عاودت أسعار المواد الغذائية ارتفاعها خلال الشهر الماضي بعد الانخفاض الطفيف الذي سجلته في مارس الماضي، حسب تقديرات منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو). وأفادت المنظمة أن أسعار منتجات الألبان والسكر والأرز سجلت انخفاضا في نفس الشهر عن الفترات السابقة، بينما احتفظت الزيوت واللحوم حسب بيانات المنظمة بأسعارها السابقة بصورة إجمالية. وبهذا يرتفع مؤشر أسعار سلة المواد الغذائية التابع للمنظمة في أبريل الماضي بنسبة 0.9% مقارنة بمارس الماضي ليصل إلى 232 نقطة على هذا السجل، إلا أنها تزيد عن أسعار الشهر ذاته من العام الماضي بنسبة 36%. ويأتي تراجع مؤشر أسعار الغذاء في مارس الماضي بعد مواصلته الصعود لثمانية أشهر متتالية. ويقيس المؤشر التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذاء من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر. وتعليقا على هذه النتائج عزا مدير قسم مراقبة التجارة والأسواق بالمنظمة دافيد هالام ارتفاع أسعار الغذاء بشكل أساسي إلى انخفاض الدولار والارتفاع في أسعار النفط خلال الشهر الماضي. وأشار إلى أن زيادة الطلب المستمر يجعل هدوء أسعار الحبوب متوقفا على الكميات المنتجة منها، بالإضافة إلى مستوى المخزون الاحتياطي لها، مبينا أن هذا المخزون سيصل هذا العام إلى أدنى مستوياته منذ عام 2008. تجدر الإشارة إلى أن أسعار الحبوب شهدت ارتفاعا بصورة غير مسبوقة بداية العام الجاري، في ما يعتبر أحد أهم الأسباب التي أدت إلى اندلاع احتجاجات في العديد من الدول وخاصة في المنطقة العربية. من جهة أخرى، حرص الخبير الاقتصادي في الفاو عبد الرضا عباسيان إلى طمأنة الأسواق إزاء توفر الحبوب، فقال إن روسيا التي تضرر إنتاجها من الحبوب -وهي من المصنفين من أكبر منتجي الحبوب في العالم- إثر موجة جفاف حاد الصيف الماضي، ستشهد تعافيا كبيرا في محصول الحبوب هذا العام، وكذلك جارتها أوكرانيا. وأوضح عباسيان أن أسواق السلع الزراعية تحتاج إلى رقابة جادة للحد من المضاربة المبالغ فيها والتي تؤدي إلى تفاقم تقلبات الأسعار.