بدأت اليوم الاثنين انتخابات الإعادة للمرحلة الأولى لمجلس الشعب المصري لاختيار 52 نائبا بالنظام الفردي في تسع محافظات بينها القاهرة وسط إقبال ضعيف في عدد من الدوائر خلال الساعتين الأولى والثانية من بدء الاقتراع. وفتحت أبواب أغلب لجان الانتخاب في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي بينما تأخر فتح لجان أخرى لفترات وصلت إلى نصف ساعة. ويخوض انتخابات الإعادة 48 مرشحا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين و36 مرشحا لحزب النور وهو حزب سلفي و20 مرشحا لأحزاب أخرى. وكان أربعة مرشحين للمقاعد الفردية فازوا في بداية المرحلة الأولى يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
وشوهدت طوابير قصيرة أمام أكثر من لجنة في أكثر من مدينة لكن شهود عيان قالوا إن الإقبال كان ضعيفا في لجان كثيرة. وقال شاهد إن الإقبال كان ضعيفا في مدرسة الفريق عبد المنعم واصل ولجنة مدرسة سيزا نبراوي في ضاحية القاهرةالجديدةبالقاهرة.
وأضاف "اختفت ظاهرة الطوابير في الساعة الأولى من التصويت. يوم الاثنين الماضي توافد الناخبون على اللجان من الساعة السابعة والنصف ووقفوا في طوابير طويلة قبل أن يبدأ الاقتراع". وتابع "الشرطة العسكرية زادت دورها في تأمين اللجان. أمام كل لجنة يقف أحد أفراد الشرطة العسكرية".
وقال ضابط جيش أمام لجنة مدرسة نوبار الإعدادية بنات بوسط القاهرة إن الإقبال ضعيف بعد نحو ساعتين من بدء الاقتراع. وأضاف أنه يتوقع أن يزيد الإقبال بعد وقت العمل. وأمام لجنة مدرسة الصديق التجريبية لغات بالقاهرةالجديدة قالت منى حسين وهي ربة منزل وقد بدا عليها التأثر بالإقبال الكبير في الجولة الأولى "بحثنا عن الطابور لنقف فيه فلم نجد". وقالت وفاء عبد العظيم وهي ربة منزل ايضا "هذا أمر مقلق".
وقال ناخب في دائرة المطرية بالقاهرة "الناس حصل لهم إحباط حين وجدوا أن صناديق فتحت قبل الفرز وصناديق ضاعت (في الجولة الأولى). الناس حست ان أصواتها ليس لها أهمية". وقال ناخبون إن البعض اعتقد أن غرامة التخلف عن الإدلاء بالصوت سقطت بمشاركتهم في الجولة الأولى. ويفرض القانون غرامة 500 جنيه (83.3 دولار) على المتخلفين عن الاقتراع بدون عذر.
وقال شاهد في مدينة الإسكندرية الساحلية "الإقبال محدود بالمقارنة بالجولة الأولى". وكان الإقبال ضعيفا أيضا في مدينة بورسعيد إحدى مدن قناة السويس. ويجري انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشعب بنظام المنافسة الفردية بينما ينتخب ثلثا الأعضاء بنظام القوائم الحزبية المغلقة الذي تحصل كل قائمة فيه على نسبة من مقاعد المجلس تعادل نسبة الأصوات التي حصلت عليها.
وأمام لجنة انتخابية في الدائرة الأولى بمدينة الإسكندرية قال سلفيون إنهم انتخبوا القيادي السلفي عبد المنعم الشحات بينما قال أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين إنهم أدلوا بأصواتهم لحسني دويدار منافس الشحات المتحالف مع جماعة الإخوان. وقال نشطاء ليبراليون إنهم انتخبوا دويدار لزيادة فرصته في الفوز على الشحات الذي قالوا إنه لا يؤمن بالديمقراطية.
ويسعى حزب الحرية والعدالة في الإعادة إلى تعزيز تقدمه على السلفيين بينما تكافح الأحزاب الليبرالية لتصمد في المشهد السياسي الذي أعيد تشكيله بالإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير.
وقال الشهود إن الدعاية الانتخابية استمرت أمام لجان انتخابية وإنها زادت أمام لجان مقارنة بالأسبوع الماضي الذي بدأت فيه الجولة الأولى.
وقال شاهد في مدينة الإسكندرية "الدعاية الانتخابية مكثفة جدا.
خاصة بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور". وأضاف "مؤيدون للحزبين يساعدون ناخبين على الوصول للجان الانتخاب ويكتبون لهم بياناتهم على أوراق دعاية. ضباط من الجيش يقفون أمام اللجان يمزقون أوراق الدعاية ويتركون البيانات للناخبين". والدعاية الانتخابية محظورة لمدة 24 ساعة قبل بدء الاقتراع في جولة الاعادة.
وشابت الجولة الأولى من المرحلة الأولى مخالفات من بينها استبعاد عشرات الصناديق لشبهة تزوير لكن اللجنة القضائية العليا للانتخابات قالت إن المخالفات محدودة ولا تمثل شبهة بطلان للانتخابات. وتجرى الانتخابات في دوائر بالقاهرة ومدن أخرى صدرت أحكام من محاكم القضاء الإداري بوقف إجراء الانتخابات فيها استجابة لشكاوى مرشحين قالوا إن تجاوزات وقعت في الجولة الأولى مثلت إضرارا بفرصهم في الفوز.
وقال المستشار يسري عبد الكريم رئيس المكتب الفني للجنة القضائية العليا للانتخابات لرويترز "اللجنة لم تعلن بالأحكام". لكن المستشار محمد حسن رئيس المكتب الفني لمحكمة القضاء الإداري بالقاهرة قال لرويترز "الأحكام صادرة في مواجهة اللجنة القضائية العليا للانتخابات. رئيس اللجنة اختصم بصفته وحضر جلسات تلك الدعاوى ممثلا بالمحامين من هيئة قضايا الدولة. هذه الأحكام نصت على أن تكون واجبة النفاذ بمسودتها (فور صدورها)".
وقال ثلاثة مرشحين في دائرة الساحل بالقاهرة إنهم سلموا الحكم الصادر لهم بوقف الانتخابات في الدائرة إلى اللجنة القضائية العليا للانتخابات في الساعة العاشرة صباح اليوم لكن الانتخابات في الدائرة استمرت. وقالت محكمة القضاء الإداري في حكمها بوقف إجراء انتخابات الإعادة في دائرة الساحل إن انتخابات الجولة الأولى "شابها العديد من التجاوزات مثل العبث بالصناديق واختطاف عدد منها".
والامتناع عن تنفيذ الأحكام واجبة النفاذ يعاقب عليه القانون بالحبس لمدة سنة والعزل من الوظيفة لكن الحكومة في عهد مبارك لم تنفذ بعض أحكام محاكم القضاء الإداري خاصة التي صدرت لمعارضين. وتجرى الانتخابات في الدائرة الثانية في محافظة أسيوط التي قال المرشح الذي لم ينجح فيها أحمد التوني لمحكمة القضاء الإداري إنه أبلغ الناخبين خلال الدعاية الانتخابية بالرمز المحدد له من قبل اللجنة القضائية العليا للانتخابات وهو باقة ورد لكنه فوجيء يوم الاقتراع بأن الرمز الخاص به في بطاقة الاقتراع مضخة مياه يدوية.
ويعتمد مصريون أميون على الرموز في الإدلاء بأصواتهم. ومن المتوقع أن يحصل حزب الحرية والعدالة على أكبر عدد من المقاعد في أول برلمان ينتخب ديمقراطيا في مصر منذ ستة عقود مما يعزز قبضتهم في صراع على السلطة في أكثر الدول العربية سكانا. وسوف تعلن نتائج القوائم في نهاية المراحل الثلاث في الحادي عشر من يناير كانون الثاني. وأظهرت أصوات القوائم في المحافظات التسع تقدم حزب الحرية والعدالة وحزب النور والكتلة المصرية التي تضم ليبراليين ويساريين. وتغلق لجان الانتخاب أبوابها في الساعة السابعة مساء.