ذكر ناشطون إن القوات السورية مدعومة بمليشيات شنت اليوم الاثنين سلسلة من عمليات الاقتحام شملت محافظتي حمص وحماة (وسط) وقرى حدودية بمحافظة إدلب (شمال) وقتلت خلالها مدنيين، وسط أنباء عن انشقاقات كبيرة بالجيش. لكن التصعيد الأمني المستمر بكثير من المدن والبلدات قابلته مظاهرات جديدة. وقال عضو تجمع أحرار حمص الحسن المهدي، في اتصال مع الجزيرة، من مدينة القصير إن شخصا واحدا على الأقل قتل أثناء اقتحام قوات أمنية وعسكرية, ومليشيات تابعة للنظام (الشبيحة) حي الخالدية في حمص. وأكد أن القتيل دهان أصيب بالرصاص أثناء قدومه إلى حي الخالدية من منطقة أخرى في حمص, مشيرا إلى أنباء عن اقتحام حي البياضة بالمدينة ذاتها التي شهدت الليلة الماضية مزيدا من المظاهرات. من جهته، أكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي لوكالة فرانس برس مقتل شخصين بإطلاق نار في حي الخالدية. وفي محافظة حمص أيضا، عاودت القوات السورية استهداف مدينة تلكلخ المتاخمة للحدود مع لبنان للمرة الثانية خلال أيام. وقال ناشطون إن شخصين قتلا في قصف بالقذائف على المدينة. وقال شاهد العيان أبو خالد إن المدينة أخضعت لحظر تجول وإنه تم نشر قناصة، مؤكدا مقتل شخص على الأقل. وفي الوقت نفسه، تعرضت مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) لعملية اقتحام جديدة نفذتها قوات مدعومة بثلاثين آلية عسكرية وأمنية وسط إطلاق كثيف للنيران وفق ما قال عمر إدلبي. وكان الجيش غادر حماة في العاشر من الشهر الماضي إثر عملية عسكرية واسعة بهدف "القضاء على العصابات الإرهابية المسلحة" وفق ما يقول نظام الرئيس بشار الأسد, مما أسفر عن مقتل العشرات، ونزوح أكثر من ألف عائلة. وفي شمال البلاد وتحديدا في إدلب، استهدفت نيران القوات السورية أحد مخيمات اللاجئين عند الحدود التركية مما أسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين وفقا لناشطين. من جهتها, أكدت مصادر تركية مقتل مدنيين سوريين اثنين خلال عملية تشنها وحدات من الجيش والأمن السوريين بقرية عين البيضا المتاخمة للحدود التركية، بالتزامن مع عمليات بقرى بداما، والحمبوشية، وخربة الجوز بإدلب. وقالت محطات تلفزيونية تركية إن سلطات محافظة هاتاي الحدودية بجنوبي تركيا أرسلت سيارات إسعاف لنقل الجرحى الذين أصيبوا في عين البيضا. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن الهجوم على قرى جسر الشغور يأتي بعد انشقاق عناصر من الجيش، وتوجههم نحو الحدود التركية. وكانت قوات سورية شنت أمس عملية في جبل الزاوية بإدلب أيضا بحثا عن النائب العام لحماة عدنان البكور الذي قال ناشطون إنه تمكن من مغادرة البلاد. وتحدث ناشطون عن انشقاقات كبيرة حدثت داخل مطار المزة بمنطقة المعضمية بريف دمشق منذ الصباح. وأشارت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق إلى عملية اقتحام تعرض لها حي القابون بدمشق. وفي مقابل التصعيد الأمني، تظاهر آلاف المواطنين مساء أمس في معظم مناطق البلاد. وشملت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام دمشق وريفها وحمص ودرعا وإدلب. كما خرج عدد من النسوة بمدينة الحراك بمحافظة درعا للمطالبة بإسقاط النظام، وقد بث ناشطون تسجيلا على شبكة الإنترنت للمتظاهرات وهن يرفعن صورا لضحايا من أقاربهن قتلوا على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ويرددن هتافات تندد بممارسات النظام. وفي كركناز بمحافظة حماة، اُعلن إضراب عام خمسة أيام احتجاجا على ممارسات النظام ضد المحتجين، وفقا لموقع الثورة السورية.