يبدو أن هذه القضية لن تصل إلى بر، فتتابع أخبارا عن سرقة «الهويس» هشام الجخ لمربعات شعرية من ديوان «واو» للشاعر الكبير عبدالستار سليم، ثم رفع دعوى قضائية ضد الجخ للسبب ذاته، وبعد أيام تشاهد على الانترنت فيديو يظهر فيه هشام وهو يصافح سليم فى «جلسة عرب»، ويسجل الفيديو ما يدل على اعتذار الهويس لعبدالستار سليم فى حضور عدد من وسطاء الخير. استغلال سيئ بعد أن تكون قد اعتقدت أن هذه الجلسة ترادف الصلح وسحب الدعوى القضائية، تكتشف أن الشاعر عبدالستار سليم مستاء من هذا الفيديو كما قال ل«الشروق» وأضاف: «لقد استغل هذه الجلسة استغلالا سيئا، ولم أقل إننا تصالحنا، لقد استغلها كفرقعة إعلامية»، يروى عبدالستار أنه كان فى جلسة شعرية، وفوجئ بحضور الجخ ولم يدر إذا كان ذلك مجرد مصادفة أم أن أحدا أخبره بمكانه، وطُرحت عندها المشكلة أمام الحضور وكان وقتها كلامه حاسما فى هذا الصدد وهو أن الاعتذار أمامه ليس هو الحل، خاصة أننا أمام قضية أدبية بالدرجة الأولى تهم الرأى العام «أنا أعتبر أن الجخ لم يسئ لى بل أساء إلى نفسه وإلى جمهوره الذى وثق به، فأولى به أن يعتذر لهم وليس لى، والقضية منظورة أمام القضاء، كما علمت بها جهات متخصصة مثل اتحاد الكتاب ومركز حقوق الإنسان»، وطالب صاحب الدعوى أن يكون الاعتذار صريحا ويُنشر فى الصحف المختلفة ويُذاع فى الفضائيات، التى سبق واستضافته وبنفسه وبعدها يمكن التفاوض بشأن التقاضى، واعتبر أن «صلح العرب يجب أن يكون بحضور جميع الأطراف ولابد أن يكون الإعلام لأنه طرف فى هذه القضية». ما حدث بعد لقاء «الشروق» بعبدالستار سليم بساعات هو ظهوره على الهواء مباشرة مع الصحفى جابر القرموطى عبر برنامج «مانشيت»، وعرض خلاله قضيته المثارة وخلال الحلقة تلقى اتصالا تليفونيا من هشام الجخ الذى أكد أنه نسب هذه المربعات، التى استخدمها للتراث وليس لنفسه، وأنه نظرا لعدد المربعات الكثير الذى استخدمه «اختلط عليه الأمر»، وأنه سبق واعتذر عن ذلك، وكرر اعتذاره الرسمى للشاعر عبدالستار سليم من خلال البرنامج. دعوى قضائية جديدة كان هذا هو الظهور الأول لعبدالستار سليم عبر أى فضائية لعرض قضيته، ولكن يبدو أن مداخلة الجخ الهاتفية للاعتذار تلك أيضا لم تفلح، بل وورطته فى قضية جديدة، فبالحديث إلى نزيه حكيم الشاعر ومحامى عبدالستار سليم أكد أنهما بصدد رفع دعوى قضائية جديدة ضد الجخ بتهمة السب والقذف بعد أن قال خلال الحلقة، التى أذيعت عبر قناة «ON TV»، إن عبدالستار سليم نفسه نسب إلى نفسه فى ديوانه «الواو» أشعارا للشاعر عبده الشنهورى، وهو أحد شعراء الواو، وبالرجوع إلى الشنهورى نفسه نفى تماما أن يكون سليم قد حصل على مربعات من ديوانه، وأكد أنه مستعد للشهادة بهذا الكلام لصالح عبدالستار سليم، والحديث على لسان المحامى نزيه حكيم الذى أكد استياءه من موقف الإعلام تجاه قضية عبدالستار سليم أكثر من استيائه من سرقة هشام الجخ نفسها «الإعلام جامل هشام الجخ كثيرا» هكذا قال. ألا يعرف صلاح فضل؟ الشاعر عبدالستار سليم يبدى تعجبه من مرور «سرقة» الجخ أمام العديد من النقاد مرور الكرام، وتساءل «هل لا يعرف صلاح فضل مثلا فن الواو، وأننى ناضلت من لأجل نشره منذ 30 سنة»، والمعروف أن الدكتور صلاح فضل كان أحد أعضاء لجنة تحكيم مسابقة «أمير الشعراء» التى ألقى فيها الجخ بعض مربعات الواو التى لم ينسبها لصاحبها وهو عبدالستار سليم واستقبلها الجمهور آنذاك بحفاوة كبيرة على اعتبار أنه صاحبها، يبدى سليم، الذى ينتمى لمحافظة قنا، تخوفه الشديد من أن يلقى يوما مربعاته، التى نشرها عام 1995 فى إحدى الأمسيات الشعرية، فيخرج أحدهم ليتهمه أنه سرق هذه المربعات من هشام الجخ بعد أن اشتهر بها! لذلك فهو حريص على أن يتم توضيح الأمر على الملأ بما فى ذلك الفضائيات التى أذاعت أشعاره التى ألقاها الجخ على أنه صاحبها «خاصة أن ديوانى معروف وصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة».
