تعيش جمعية المؤلفين والملحنين فترة عصيبة تهدد مسيرة هذا الكيان الكبير الذى لولاه لعاشت أسر كبار المؤلفين والملحنين فى أزمة حقيقية.. لأنها بالفعل السند الحقيقى لهم بعد رحيل العائل. فالقدر كان رحيما بهذه الأسر عندما فكر المبدعون الأوائل فى إنشاء هذا الكيان ليكون وسيلة أمان لهم، وللورثة من بعدهم. فهذه الجمعية مهمتها الأساسية هى تحصيل حقوق الأداء العلنى. والمقصود به الحصول على نسبة عن أى أغنية تذاع أو تعرض بأى وسيلة سمعية وبصرية.. كما تحصل على حقوق الطبع الميكانيكى، وهو الذى تدفعه الشركات عن إجمالى مبيعات الألبومات. كل هذا يدخل فى حساب المؤلف والملحن. بناء على أوراق رسمية، يستطيع المتشككون أن يطلعوا عليها. لكن للأسف الشديد الأمور وصلت إلى مرحلة صعبة. ويكفى أن مجموعة من شباب المؤلفين والملحنين استكثروا أن يحصل ورثة عبدالوهاب، والسنباطى، والموجى، والطويل، وسيد درويش، وغيرهم على حقوقهم بحجة أن الناس «ماتت». هل هناك ما هو أكثر من ذلك، فهؤلاء الذين صنعوا تاريخنا ومهدوا الطريق لهذا الجيل لكى يظهر. ولولاهم ما كان هناك إبداع حقيقى مازلنا نستمتع به حتى الآن. جميل أن يطالب الإنسان بحقه إن كان له حق. لكن ليس من المقبول أو المعقول أن يحصل الإنسان على حق ليس حقه. أو يجرح فى الراحلين الكبار. الأزمة التى تشهدها الجمعية لم تقف عند هذا الحد بل تصاعدت بشكل يهدد هذا الكيان بعد أن أعلن المنتج محسن جابر الانسحاب بشركته عالم الفن من عضوية الجمعية. وعندما سألناه عن السبب قال.. أريد الحفاظ على المكانة التى وصلت إليها دون الدخول فى مهاترات مع أحد.. الآن ليس لى أى مصلحة فى الجمعية، فالكل يعلم أننى أتنازل عن كل حق شركتى لصالح صندوق المعاشات. لذلك ليس من المعقول أن أفعل ذلك وأجد بعض شباب المؤلفين والملحنين يقومون بتوزيع الاتهامات على الكبار. ولا أقصد نفسى فقط بالكبار. وقال جابر بدلا من أن يتفرغ هؤلاء الشباب لمحاربة القرصنة. وجهوا مجهودهم فى أمور أخرى لن تفيدهم. وعن بداية المشكلة قال جابر: حضر بعض المؤلفين والملحنين لمقابلتى.. ورحبت بهم وإذا بهم يحاولون إجبارى على تغيير التنازلات الخاصة بالشركة بما يفيد مصلحتهم الشخصية، وبالتالى فهى أمور ضد مصلحة شركتى. ورفضت الأمر. وواجهت أشكال وألوان من التجريح ليس لشخصى فقط لكن لأعضاء مجلس إدارة الجمعية، وهم ناس معروفة بحسن الخلق. وبالتالى فأنا لا أريد أن أكون موضع شبهات أو أكون طرفا فى شائعة ليس لها أساس من الصحة. وأضاف محسن جابر: هذا الجيل يريد أن يأكل حقوق الناس القديمة. يريد أن يسيطر على الجمعية، ويفرض نفوذه، وبالتالى فالجمعية فى خطر، ومادام الأمر كذلك فقد قررت الابتعاد عن هذه المهاترات. فهل من المعقول أن تعطى الجمعية حقوق كبار المؤلفين والملحنين لهؤلاء. من هم بجوار عبدالوهاب، والموجى، والطويل، والسنباطى، وسيد درويش، وبليغ حمدى أنا بصراحة لا أريد أن أرى الجمعية وهى تذبح وأنا عضو فيها لذلك اتخذت هذا القرار. وحول الاتهام الموجه لعمر بطيشة بمجاملته قال جابر: عمر أكبر من كل هذا. ثم أنا متنازل أصلا عن كل حقوقى للجمعية. إذاً أين هى المجاملة؟ وأضاف: هناك أعضاء فى مجلس الإدارة يديرون الجمعية مع بطيشة وهم جميعهم ناس محترمة. وأشار ألى أن دور المنتج فى الجمعية مهمش لذلك وجودى يجلب المشكلات لى فقط. وناشد جابر باقى أعضاء الجمعية العمومية بالتصدى لمحاولات البعض وضع يده على أموال اليتامى، والمعاشات، فالجمعية قائمة بسبب هؤلاء. وقال جابر إن الحل الوحيد أن يثق أعضاء الجمعية العمومية فى الناس الذين قاموا بانتخابهم بدلا من التشكيك فيهم.. وأضاف: للأسف الشديد بعض شباب المؤلفين والملحنين وجد هذه الحكاية فرصة للظهور الإعلامى. مشيرا إلى أن انخفاض تحصيل الجمعية سببه ما يحدث فى صناعة الأغنية من انهيار يضرب العالم كله، وليس مصر فقط.. فى الماضى كانت «الفرشة» الأولى لأى ألبوم 500 ألف، الآن وصلت إلى 15 ألفا فقط. وفى النهاية طرح جابر قضية خطيرة موضحا أن شركات الإنتاج استغلت ما حدث من المؤلفين والملحنين، ونقلوا نشاطهم إلى بيروت، وقال إن ألبوم وردة الجديد مثلا أغلب الألحان فيه لمروان خورى، وآخرين لبنانيين والقادم أسوأ. مشيرا إلى أن نفس المجموعة ذهبت لروتانا وحاولت الضغط عليها، وكان رد المسئولين فيها: نحن لسنا بحاجة للتعاون معكم وفق هذا التنازل الجديد الذى تريدون أن تجبرونا على التعامل به. وأضاف: وأنا من جانبى قمت بتغيير كل أغانى إيهاب توفيق التى رفض مؤلفوها، وملحنوها التوقيع على التنازل الخاص بشركتى. وبدأت الإعلان عن طلب مؤلفين وملحنين جدد.. خصوصا أننى سبق لى اتخاذ هذه الخطوة من قبل، وظهر على يدى أسماء مثل عمرو مصطفى، وشريف تاج، ومحمد رفاعى، وآخرين. إلى هنا انتهى كلام محسن جابر وتبقى القضية مفتوحة لحين إجراء الانتخابات خلال يوليو القادم.