حى الدوار هو أحد الأحياء الصغيرة المجاورة للجامعة. سيكون بإمكان سكان المنازل الملاصقة لسور ملاعب الجامعة رؤية موكب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عقب وصوله هناك، لكن الاحتياطات الأمنية التى اتخذت جعلت السكان يشعرون بالخوف من الزيارة. ويتمنى السكان أن تمر الزيارة بسلام، وقال أحدهم: «ربنا يستر ويمشى اليوم بالسلامة». توجد بالحى الذى يتميز بشوارعه الضيقة مكتبات تتخصص فى تصوير المستندات. وتنشط هذه المكتبات فى موسم الامتحانات حيث تزدحم بالطلاب الذين يقصدونها لتصوير المذكرات الخاصة بالمراجعات النهائية والمحاضرات. واعتاد سكان حى الدوار على إجراءات التأمين التى تصاحب زيارة الرئيس مبارك للجامعة، إلا أن الإجراءات التى تمت قبل زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مختلفة بعض الشىء. يروى أحد سكان الحى «فى كل مرة يأتى فيها الرئيس مبارك تسبقه حراسه تعتلى الأسطح بالأسلحة لتأمين المرور، لكنهم كانوا يسمحون لنا برؤية سيارته وهى تمر». وقال أحد سكان المنطقة، رفض ذكر اسمه، إن عملية المسح الأمنى جرت على مدار 4 أيام بدأ من الثلاثاء قبل الماضى. مشيرا إلى أنه تم التحفظ على المسجلين خطر بالمنطقة لحين انتهاء الزيارة. وقال آخر: «جاء إلى الحى محمد بك فوزى رئيس المباحث بنفسه ومعه بعض أمناء الشرطة وقاموا بتسجيل أسماء سكان كل عقار عن طريق البطاقات الشخصية، أما الطلبة الذين يسكنون بالإيجار فقد تمت مراجعة أسمائهم مع أصحاب العقارات» التعويض أو حق الرؤية. واعترض أصحاب المحال التجارية المجاورة للجامعة على صدور تعليمات أمنية لهم بإغلاق محالهم بداية من مساء الأربعاء وخلال زيارة الرئيس الأمريكى. وقال حسن البنا، صاحب محل لتصوير المستندات، إنه يريد أن يرى موكب الرئيس وهو يخرج من ملاعب الجامعة لكنه يخشى أن يمنعه الأمن. وأضاف: «حينما كان يأتى الرئيس مبارك إلى الجامعة لم يكن يطلب منا إغلاق المحال، وكنا نرى سيارته وهى تخرج من باب الملاعب، بعد أن يهبط بالطائرة الهيلكوبتر، لماذا لا يتركوننا نراه على الأقل؟». إلا أن البنا يرى أن زيارة أوباما عادت بفائدة على المنطقة، حيث بقى الرصيف المقابل لمحله متكسرا لمدة شهرين دون أن يبدأ العمل بإعادة رصفه. وقال: «ما إن أعلن عن الزيارة حتى بدأ العمل على قدم وساق وتم الانتهاء من تجليد الرصيف فى أسبوع واحد، بركاتك يا شيخ أوباما». واعترض صاحب محل لعصير القصب بجوار الجامعة على إغلاق المنطقة بسبب الزيارة وقال: «هل تتم المعاملة بالمثل حينما يزور رئيسنا أمريكا هل يغلقون الشوارع ويحاصرون الناس، ماذا سيحدث إذا حدثت حالة طارئة فى أثناء الزيارة هل تترك لتموت». وقال صاحب محل آخر: «أوباما زى أى رئيس أمريكى آخر، الفرق إن دا بيضحك لنا واللى قبله كان مكشر». كما تم التنبيه على سائقى الميكروباص بعدم المرور من شارع ثروت المجاور للجامعة طوال اليوم. الطلبة غير مهتمين بسبب الامتحانات غالبية الطلبة الذين التقتهم «الشروق» لم يبدوا اهتمامهم بالزيارة. قالت ميادة طالبة بالفرقة الثانية كلية الحقوق: «نعرف أن الإجازة التى أعلنوا عنها بسبب زيارة أوباما لكننا غير مهتمين بالزيارة لأننا فى وقت الامتحانات واهتمامنا منصب عليها». وقال أحد الطلبة «لو أن الرئيس أوباما يريد مخاطبة الشعوب لكان تحدث إلينا نحن الطلبة، لكنهم استبعدونا تماما حتى من التواجد داخل الجامعة، رسالته ليست موجهة لنا وبالتالى فنحن لا نهتم بها» وقالت سارة إميل بالفرقة الثانية بكلية الآداب: «فوجئنا بأن هناك عمل يجرى على قدم وساق لتجميل الجامعة وتطويرها، شعرنا بأن هناك شىء غير طبيعى، وحين ذهبنا لسؤال حرس الجامعة عن السبب عرفنا أن أوباما سيزورنا». وقالت طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام: «تركيزنا هذه الأيام منصب على الامتحانات والانتهاء من مشروعات التخرج، ولا أحد يهتم بالزيارة لأننا غير منشغلين بالسياسة أصلا». وقال طالب بكلية دار العلوم: «صورة أمريكا لن تغيرها كلمات أوباما، فهى قوة عظمى تعتمد على الهيمنة العسكرية وبالنسبة لى هى مثل الحملات الصليبية التى كانت تأتى باسم إنقاذ المسيحية، وذريعة أمريكا الآن هى الحرية وحقوق الإنسان». وقال سامى عبدالعزيز المستشار الإعلامى لجامعة القاهرة ل«الشروق»: «الخطاب موجه إلى العالم الإسلامى، وليس حوارا أكاديميا ولا طلابيا. مشيرا إلى أن الجامعة قدمت مكانا لإلقاء الخطاب وقد وفرت كل الإمكانيات للخروج باللقاء على أحسن وجه. وحول عدم السماح لطلبة الجامعة بحضور اللقاء من خلال شاشات عرض داخل الجامعة قال إن قاعة الاحتفال محدودة بعدد معين، والخطاب سيبث على كل المحطات التليفزيونية فى العالم. و أكد عبدالعزيز أن الجامعة كانت لديها خطة لتطوير وتجميل الجامعة من قبل تحديد موعد زيارة الرئيس الأمريكى. مشيرا إلى أن رئيس الجامعة أعلن عن هذه الخطة قبل شهرين ليتم تنفيذها خلال فترة الإجازة الصيفية. وأشار عبدالعزيز إلى أن جامعة القاهرة استقبلت العديد من رؤساء الدول والشخصيات المهمة التى تحدثت فى قاعتها الرئيسية ومن بينهم الرئيس الفرنسى جاك شيراك، والزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا ورئيس الوزراء الماليزى مهاتير محمد.. وأشار عبدالعزيز إلى أن السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى زارت الجامعة أمس الأول والتقت رئيس الجامعة لتقديم الشكر له على المجهودات التى تقوم بها الجامعة لاستقبال الرئيس الأمريكى. ونقل عنها القول إنها «لم تكن تتخيل أن جامعة القاهرة بهذه الروعة وأنها تمثل منارة للعلم والاستنارة». وأضاف أن منح الطلاب إجازة فى يوم الزيارة هو حرص على أن يؤدوا الامتحانات فى هدوء، وليتجنبوا الإجراءات المصاحبة للزيارة. وهو قرار فى صالح الطلبة وليس ضدهم.