قال الثوار الليبيون اليوم الخميس إنهم تمكنوا من طرد قوات العقيد معمر القذافي من العديد من المدن الواقعة شمال غربي البلاد، فيما قال المجلس الوطني الإنتقالي إنه يتوقع أن ينتهي القتال في غضون أيام. وذكر موقع صحيفة "برنيق الإلكترونية المعارضة أن الثوار "حرروا" مدن الزنتان والرجبان وجادو والرحيبات وبلدة الحوامد في منطقة جبل نفوسة، من قوات القذافي. وازدادت حدة القتال في منطقة جبل نفوسة التي تضم مدنا تبعد ما بين 150 إلى 250 كلم جنوبي العاصمة طرابلس، في الأيام الأخيرة. وتعرضت المدن لقصف من قبل قوات القذافي خلال الأشهر الثلاثة الماضية. كما استولى الثوار على أسلحة وعتاد عسكري من قوات القذافي ويلاحقونها تجاه الشمال الغربي في منطقة سهل الجفارة. وقال المجلس الوطني الليبي الانتقالي إنه يتوقع أن ينتهي القتال في غضون "أيام" حيث يستعد الثوار للسيطرة على طرابلس، التي لا تزال تحت سيطرة القذافي. وفي مقابلة مع قناة "العربية" الإخبارية في وقت متأخر أمس الأربعاء، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن الثوار سيضعون حدا للمعارك الدائرة خلال أيام قليلة، عبر سيطرتهم على طرابلس وإنهاء حكم معمر القذافي، قائلا إن "الثوار يتسلحون بالصبر والشجاعة والإصرار على تحقيق غايتهم، ومن ثم فقد تشهد الأيام القادمة المزيد من الإنجازات في هذا الشأن بإذن الله تعالى". وتقدر مصادر بالمعارضة الليبية أعداد من قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات بين الثوار وقوات القذافي عقب الحملات الأمنية الشرسة التي شنتها الحكومة ضد المتظاهرين المطالبين بتنحي القذافي، بنحو 12 ألف شخص. على صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء التونسية أن نحو 270 مهاجرا يخشى غرقهم بين تونس وصقلية، بعد غرق سفينة كانت تقلهم قادمة من ليبيا وسط ظروف جوية سيئة. وتمكن آلاف المهاجرين خلال الشهور الاخيرة من الفرار من وجه الصراع المستعر في ليبيا وعبروا البحر المتوسط ووصل معظمهم إلى شواطي جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة. وقالت جماعات المعارضة عبر المواقع الإلكترونية إن طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) قصفت طرابلس اليوم الخميس، بعد يوم واحد من توسيع الحلف لمهمته، فيما سمع دوي عدة انفجارات في العاصمة الليبية. وذكرت جماعة "17 فبراير أصواتنا" على الإنترنت أن "عددا من الانفجارات دوت خلال ساعة واحدة ، وتحلق الطائرات بشكل مستمر". وذكر شهود العيان أنهم "لم يتمكنوا من إحصاء" عدد الانفجارات التي وقعت. ولم ترد تفاصيل على الفور بشأن الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية. ومن ناحية أخرى، قال المتحدث الإعلامي باسم المجلس الانتقالي الليبي، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن التقارير التي أذاعها التليفزيون الليبي بشأن وقوع انفجارين كبيرين وقعا في محكمة بمدينة بنغازي التي يسيطر عليها الثوار، كاذبة. ظهرت تلك التقارير صباح اليوم الخميس بعد يوم واحد من انفجار سيارة في مرآب أمام فندق تيبستي مساء أمس الأربعاء . ويقيم في الفندق مسئولو المجلس الوطني الانتقالي المعارض وصحفيون ودبلوماسيون أجانب.وألقى المجلس الوطني الانتقالي الليبي باللائمة على القوات الموالية للقذافي في التفجير. وقال عبد الجليل في بيان إن هذا العمل الإرهابي يظهر مجددا أن نظام القذافي غير مسئول وذو طبيعة إجرامية. وذكر موقع "برنيق" ، التابع للمعارضة الليبية، اليوم الخميس أن مجموعة أمنية تابعة للثوار في بنغازي ألقت القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه بتورطهم في تفجير السيارة. وأعلن رئيس شركة النفط الوطنية الليبية المملوكة للدولة شكري غانم انشقاقه عن حكومة القذافي لدى وصوله روما أمس الأربعاء. ويرفض القذافي التنحي عن السلطة التي بقي بها 41 عاما رغم سقوط الضحايا وتوقيع العقوبات ضد نظامه وحملة حلف الأطلسي ضد قواته.