اتهم سلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي اليوم الاثنين، مع بقاء أقل من أسبوع على جولة الإعادة الخاصة بانتخاب عمدة مدينة ميلانو، تيار يسار الوسط المعارض بأنه يريد تحويل المدينة لتصبح "إسلامية" يسيطر عليها الغجر والأجانب. وقال برلسكوني: "ميلانو لا يمكن أن تصبح، قبيل مهرجان إكسبو 2015، مدينة إسلامية، مدينة للغجر، تملؤها مخيمات (غجر) الروما ويطوقها الأجانب الذين يريد اليمين منحهم حقوق التصويت". وجاءت تعليقات برلسكوني ضمن رسالة نشرت في موقع حزبه "شعب الحرية" على الإنترنت، ناشد خلالها الناخبين في جولة الإعادة المقررة في 28 و29 مايو الجاري التصويت باختيار ليتيسيا موراتي، عمدة ميلانو المنتهية ولايتها، للاستمرار في المنصب بدلا من اختيار مرشح يسار الوسط جوليانو بيسابيا، الذي يعتبره رئيس الوزراء متطرفا يساريا. وبلهجة الواثق من الفوز، قال برلسكوني، في وقت سابق هذا الشهر: إن الانتخابات المحلية تعد استفتاء على شعبية حكومته قبل عامين من انتهاء ولايتها. ومع ذلك، وقعت مفاجأة الأسبوع الماضي في نتائج الانتخابات في ميلانو، حيث حصل بيسابيا، الشيوعي السابق، على نسبة 48% من الأصوات مقابل 42% من الأصوات لليتيسيا، ما أدى إلى اللجوء إلى جولة إعادة. وتعد ميلانو معقلا ليمين الوسط منذ عقدين من الزمن تقريبا، وتخضع المدينة حاليا لسلطة ائتلاف من حزب "شعب الحرية" وحزب "رابطة الشمال"، وهو شريك صغير أيضا في ائتلاف حكومة برلسكوني. وتقول ليتيسيا، وزيرة التعليم السابقة المنتمية لحزب شعب الحرية: إنها تعارض إنشاء مسجد في ميلانو، وهو ما طالب به المسلمون في المدينة ومعظمهم من المهاجرين. وقالت ليتيسيا: إن بناء مسجد في العاصمة المالية سوف "يجعلها مركز جذب للمسلمين من أنحاء إيطالية بشكل لا يمكن معه السيطرة عليهم آنذاك". ولكن بيسابيا انتقد موقف ليتيسيا، وقال: إنه ينبغي أن تستجيب المدينة للمسلمين بها الذين يضطرون حاليا للصلاة في أماكن غير مخصصة للعبادة، مثل المدارس ومواقف السيارات. وبينما يتفق كلا المرشحين على ضرورة إغلاق عدد من المخيمات احتل أغلبها الغجر العرقيون بوضع اليد في ضواحي ميلانو، يقول بيسابا: إن هذه المخيمات، التي يربط أغلب سكان ميلانو بينها وبين الجريمة، هي ثمرة لما وصفه بأنها سياسات الماضي التي اتسمت بالإهمال من جانب يمين الوسط.