شاءت الصدف ان تكون بطولة رولان جاروس الفرنسية, ثاني البطولات الاربع للتنس, مفصلية في التنافس بين النجمين الكبيرين السويسري روجيه فيدرر والاسباني رافايل نادال. فيدرر, احد اشهر اللاعبين في تاريخ التنس حتي الان ان لم يكن اشهرهم علي الاطلاق, في المقلب الاخير من مسيرته اذ يبلغ الثامنة والعشرين, لكنه يصر علي الاستمرار في الملاعب' طالما ما زلت قادرا علي العطاء بهذا المستوي'. اما نادال, فلا يزال في اوج عطائه حيث يبلغ الرابعة والعشرين وعاد الي قمة مستواه بعد اشهر من عدم التوازن في الاداء. كان فيدرر يتسيد الملاعب والالقاب ويتربع علي عرش التصنيف العالمي لاكثر من اربعة اعوام متتالية( من2 فبراير2004 حتي18 اغسطس2008), الي ان بزغ نجم نادال الذي بدأ ضغطه بقوة علي صاحب الصدارة وانتظر الوقت المناسب ليخرج من ظله وينتقل من المركز الثاني الي الاول. ساعدت بطولة رولان جاروس نادال كثيرا لتحقيق هدفه, كونه اختصاصي علي الملاعب الترابية كما سائر اللاعبين الاسبان, فكان يدون اسمه في سجلات البطولة الباريسية منذ2005 وحتي2008, العام الذي شهد وصوله الي الذروة حين اسقط فيدرر في بطولة ويمبلدون الانكليزية التي يعتبر ملكا علي ملاعبها بعد ان توج بطلا لها ست مرات. خطف نادال المركز الاول من فيدرر وتابع حصد البطولات الي ان اتت بطولة رولان جاروس في العام الماضي وشهدت التحول الكبير. التقي نادال في ثمن النهائي مع السويدي روبن سودرلينغ صاحب الضربات القوية جدا من الخط الخلفي للملعب فسقط امامه في اكبر مفاجآت البطولة, فاتحا الباب امام فيدرر للوصول الي النهائي حيث تقابل في مباراة القمة مع سودرلينغ بالذات وتغلب عليه بسهولة لينضم الي اساطير اللعبة الفائزين ببطولات الغران شيليم الاربع, لان رولان جاروس كانت الوحيدة الغائبة عن سجلات السويسري ضمن البطولات الكبري. احدث انضمام فيدرر الي قائمة ابطال رولان جاروس ثورة حقيقية لهذا البطل بعد اشهر من تذبذب المستوي, فانتقل بعد ايام قليلة الي المكان المفضل لديه في ويمبلدون ونجح فيها في استعادة الكأس والانفراد بالرقم القياسي لعدد القاب الغران شيليم(16 لقبا) بعد ان كان متعادلا مع الأمريكي الشهير بيت سامبراس.( لم يشارك نادال في البطولة بداعي الاصابة). ابتعد فيدرر في الصدارة في وقت كان نادال يتراجع لابتعاده بسبب الاصابات ثم لعدم قدرته علي الفوز بأي لقب, ففشل في رفع كأس اي دورة شارك فيها منذ مايو2009 حتي اواخر ابريل2010, ليعود مع انطلاق موسم الدورات علي الملاعب الترابية ليثبت انه الافضل عليها من دون منازع. وكما كانت بطولة رولان جاروس نقطة التحول باستعادة فيدرر ثقته بنفسه وصدارة التصنيف العالمي من نادال, فان فشل السويسري في بلوغ نصف نهائي البطولة الفرنسية في العام الحالي علي الاقل ونجاح الاسباني باحراز اللقب جعل الامور معاكسة تماما اذ قفز الاخير الي الصدارة في التصنيف الجديد الذي صدر اليوم الاثنين. ليس هذا فقط, بل ان نادال, الذي لم يحقق نتائج جيدة في النصف الثاني من العام الماضي, ليس مدعوا للدفاع عن نقاط كثيرة في نفس هذه الفترة من العام الحالي, خلافا لفيدرر الذي قد يجد نفسه يخسر المزيد من النقاط اذا لم يستجمع قواه ويعود بقوة الي مسلسل احراز الالقاب. يذكر ان فيدرر كان بحاجة الي اسبوع فقط لمعادلة الرقم القياسي في التربع علي عرش الصدارة العالمية المسجل باسم الأمريكي بيت سامبراس(286 اسبوعا). المؤشرات تمنح الاسباني افضلية علي منافسه حاليا, لانه يقدم افضل مستوياته في الفترة الحالية, فهو اكثر اللاعبين فوزا بالالقاب هذا الموسم بعد نجاحه في مونتي كارلو وروما ومدريد ورولان جاروس في حين قد تتأثر معنويات السويسري بفقدانه اللقب في البطولة الفرنسية.