يرى الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، أن المخاوف التي تشغل عقل شريحة كبيرة من المثقفين جراء تنامي صعود التيار الإسلامي وعلاقته بالمخاطر التى ربما تواجه مستقبل الثقافة المصرية تعد مخاوف مشروعة ، مؤكدا أن الرهان على شباب الثورة الذين لن يصمتوا ضد أي محاولات لفرض أي وجهات نظر غريبة على المجتمع المصري. وقال عبد المجيد إن الثورات في كافة الشعوب تنجح في الإطاحة برؤوس الأنظمة، ولكن تبقى دائما مخلفاتهم التى صنعوها طوال سنوات حكمهم المستبد ، مؤكدا أنه من الطبيعي أن تظهر هذه التيارات المتشددة والتي صنعت نتيجة الفقر والجهل والمرض الذي تجرعه الشعب المصري طوال سنوات عديدة من القهر والظلم المنظم ، وأنه يتعين على النظام الجديد أن يتخلص بمنتهى الجدية من تلك العوامل القديمة التى أدت إلى الأوضاع التى نحيا فيها الآن ، والعمل على تحقيق الأهداف التى انطلقت من أجلها ثورة 25 يناير المجيدة.
وأكد أنه على الكتاب والمثقفين أن يطرحوا هذا الأمر ويصرون عليه من خلال كتابتهم وإبداعاتهم ، وأن الشعب المصري قادر على الفرز فهو شعب وسطي في كافة اتجاهاته وهو يقف ضد التشدد والمغالاة في كافة الأمور ، لافتا إلى أنه لا يتهم طبقة المثقفين بالتقصير فى مواجهة تصاعد التيار الدينى المتشدد ؛ موضحا أن هذه التيارات تستغل منابر المساجد المنتشرة فى كافة ربوع مصر ، بينما يوزع الكاتب 3 آلاف نسخة من إبداعه على أقصى تقدير.
وتابع قائلا " إن الشعب المصري لن يقبل أن يتحدث أحد أعضاء مجلس الشعب القادم المنتمين إلى تلك التيارات المتشددة عن الحجاب قبل أن يتحدث عن ضرورة المساواة التي غابت عن هذا الشعب لعقود طويلة أو قبل الحديث عن مشروعات التنمية التى لابد أن تصل إلى كل منزل فى مصر ، خاصة فى الأقاليم والقرى التى لم تصل لها يد التنمية منذ زمن".
وشدد عبد المجيد على ضرورة أن تقوم مؤسسات الدولة بدورها فى مواجهة هذا المد المتطرف الغريب عن مجتمعنا، خاصة المؤسسات التابعة لوزارة التربية والتعليم ، والأزهر الشريف.
وتوقع أن تشهد الساحة الأدبية خلال الفترة المقبلة العديد من الأعمال الإبداعية التى تنادى بحرية الفرد ومواجهة الاستبداد و التطرف والتشدد كإفراز طبيعى للحالة التى عليها المجتمع الآن.