قال مقيمون إن القوات السورية ورجال ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلوا 13 شخصا في هجمات في مدينة حمص اليوم الثلاثاء في تصعيد لحملة قمع ضد نقطة مركزية للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية. وقالت لجنة التنسيق المحلية وهي مجموعة من النشطاء إن بين القتلى ثلاثة مشيعين كانوا يشاركون في جنازة عشرة أشخاص قتلتهم قوات الأمن أمس الإثنين. وقال أحد المشيعين، أشار إلى أن اسمه عبد الله في اتصال مع رويترز "لم نتمكن من دفن شهدائنا في المقبرة الرئيسية في المدينة لذا ذهبنا لمقبرة أصغر بالقرب من المسجد.. وعندها بدأ رجال ميليشيا بإطلاق النار علينا من سياراتهم." وأضاف أن الجثث نقلت إلى مسجد خالد بن الوليد في شرق منطقة الخالدية في المدينة. وتابع قوله "الخالدية محاصرة تماما من جانب الجيش.. نحن معزولون عن بقية حمص كما لو أننا في دولة أخرى". وحمص واحدة من أكبر مراكز الاحتجاجات ضد حكم الأسد. وتصاعد التوتر بين الأغلبية السنية وأفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تشكل الأقلية في المدينة. ويقطن الخالدية أفراد قبائل سورية من ريف حمص بينما ينتمي إلى حي النزهة القريب معظم رجال قوات الأمن والميليشيا في البلاد من الطائفة العلوية. وقال نشطاء ومقيمون إنه بعد مقتل الستة في الخالدية وباب عمرو بحمص اليوم بلغ إجمالي عدد القتلى منذ بداية الأسبوع نحو 30 شخصا. وقال مقيم آخر "توجد قوات ومدرعات في كل حي. والقوات غير النظامية الموجودة معهم هي فرق إعدام. إنهم يطلقون النار دون تمييز منذ الفجر باستخدام بنادق وبنادق آلية. لا يمكن لأحد أن يغادر منزله". وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين الأجانب مما جعل من العسير التحقق من روايات شهود العيان أو البيانات الرسمية. ودخلت القوات والدبابات حمص التي تبعد 165 كيلومترا شمالي دمشق لأول مرة قبل شهرين واحتلت الميدان الرئيسي بعد احتجاجات ضخمة تطالب بالحريات السياسية. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إن سبعة أشخاص قتلوا في مطلع الأسبوع في هجمات شنتها قوات الأمن. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم العثور على 30 جثة في حمص في مطلع الأسبوع وإن بعضها كان مشوها. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري "بعدما فشل النظام في إشعال حرب أهلية طائفية وسع الجيش عملياته من أجل إخضاع الاحتجاجات الهائلة في حمص." وتحمل السلطات السورية "جماعات إرهابية مسلحة" ذات صلات إسلامية المسؤولية عن العنف وتقول إن 500 شرطي وجندي على الأقل قتلوا منذ مارس. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن قوات الأمن ورجال الميليشيات قتلوا 1400 مدني على الأقل في سوريا مضيفين أن أكثر من 12 ألف سوري ورجل أمن رفضوا إطلاق النار على المدنيين اعتقلوا. ووصف الأسد الانتفاضة الشعبية بأنها مؤامرة أجنبية لزرع بذور الفتنة الطائفية. ويقول معارضوه إن الرئيس يستغل المخاوف الطائفية كي يحافظ على تأييد العلويين وليحتفظ لأسرته بالسلطة بعد 41 عاما على توليهم لها. وتزداد عزلة الأسد بصورة مطردة على المستوى الدولي بعدما كان الغرب يعتبره مرشحا لأن يكون معتدلا في المنطقة.