«أكتر حاجة بيحلم بيها التلميذ فى المدرسة الحكومية إن نص زمايله فى الفصل يغيبوا عشان يقدر يقعد فى الفصل براحته ويسمع المدرس من غير شوشرة ويقدر يلاقى مكان يكتب فيه بالكراسة من غير ما يزاحم زمايله اللى قاعدين معاه على نفس الدكة». هذه المقارنة البسيطة كانت إحدى نتائج بحث أجراه مجموعة من طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، تحت عنوان (تعددية أشكال المدارس وأثرها فى إحداث فجوة ثقافية بين الأطفال فى مصر)، خلال مشاركتهم فى أول نموذج محاكاة لجهة متخصصة فى أبحاث الطفولة فى مصر، هى المرصد القومى لحقوق الطفل. السيدة عهود وافى رئيس نموذج محاكاة المرصد القومى لحقوق الطفل أوضحت خلال مشاركتها فى ختام أعمال النموذج قبل يومين بجامعة القاهرة أن النموذج شارك فيه ثلاث مجموعات طلابية مكونة من 60 طالبا وطالبة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، من خلال إجراء أبحاث ميدانية على غرار التى يجريها المرصد المعنى برصد أحوال الأطفال فى مصر، ومدى تمتعهم بحقوقهم كما جاءت فى قانون الطفل، وبدأ العمل فى أغسطس 2010، وانتهى العمل البحثى فى أول مايو الحالى. رجاء شحاتة مديرة المرصد «الحقيقى» قالت إنها المرة الأولى التى تجرى فيها محاكاة لجهة متخصصة فى أبحاث الطفولة، ومتابعة السياسات الخاصة بقضايا الطفل، ويأتى هذا النشاط ضمن أنشطة التوعية بقانون الطفل بين الشباب، وتشجيعهم على تكوين رؤية أشمل لقضايا الطفولة فى علاقتها بقضايا المجتمع ككل. المرصد القومى لحقوق الطفل هو مشروع مشترك بين المجلس القومى للطفولة والأمومة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسف» وبتمويل من التعاون الإيطالى، ويساند بأبحاثه المجلس القومى للطفولة والأمومة فى رصد وتقويم جهود تنمية الطفولة واقتراح سياسات مستندة إلى دليل علمى. «طلاب المدارس الحكومية لا يهتمون بالمشاركة فى وضع جدول الامتحان، أو اختيار رائد الفصل، بينما يهتم طلاب المدارس الخاصة بالمشاركة فيها «هذه النتيجة جاءت أيضا ضمن أبحاث الطلاب رصد المشاركة السياسية للأطفال، والأبحاث الأخرى التى تتبعت الأسباب الحقيقية لوجود ظاهرة أطفال الشوارع، ومنها العوامل الأسرية التى قد تدفع الطفل إلى حضن الشارع، دون أن يكون الفقر هو السبب الوحيد كما يعتقد الكثيرون، بحسب عهود وافى. الحق فى التعليم وشغل أوقات الفراغ والأنشطة التثقيفية والحقوق المدنية والحريات وعمالة الأطفال وأطفال الشوارع، كانت أكثر ما اهتم به الطلاب فى ابحاثهم الميدانية التى عرضوها خلال اللقاء. الدكتورة لمياء محسن الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة أبدت إعجابها بعروض الطلاب واعدة بالاستفادة منها، لافتة إلى أن أهم ما أنجزه الطلاب هو ممارسة البحث الميدانى والوصول إلى النتائج التى يمكن أن تكون موجودة بين طيات الأبحاث، بأنفسهم وهى التجربة التى لا ينسوها، التى سيستفيدون منها خلال مشاركتهم فى الأنشطة التطوعية التى سيدعوهم المجلس إلى المشاركة فيها، حتى تكون السياسات منطلقة من الواقع ومن وجهة نظر الشباب.