ارتفع عدد القتلى في حملة القمع لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة حماة ومناطق أخرى اليوم الثلاثاء، مما دفع الغرب إلى إهالة مزيد من الضغوط على دمشق. وقال شهود إن الدبابات قصفت أحياء سكنية في حماة بعد صلاة المغرب أمس الاثنين أول أيام شهر رمضان. وشهدت مدينة حماة مذبحة عام 1982 حين واجه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تمردا إسلاميا مسلحا. وذكر ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان أن الهجمات التي شنتها قوات الأسد خلال الليل وأمس الاثنين في شتى أنحاء سوريا أدت إلى مقتل 24 مدنيا على الأقل، من بينهم عشرة في حماة، حيث بدأت قوات الجيش والدبابات عملية عنيفة لاستعادة السيطرة يوم الأحد الماضي. وقال شهود وسكان وناشطون إن ذلك رفع عدد القتلى في سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى نحو 134 قتيلا من بينهم 90 في حماة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن جماعات "إرهابية" مسلحة قتلت ثمانية من أفراد الشرطة في حماة. وتلقي الحكومة السورية على هذه الجماعات مسؤولية معظم أعمال القتل خلال انتفاضة مستمرة منذ خمسة أشهر وقالت إن أكثر من 500 من أفراد الجيش والأمن قتلوا. ودفعت محنة حماة الكثير من السوريين إلى تنظيم مسيرات تضامن منذ بدء رمضان، لكن رد الأسد العنيف يشير إلى أنه يرفض مطالب التغيير التي اجتاحت سوريا ومناطق كثيرة من العالم العربي هذا العام. وتعرضت سوريا لإدانة دولية للإجراءات الخشنة التي تتخذها ضد المحتجين، لكنها يجب ألا تخشى تدخلا عسكريا أجنبيا مثل الذي يقوم به حلف شمال الأطلسي لمساعدة المعارضة في ليبيا. ودعا الأميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، اليوم الثلاثاء، إلى إنهاء سريع للعنف في سوريا، لكنه قال إن التدخل الأمريكي المباشر غير محتمل، وإن واشنطن لن تذهب أبعد من مواصلة الضغط على الرئيس السوري لتطبيق الإصلاحات. وفي الأممالمتحدة قال دبلوماسيون إن قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين، وقامت بتوزيع نص معدل أثناء اجتماع للمجلس أمس الاثنين. وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر ساعة قال دبلوماسيون إنه بعد مأزق استمر أشهرا بشأن سوريا في المجلس فإن أحداث العنف الجديدة تدفع فيما يبدو أعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل. لكن مبعوثين اختلفوا بشان هل ينبغي أن يتبنى المجلس المؤلف من 15 دولة مشروع القرار الذي يسانده الغرب أو يتفاوض على بيان أقل إلزاما. ووزعت دول غرب أوروبا مشروع قرار قبل شهرين، لكنه تعثر بعد أن هددت روسيا والصين -وكلتاهما حليفة لدمشق- بالاعتراض عليه بحق النقض إذا طرح للتصويت. ومن بين الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا إنها لا تؤيد مشروع القرار أيضا. واستدعت ايطاليا سفيرها في دمشق اليوم الثلاثاء احتجاجا على ما وصفته بالقمع المروع للمدنيين وحثت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على ان تحذو حذوها. وضم الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء وزير الدفاع السوري علي حبيب ومسؤولي أمن آخرين إلى قائمة أعضاء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الذين جمدت أصولهم وفرض عليهم حظر سفر. وأضيف خمسة مسؤولين إلى قائمة العقوبات التي نشرتها الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي وبينهم رئيس جهاز الأمن الداخلي السوري ورئيس المخابرات في بلدة حماة التي يقول الاتحاد الأوروبي إنها شهدت "مذبحة" عشوائية للمدنيين في مطلع الأسبوع. وقال ناشطون إنه بخلاف القتلى العشرة في أحداث العنف الأخيرة في حماة قتل مدنيان في بلدة البوكمال على حدود العراق التي اجتاحتها أيضا الدبابات، كما قتل ثلاثة في مداهمات من منزل لمنزل في حمص واثنان في ميناء اللاذقية وستة في هجوم على ضاحية عربين بدمشق بعد احتجاجات أعقبت صلاة التراويح في أول ايام رمضان. وقال سكان إن نحو عشر دبابات وعربات حاملة للجند دخلت بلدة زبداني قرب حدود لبنان بعد احتجاجات مؤيدة لحماة عقب صلاة المغرب. وأصيب ثلاثة من المحتجين على الأقل. ومن المقرر أن تجتمع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم مع نشطين سوريين يعيشون في الخارج. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الأحد إنه روع من العنف الذي مارسته الحكومة السورية، وإنه سيعمل مع الحلفاء على فرض عزلة على الأسد. وكان أوباما قد أعلن أن الرئيس السوري فقد شرعيته، وأن الولاياتالمتحدة تدرس فرض مزيد من العقوبات على دمشق تشمل صناعة النفط والغاز.