الفارق الأكبر بين رافاييل نادال وباقي اللاعبين الأسبان يكمن في العقلية ، في أنه لم يقنع بإحراز لقب رولان جاروس ويبحث "دوما عن المزيد". يقول لاعب التنس الأسباني السابق مانولو سانتانا خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"إنه سيد يرفض اللعب بشكل سيء". وحتى ثلاثة أعوام مضت كان سانتانا هو أفضل لاعب تنس أسباني في التاريخ ، لكن الأمور تغيرت اعتبارا من بطولة ويمبلدون عام 2008 ، عندما انتقلت تلك المكانة إلى نادال. والرجل المعتزل يقول إنه ليس حزينا لذلك. ويوضح سانتانا ، الفائز بأربعة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام" والذي كان أبرز لاعبي العالم في قمة مشواره ، :"دون شك ، رافا هو أفضل لاعب أسباني على مر العصور. إنني في شدة الفخر لأنني كنت الرائد لما أصبح عليه الآن التنس في أسبانيا". ويضع سانتانا /73 عاما/ خطا فاصلا بين طموح نادال وما أظهره أسبان آخرون أحرزوا لقب رولان جاروس قبل المصنف الأول عالميا ، فنادال أصبح في 2008 أول رجل أسباني يفوز ببطولة ويمبلدون منذ أن فعلها سانتانا عام 1966 . بعد ذلك عاد وكرر ذلك الإنجاز عام 2010 . ويقول سانتانا :"كان شعوري بالرضا كبيرا عندما رأيت بروجيرا وفيريرو ومويا وألبرت كوستا يحرزون اللقب... وقبلهم خيمينو في بطولة لم أشارك بها. وفجأة يخرج بطل حقيقي مثل نادال". يضيف :"لاعب يتسم بكل صفات البطولة ، كان يمكنه أن يقنع بالفوز بلقب رولان جاروس ، كما فعل من سبقوه ، الذين كانوا دائما يذهبون إلى ويمبلدون وهم يقولون: حسنا ، ماذا الآن. رافا قال لا ، عاجلا أو آجلا سأفوز بويمبلدون. وأنا قلت له: بالتأكيد ستفعل". يتابع :"في ذلك العام الذي خسر فيه النهائي الأول أمام فيدرر (2006) قلت له: ستفوز بالبطولة ، ستفوز بكل البطولات. إنه يتمتع بشخصية وقوة ذهنية رائعتين. إنه سيد لا يتقبل اللعب بشكل سيء". وبفوزه يوم الأحد الماضي في المباراة النهائية لرولان جاروس ، حصد نادال لقبه السادس في بطولة فرنسا المفتوحة ، والعاشر في "الجراند سلام". السويسري روجيه فيدرر لا يزال يملك الرقم القياسي برصيد 16 لقبا ، لكن نادال /25 عاما/ يسعى إلى بلوغ هذا الرقم والتفوق عليه. وكان سانتانا يعتقد أن نادال ، الفائز بلقب في بطولتي أستراليا وأمريكا ، "ليس بإنسان"، رغم أنه تحقق هذا العام ، في نهائي بطولة ميامي ، أن الأمر ليس كذلك. يقول :"في نهائي ميامي أمام ديوكوفيتش كانت المرة الأولى التي أرى فيها خلال الأعوام الأخيرة أنه غير قادر. حينها قلت لنفسي: هذا السيد بشري. لم يكن يستطيع المزيد". واستمتع بطل رولان جاروس مرتين بالمباراة النهائية بين نادال وفيدرر يوم الأحد الماضي ، جالسا في الصف الأول من مدرجات ملعب "فيليب شاترييه"، وهناك تحقق من أمر يقتنع به: تنس هذا العصر يختلف تماما عما كانت عليه هذه الرياضة في ستينيات القرن الماضي. يقول "من المستحيل اللعب بهذا الشكل بذلك المضرب الخشبي. التنس في عصرنا كان مختلفا تماما ، والكرات كانت أثقل". ويؤكد أنه "سيكون من الصعب للغاية" على نادال وفيدرر التأقلم على استخدام المضارب الخشبية: "ذات مرة أريت لنادال في برشلونة مضربي ، وهوأعطاني مضربه. وقال لي: كيف كان يمكنك اللعب بهذا؟". ويقول "مضاربنا كان وزنها 540 جراما. الآن وزنها 300 جرام على الأكثر. لاعبو اليوم لم يكن ليمكنهم التأقلم ، مقارنة بنا إذا تبادلنا المواقف". ويوضح :"لو كان لديك سيارة فيات ، ستتأقلم بسهولة على أخرى مرسيدس. بالعكس سيكون الأمر مختلفا تماما". ويعتقد سانتانا أن التنس فقد بعض الأمور الإيجابية وهو يسير في طريق التطور التكنولوجي. ويوضح :"الكرات والمضارب الحالية تجعل التنس رائعا ، لكنه لم يعد يتسم بالنعومة كما كان ، في عصرنا كنا نستمتع أكثر باللعبة". ويضيف :"قبل نحو ثمانية أعوام لعبت أخر بطولة لي للمعتزلين في رولان جاروس. فوجئت في إحدى الكرات بأن الشاشة تشير إلى أنني قمت بإرسال سرعته 170 كيلومترا في الساعة. يا للروعة. آه لو كان لدي مضرب من هؤلاء في عصري".