يشكل البنزين فى المحافظات أزمة، والأزمة تستعصى على الحل منذ أسابيع، والحكومة تنفى وجود أى نقص فى مقررات الوقود، والتصريحات الحكومية بالتأكيد لا تعكس الواقع الذى تعيشه المحافظات من زحام ومشاجرات وشكوى من التلاعب فى البنزين وغلائه وسيطرة السوق السوداء عليه. فى بنى سويف، اتهم السائقون محطات الوقود بالغش وخلط البنزين بالماء، ما يتسبب فى اتلاف السيارات، وشهد العديد من المحطات اشتباكات بالأيدى والأسلحة البيضاء، بين العمال والسائقين بسبب إخفاء البنزين أو المغالاة فى اسعاره أو التلاعب فيه أو التسابق للحصول عليه، فيما اضطر بعضهم إلى قطع عشرات الكيلومترات للحصول على البنزين بسبب الطوابير أمام المحطات.
من جانبها، شددت مديرية التموين الاجراءات الرقابية على محطات الوقود بوضع اثنين من المفتشين، وأصدرت تعليمات لأصحابها بمنع التعامل مع أصحاب الجراكن وتجار السوق السوداء، والتهديد بنقل حصة المحطة إلى أخرى فى حالة المخالفة.
وأرجع مصدر مسئول بالتموين سبب الأزمة إلى الشائعات التى يتداولها سائقو الملاكى والأجرة عن توقعات بزيادة الأسعار، وهو ما يدفع أعدادا كبيرة إلى التوجه إلى المحطات للحصول على البنزين خوفا من نفاده أو غلائه.
وأمر اللواء عطية مزروع، مدير الأمن، بوضع حراسة أمنية داخل محطات الوقود وتسيير الحركة المرورية أمامها لمنع تكدس السيارات التى تتسبب غالبا فى إغلاق الطرق، فى حين أكد ممدوح الغندور، وكيل وزارة التموين، أن حصة المحافظة تكفى الاحتياجات وللمدن الأولوية فى التوزيع لأنها الأكثر تكدسا والأكثر استهلاكا، وأن هناك اتصالا دائما بين وزير البترول والمحافظ لضخ أى كميات إضافية تحتاجها بنى سويف.
وفى الغربية، أكد علاء الدين مرتضى، وكيل وزارة التموين، أن أزمة البنزين فى طريقها للحل، وأن المعضلة التى تواجههم هى أصحاب الجراكن ممن يعملون فى السوق السوداء أو أصحاب السيارات الذين يلجأون لتخزين البنزين خشية اختفائه، وهو ما يساهم فى تفاقم الأزمة، مشيرا إلى ضرورة اتباع سياسة الترشيد وليس التخزين.
وفى السياق نفسه تمكنت مديرية التموين من ضبط محطة بنزين تعمل بدون ترخيص بمنشأة الكردى مركز كفر الزيات، وتم تحرير محضر رقم 22302 جنح كفر الزيات ضد صاحبها، والتحفظ على 3 آلاف لتر بنزين 80 لحين صدور قرر النيابة.
وفى المنيا، وقعت مشاجرات بين أصحاب السيارات وعمال المحطات واشتباكات أخرى بين السائقين والركاب بسبب زيادة الأجرة، وهو ما أرجعه السائقون إلى صعوبة حصولهم على البنزين وشرائه من السوق السوداء.
وتجمع العشرات من الأهالى أمام مبنى المحافظة مطالبين بالتصدى لبلطجة السائقين فى رفع تعريفة الركوب بصفة يومية، وأكد الاهالى أن السائقين يستعينون ببلطجية لفرض التعريفة، وفى السياق نفسه أعلن عزت حمزة، وكيل وزارة التموين، ضبط 7 محطات بنزين تعمل بدون ترخيص، وتحرير 3 محاضر لمحطات تبيع بأسعار أعلى من السوق، مطالبا المواطنين بالتعاون مع المديرية لكشف أى تلاعب بالأسعار أو حجب محطات البنزين عن المواطنين والإبلاغ الفورى عن المخالفين.
وفى أسوان، نفى حسام العربى، مدير التموين، وجود أى أزمات أو اختناقات فى محطات الخدمات البترولية، مؤكدا توافر جميع أنواع الوقود خاصة السولار وبنزين 80، و90، مشيرا إلى وجود رقابة يومية مشددة من جانب الإدارة على المحطات ومرور ميدانى عليها لمنع تسرب أى كميات من الوقود خارج دائرة المحافظة، أو بيع حصة المحافظة فى السوق السوداء، وقال إن حصة أسوان من المواد البترولية يتم نقلها عبر السكك الحديدية أو النقل البرى أولا بأول، وتترواح بين 500 و700 طن يوميا من السولار، و100 طن من بنزين 80، و30 طنا من بنزين 90، و15 طنا من بنزين 92.
ويعكس الواقع فى أسوان صورة مغايرة تماما لتأكيدات مدير التموين على عدم وجود أزمة، فمشهد الزحام وتكدس السائقين أمام محطات الوقود والمشاجرات اليومية يؤكد أن أزمة نقص المواد البترولية اجتاحت المحافظة كباقى المحافظات الأخرى، وشهد مركزا كوم أمبو وإدفو خلال اليومين الماضيين نقصا شديدا فى المواد البترولية وخاصة السولار وبنزين 80 مما تسبب فى تكدس السيارات والشاحنات بمحطات الوقود، وظهور سوق سوداء.
وفى الفيوم، شهدت محطة الوقود الواقعة أمام موقف مصر القديم فى بداية الطريق السريع إلى القاهرة زحاما شديدا وتكدسا للسيارات والدراجات البخارية من أجل الحصول على بنزين 80، وظلت حالة الزحام قائمة حتى فجر أمس.
شارك في التغطية: حازم الخولى وعلاء شبل وحمادة بعزق وميشيل عبدالله وماهر عبدالصبور.