى النص الاذاعي المنحط يستعملوه لان كاتبة له صلة بالامن".
وقبل الانتفاضة اشتهرت فدوى بادوارها في التلفزيون والاذاعة والسينما والمسرح ومثلت دور مدرسة تربية فنية في دار ايتام في مسلسل (قلوب صغيرة) وهو مسلسل ساهم في زيادة التوعية بالاتجار في الاعضاء البشرية واذيع في عدة قنوات تلفزيونية عربية. وشاركت فدوى في عرض بمسرح القباني في دمشق مأخوذ عن مسرحية هنريك أبسن "بيت الدمية".
وحين اندلعت الانتفاضة أصبحت فدوى وهي في الثلاثينات من عمرها أكثر نشاطا مع احتشاد النخبة المثقفة لدعم الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
وشاركت في احتجاجات تطالب برحيل الأسد ووقفت على منصة إلى جانب لاعب كرة القدم المعروف عبد الباسط ساروت الذي ساند الانتفاضة. ومن مؤيدي الانتفاضة من المشاهير الممثلتان المخضرمتان مني واصف ومي سكاف والمغنية اصالة نصري والمخرج نبيل المالح والموسيقي مالك جندلي.
وفي حمص المحافظة حيث ترتدي معظم النساء غطاء للرأس تحول التوتر بين السنة والعلويين لعنف طائفي.
ويسيطر العلويون على الجيش ويشكلون معظم أجهزة الامن والاغلبية ناصرت الاسد او آثرت الصمت خشية انتقام السنة، فيما يقمع الجيش المحتجين.
وتبرأ عدد كبير من العلويين من فدوى من بينهم شقيقها محمود الذي ظهر على شاشة قناة فضائية تابعة للدولة ليقول إن وحدة سوريا أهم من شقيقته.
وقالت الممثلة إن بمقدور السنة والعلويين العيش معا رغم العنف الطائفي المتصاعد في حمص، مشيرة لاسر سنية محافظة فتحت منازلها لايوائها وحمايتها من قوات الأمن.
وتقول ان النظام يصور حمص على انها معقل للتشدد الإسلامي ولكنها تشير إلى انها جابت احياء سنية لتوزيع منشورات بدون حجاب ودخلت منازل اسر متدينة لمناقشة الاوضاع السياسية وتنظيم مظاهرات تالية.
واظهر تسجيل فيديو اذيع على موقع يوتيوب فدوى تقف على منصة في حي الخالدية السني في حمص وهي تهتف "واحد واحد واحد.. شعب سوريا واحد".
ولوح الحشد بالعلم السوري لحقبة ما قبل سيطرة حزب البعث على الحكم إثر انقلاب عسكري في عام 1963 وهو باللونين الاخضر والابيض ورددوا خلفها هتاف "الخالدية حرة وابية".
ويقع قبالة حي الخالدية حي النزهة العلوي حيث ألقت شاحنات الجيش جثث 30 سنيا في ديسمبر الامر الذي دفع سنة مسلحين لشن هجموم حسب رواية احد سكان الحي العلويين.