يشهد مهرجان أبوظبي السينمائي لهذا العام عددا من الفعاليات الخاصة مع أبرز السينمائيين والعاملين في صناعة الأفلام، وكذلك الموسيقيين والنقاد. وتتضمن تلك الفعاليات حلقات دراسية مع الخبراء مثل تود سولوندز، وعبد الرحمن سيساكو، والثنائي الموسيقي الفرنسي "آير"، بالإضافة إلى جلسة نقاشية مع مايكل براندت وديريك هاس، كاتبي فيلم "العميل المزدوج" الذي يقدم عرضه العالمي الأول في المهرجان.
ويتناول المهرجان هذا العام عددا من الموضوعات المختارة متضمنة الربيع العربي وتأثيره على صناعة السينما، ونجيب محفوظ سينمائيا، ومستقبل السينما المستقلة في المنطقة العربية، والتصوير السينمائي في الصحراء.
وتنطلق سلسلة الفعاليات الخاصة الجمعة المقبل، مع "صناعة السينما في أبوظبي"، وهي جلسة نقاشية تستكشف الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه صناع السينما الساعين إلى تمويل وإنتاج أفلام طويلة في أبوظبي ومنطقة الخليج، وتناقش أيضا ما هو مطلوب لمواصلة نمو السينما في الإمارات، ويشارك في الجلسة ممثلون عن بعض أبرز المنظمات التي تقف وراء هذا النمو.
وتعقد يوم السبت المقبل حلقتان دراسيتان مميزتان، الأولى مع الكاتب والمخرج الموريتاني الكبير عبد الرحمن سيساكو، صاحب "الحياة على الأرض" و"باماكو"، وأحد أبرز الأصوات في عالم السينما المعاصر، الذي سيتعمق في موضوع الارتجال في صناعة الأفلام.
ويشهد يوم السبت أيضا موسيقى تصويرية للقمر، حلقة دراسية مع "آير"، ثنائي "آير" الفرنسي المكون من نيكولاس جودين وجان بينوا دانكل، اللذين اختيرا لتأليف وأداء موسيقى تصويرية جديدة للعرض الأول في مهرجان "كان" السينمائي لتحفة جورج ميلييه "رحلة إلى القمر" 1902 والتي أعيد ترميمها بالألوان.
ويعرض هذا الفيلم ضمن برنامج يوم العائلة، هذا الثنائي ليس بالغريب على عالم السينما، خاصة بعد حصوله على التقدير النقدي والشعبي للموسيقى التصويرية التي وضعها لفيلم صوفيا كوبولا الأول "انتحار العذراوات" عام 2000.
ويقام يوم الأحد القادم، الجلسة النقاشية "أبعد من هوليوود وبوليوود: مستقبل السينما المستقلة في المنطقة"، ويشارك فيها خبراء من شركات المبيعات العالمية، ومن الموزعين الإقليميين، الذين يناقشون أنواع الأفلام التي تثير اهتمامهم، وعلاقتهم بالمهرجانات السينمائية، وعملية صنع القرار التي تقف وراء الصفقات السينمائية في هذه المنطقة.
وتقام أيضا يوم الأحد، ندوة عن الكتابة والإخراج، فعالية خاصة مع مايكل براندت وديريك هاس، اللذين يشكلان معا فريقا الكتابة الذي يقف وراء أعمال مثل "المطلوب" و"قطار 3:10 إلى يوما"، حيث يتحدثان عن دخولهما إلى مجال السينما، وعن مشاركة ثمار وتحديات الكتابة مع شريك، كما يقدمان النصائح حول كتابة الأفلام الروائية وإخراجها.
وسيقدم مشروعهما الأخير معا "العميل المزدوج" في عرضه العالمي الأول في مهرجان أبوظبي السينمائي ، والفيلم من بطولة ريتشارد جير، توفير غريس ومارتن شين. وأحد العناوين الرئيسية للفعاليات الخاصة في المهرجان هذا العام هو حلقة دراسية مع المخرج الأمريكي تود سولوندز صاحب "مرحبا في بيت الدمى" و "السعادة"، والذي دأب منذ أكثر من خمسة عشر عاما على تجاوز المألوف بملاحظاته اللاذعة عن الصراعات العائلية والحب المعذب، وهو في أبوظبي ليقدم آخر أعماله "الحصان الأسود".
ويشهد يوم الاثنين 17 أكتوبر الجاري تنظيم طاولة مستديرة لمناقشة الربيع العربي وتأثيره على صناعة السينما، يشارك فيها مخرجون معروفون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مناقشة حول الربيع العربي وتأثيره على صناعة السينما.
وكجزء من استعادة المهرجان للكاتب البارز الحائز على جائزة نوبل للآداب نجيب محفوظ، ينظم المهرجان طاولة مستديرة لمناقشة علاقة محفوظ بالسينما، تحت عنوان "نجيب محفوظ سينمائيا".
ويقام يوم الأربعاء 19 أكتوبر، نقاش مع مخرج الأفلام الوثائقية المعروف فريدي ديفاس تحت عنوان من "الثلاجة إلى الأتون". ديفاس، الذي عمل على "الكوكب المتجلد" لصالح هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لسنوات، يصور حاليا سلسلة جديدة لصالح "بي بي سي"، بعنوان "الجزيرة العربية البرية". يشكل هذا الحدث فرصة نادرة لمشاهدة مقاطع من "الكوكب المتجلد"، قبل موعد عرضه رسميا، ومناقشة بعض التقنيات الجديدة المستعملة لتصوير الحياة البرية والمشاهد الطبيعية الرائعة في المناطق القطبية والصحراوية.