لماذا لا يكون فى الكويت ثورة؟.. سؤال برىء طرحه تلميذ مصرى بالكويت عمره عشرة أعوام على مدرسته، فجاءت الإجابة سريعة بفصله نهائيا من مدرسته، وعدم قبوله فى أى مدرسة سواء قطاعا عاما أو خاصا بقرار من وزارة التربية والتعليم، وهو ما أثار موجة غضب واسعة داخل موقعى فيس بوك وتويتر ضد القرار إلى حد المطالبة بثورة على العقول بالكويت. فلم يتوقع التلميذ محمد فتحى ابن السنوات العشر الذى يدرس فى الصف الخامس الابتدائى فى مدرسة الشايع الحكومية بالعاصمة الكويت، أن سؤاله لمدرسته: «لماذا لا تعملون ثورة فى بلدكم؟»، سيقضى على حياته الدراسية بالكويت، وجاء الجواب سريعا بفصله نهائيا من كل مدارس التعليم العام بالبلاد. وتقول جريدة الراى الكويتية، فى عددها الصادر أمس الأول إن قرار الفصل الذى حمله الطالب ليسلمه لولى أمره دون أن يعى محتواه، صعق الأب الذى يعمل مدرسا فى جامعة الكويت، حيث توجه فى اليوم التالى إلى المدرسة. وأكدت المدرسة فى تبريرها للقرار بأن التلميذ باسم «يحرض» على قيام ثورة فى الكويت. وقال والد التلميذ إن محاولاته لم تفلح فى إقناع إدارة المدرسة بالعدول عن القرار، وأن ابنه مجرد طفل، يقلد ما يشاهده فى وسائل الإعلام وموجات التظاهرات التى تعم أجزاء من الوطن العربى. وأضاف: بعد أن فشلت فى إقناع إدارة المدرسة توجهت إلى منطقة العاصمة التعليمية وقابلت المدير العام فأفاد بأن قرار الفصل نافذ لا رجعة فيه، ثم توجهت إلى وزارة التربية وتحديدا إلى مكتب الوكيل المساعد، وأكد بدوره أن القرار جاء بناء على مذكرة تفيد بأن الطالب باسم يحرّض على إشعال ثورة بين أوساط الطلبة. وأضاف: القرار يتزامن مع نهاية العام الدراسى وهو ما سيحرم ابنى من سنة دراسية كاملة بناء على تقرير خاطئ من قبل معلمته، كاشفا عن أن السفارة المصرية فى الكويت تدخلت لمعالجة القضية دون جدوى. القرار بفصل التلميذ باسم نهائيا، أثار موجة غضب عارمة بين الكويتيين قبل المصريين، عبر مواقع التواصل الاجتماعى على تويتر وفيس بوك. وتعقيبا على القرار قال ناشط كويتى: «الدرس الأول فى المدارس الكويتية: كن جبانا ولا تعبر عن رأيك ولا تفتح فمك». ودعا آخر لثورة فى الكويت على العقول، داعيا إلى الرحيل من الكويت، وقال: ارحل أيها الأب إلى النجاة من هذه العقول التى تهاب حتى الأطفال!، وتابع: إن كنت من مكان الأب لتركت الدولة بأكملها لأنجو بابنى من التعليم فى دولة عقليتها هكذا، والأمر يستحق بالفعل ثورة حقيقية على العقول. وأشار مشارك آخر ردا على الخبر: «لن نناقش منطق وزارة التعليم فى القضاء على حياة طفل فى العاشرة من عمره لمجرد تساؤل طفولى، لكننا نتساءل عن أى نظام سياسى هذا الذى يهتز ويخشى من هذا التساؤل؟». وداخل موقع تويتر، انهالت التعليقات الغاضبة من الكويتيين على قرار وزارة التربية والتعليم بفصل التلميذ، فقال الكاتب الصحفى والناشط الحقوقى مظفر راشد: «أرجو من معالى وزير التربية والتعليم إلغاء قرار الفصل لسبب بسيط وهو أن حرية التعبير مكفولة»، وبين الناشط عبدالرحمن الناصرى: ما حدث دليل جديد على أن أنظمة الخليج بدأت تصاب ب«رهاب» الثورات. أما سعد السعيدى مدير مكتب قناة الجزيرة فى الكويت فتساءل مستنكرا «بربكم أى عقل ذلك الذى يدير التربية والتعليم؟».