تواصلت أصداء جمعة «الثورة أولا» بالمحافظات حتى وقت متأخر من ليل الجمعة، وبالرغم من عودة الهدوء إلى العديد من المحافظات واصل النشطاء فى محافظات أخرى مظاهراتهم وأصر العديد منهم على الاعتصام لحين «استكمال تحقيق مطالب الثورة». ففى الدقهلية قام العشرات من النشطاء السياسيين بالمبيت فى خيام أعدوها بميدان المحافظة بمدينة المنصورة، تأكيدا على الاستمرار فى المطالبة بتحقيق أهداف الثورة. وردد المعتصمون هتافات «حرية..حرية، المحاكمة.. المحاكمة.. العصابة لسه حاكمة، اعتقلونى اعتقلونى.. مصر هتفضل جوا عيونى، من المنصورة للتحرير.. مش حاسين بالتغيير». وأكدوا مواصلة اعتصامهم لحين تنفيذ مطالبهم، وعلقوا لافتات كبيرة كتبوا عليها هذه المطالب التى وصفوها بالمشروعة وهى سرعة محاكمة مبارك وحاشيته محاكمات بشكل علنى ومحاكمة قتلة الشهداء من وزارة الداخلية بدون تأجيل أو مماطلة مع وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين بشكل نهائى ومراجعة كل القوانين التى تم إصدارها سابقا بدون حوار مجتمعى إعلامى. واضاف المتظاهرون إلى مطالبهم أيضا: منع التعرض نهائيا بأى صورة من الصور إلى حرية الإعلام أو حرية التظاهر وتطهير الإعلام وإقالة يحيى الجمل بالاضافة إلى البدء بشكل شامل فى تطهير كامل للوزارات والمؤسسات الرسمية من بقايا النظام القديم. وشهدت مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء موجة جديدة من الاحتجاجات مساء الجمعة بعد انتهاء مشاركة آلاف المواطنين فى مسيرات طافت شوارع العريش للمطالبة بالقصاص واستكمال أهداف الثورة. وتم إشعال اطارات السيارات فى ميدان الفواخرية بالعريش للمطالبة بالافراج عن محبوسين وأيضا تحقيق أهداف الثورة، ورفع البعض لافتات ورددوا شعارات تطالب بعودة ذويهم. وحاول شباب آخرون إشعال إطارات السيارات فى شارع 23 يوليو إلا أن قوات الجيش وصلت لتمنع إغلاق الشارع الرئيسى فى العريش، ولم يستمر اعتصام ميدان الحرية كثيرا حيث انفض ليلا بعد أن شعر الشباب القائمون على الاعتصام بتخلى القوى السياسية عن فكرة الاعتصام والاكتفاء بمسيرة فى شوارع المدينة. وفى سياق متصل استمر ممثلو سيناء فى الحركة الثورية الاشتراكية فى اعتصامهم مع جموع المواطنين فى ميدان التحرير بالقاهرة. وشدد أشرف الحفنى على ضرورة استمرار الاعتصام لحين استكمال جميع أهداف الثورة ودارت بين رموز المعتصمين حوارات سياسية حول توقعات الساعات القادمة بعد نجاح مليونية القصاص واستمرار الاعتصام وطالب الحفنى الثوار بأن يتمكنوا من مقار المجالس الشعبية المحلية فى عموم مصر ليقودوا منها استكمال أهداف الثورة. «ثورة مصر مش هتموت»، «قتلوا ولادنا سرقوا فلوسنا نهبوا بلدنا وطلعوا براءة» كانت بعض من لافتات رفعها المعتصمون من القوى السياسية والشعبية بميدان «الممر» بالإسماعيلية، حيث واصلوا اعتصامهم. حيث تواصلت المظاهرات بمشاركة نحو 5 آلاف مواطن من مختلف التيارات الشعبية والسياسية والإسلامية، واستمرت حتى مساء أمس وأقيمت خيام للاعتصام المفتوح بالميدان بمشاركة ائتلاف شباب الثورة وحركة 6 أبريل وكلنا مصر وصوت الشباب الحر والعديد من القوى الشعبية، حيث نظموا فقرات فنية للأغانى الوطنية. وشكلت القوى المشاركة دروعا بشرية لحماية المتظاهرين وتولت اللجان الشعبية تأمين الميدان وتنظيم حركة المرور، بعد تغيير مسار السيارات لطرق أخرى نظرا لإغلاق ميدان الممر والشوارع المحيطة به . وفى بورسعيد قام ائتلاف شباب ثورة 25 يناير مساء امس الاول بتنظيم مسيرة فى شارع الثلاثينى حتى ميدان المنشية بحى الشرق حيث تم نصب الخيام داخل الساحة وواصل الشباب اعتصامهم حتى صباح أمس وقضوا ليلتهم على موسيقى الأغانى الوطنية. وأكد أشرف العزبى الناشط الحقوقى ومنسق ائتلاف شباب ثورة 25 يناير ببورسعيد استمرار فاعليات الاعتصام حتى يتم الاستجابة لمطالب الشعب وتحقيق مطالبه العادلة. واختلفت آراء التيارات السياسية بمحافظة المنيا حول فض الاعتصام أو الاستمرار فيه، حيث قررت جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وبعض الأحزاب فض الاعتصام مساء يوم الجمعة، بينما قرر شباب 6 أبريل وشباب ائتلاف الثورة والذى يضم 14 تيارا سياسيا الاستمرار فى الاعتصام والالتزام بما يقرره ميدان التحرير. وانضم للمعتصمين عدد من أصحاب «المطالب الفئوية المشروعة» كما وصفها أبناء التحرير. ورفض العديد من أهالى مركزى المنيا وسمالوط الانصراف وقرروا مواصلة الاعتصام تضامنا مع المعتصمين فى التحرير وطالبوا بمحاكمات عاجلة لرموز الفساد داخل جهاز الشرطة، حيث أكد أهالى قرية الدوادية مركز المنيا أن رئيس مباحث المركز تجاوز كل الخطوط الحمراء معهم ولفق لهم قضايا وتسبب فى تشريد العشرات بدون ذنب، واتهم من قبل فى عدد من جرائم التعذيب. ونصب المتظاهرون خيما للمبيت فيها وبدأوا عروضا مسرحية تناولت بعض أحداث الثورة ومطالب شباب التحرير فى إطار كوميدى ساخر، انضم إليهم عدد كبير من الأهالى لمشاهدتها. وسادت حالة من الهدوء مراكز ومدن محافظة البحيرة بعد ساعات طويلة من تظاهر الآلاف بالميادين والمئات من أسر الشهداء لمطالبة المجلس العسكرى وحكومة شرف بتحقيق أهداف الثورة، إلا أن أغلب المتظاهرين أكدوا معاودتهم التظاهر حتى تتحقق مطالبهم، وحتى لو لم تشاركهم الأحزاب. كما عاد الهدوء إلى محافظة كفر الشيخ عقب انتهاء التظاهرات التى خرجت بالآلاف مساء الجمعة. وعاد المتظاهرون الذين خرجوا بالالاف فى مدن دسوق وكفرالشيخ وبلطيم إلى منازلهم بعد نجاح المظاهرات رغم ارتفاع حرارة الجو. وفى محافظة قنا استمر العشرات من المتظاهرين بميدان الساعة حتى صباح. أما فى الأقصر فانتشرت خيام الاعتصام التى أقامها شباب 6 أبريل وائتلاف الثورة أمام معبد الأقصر لأول مرة منذ بدء الثورة. وقال المعتصمون انهم لن يفضوا الاعتصام حتى تتحقق المطالب، والتقط السياح الزائرون لمعبد الاقصر الصور التذكارية بجوار الخيام وحرصوا على تحية المعتصمين. شارك في التغطية: مصطفى سنجر ونعمان سمير وحمادة عاشور وأحمد أبو الحجاج وأميرة محمدين ومحمد نصار وماهر عبد الصبور ومحسن عشرى.