«النواميس»، ذلك الاسم الغريب، هى إحدى قرى مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف عدد سكانها أكثر من عشرة آلاف نسمة، وتشتهر بصناعة وتصدير الفريك والبرغل للخارج وتجود فيها زراعة الخضراوات عالية الإنتاج بدون مبيدات أو أسمدة آزوتية. لا يزال عدد كبير من سكان «النواميس» وخصوصا سكان عزبة الجبل التابعة لها يعيشون على لمبات السولار حتى الآن التى تسبب لهم الأمراض الصدرية، كما تعانى باقى أجزاء القرية من ضعف الكهرباء ومياه الشرب والرى، فضلا عن غياب الصرف الصحى، والخدمات الصحية. «الشروق» تجولت بشوارع القرية الضيقة التى لاتزال معظم منازلها بالطوب اللبن، يقول محمد عبدالحميد عضو مجلس محلى القرية: النواميس وخصوصا الجزء المعروف منها باسم عزبة الجبل تعيش عصور ما قبل التاريخ. ويشير عبدالحميد إلى أن الوحدة المحلية تعارض توصيل الكهرباء على الرغم من مرور أعمدة الكهرباء بجوار المنازل، وتقدمنا بالعديد من الطلبات لتوصيل المياه والكهرباء ووافقت المحافظة ولم يستفد من ذلك سوى 17 منزلا فقط. أما مياه الشرب فتتحدث عنها زينب على محمد، ربة منزل، قائلة إنها دائمة الانقطاع وإذا جاءت تكون ضعيفة جدا ولوقت قصير لا يتعدى عدة ساعات مما يدفعنا إلى تخزين المياه فى جراكن. ويشير محمد رياض، أحد الأهالى، إلى أن الوحدة الصحية بها مغلقة بصفة دائمة خلال ساعات العمل الرسمية ولا يوجد بها طبيب أو ممرضة. ويشكو عبدالستار عبد الرحمن، فلاح، معاناته مع مياه الرى خلال فترة الصيف حيث توجد ترعة الحاجر بطول 25 كيلومترا من اللاهون حتى معصرة أبوصير والتى تروى 3700 فدان فهى جافة باستمرار مما يهدد هذه الأراضى بالبوار على الرغم من وجود «مغذى» للترعة بمدخل القرية على ترعة الجيزاوية ولكنه معطل دائما. ويوضح أن المواتير ما زالت معطلة مما يعرض الزراعات للبوار وانخفاض عائد المحاصيل، لاسيما مع الاضطرار لاستخدام المياه الجوفية غير الصالحة للرى عن طريق الطلمبات الارتوازية المكلفة وعدم تطهير الترع مما يؤدى لوصول المياه إلى نهاية الترعة. ويستطرد مصطفى محمد، مزارع، هناك أكثر من 1000 فدان أراضى استصلاح بالجزء الصحراوى من القرية (عزبة الجبل) صالحة للزراعة تنتج محاصيل خالية من المبيدات إلا أن نقص المياه يهدد استغلال هذه المساحات بالبوار. ويقول سرى محمد هناك 2000 فدان أخرى بحوض النبق ترتفع فيها نسبة الملوحة بشكل كبير مما يهددها بالبوار بسبب تهالك شبكة الصرف المغطى التى مر على إنشائها أكثر من 25 عاما وبالرغم من ذلك يتم مطالبة المزارعين بدفع أقساط الصرف المغطى بواقع 1200 جنيه سنويا. ويطالب وردانى شاكر، مزارع، بتغطية الترعة المارة أمام الكتلة السكانية للقرية لأنها مصدر خطير للتلوث بسبب إلقاء الأهالى للحيوانات النافقة والقمامة وبقايا النباتات بها التى تنبعث منها روائح كريهة وتؤدى إلى انتشار الناموس والذباب بشكل كبير. ويقول عبدالحميد كمال أن القرية فى حاجة إلى مدرسة إعدادية مشتركة حيث لا يوجد بها إلا مدرسة ابتدائية مما يضطر أبنائها إلى الذهاب إلى قرية أبوصير التى تبعد عن القرية أكثر من 10 كيلومترات وهو ما يجعل الفتيات يعزفن عن التعليم خوفا من الطرق الجبلية غير الآمنة. ويطالب عبدالحميد عبدالجيد، موظف بالمعاش، بأن يوجد مندوب صرف المعاشات بالقرية للتخفيف عن كبار السن الذين يضطرون إلى التوجة إلى قرية أبو صير على بعد 10 كيلومترات مما يسبب لهم معاناة فى الذهاب والعودة مرة ثانية إلى القرية لصعوبة المواصلات.