استقبل ممثلو القوى السياسية والمجتمع المدنى فى مختلف أنحاء مصر قرار النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بحبس الرئيس السابق حسنى مبارك وولديه فضلا عن بقية أركان دولته بترحيب واسع ودعوات للاحتفال ب«نجاح الثورة». ففى محافظة أسيوط، أبدى رموز القوى السياسية المختلفة من اليسار إلى اليمين ترحيبهم بقرار حبس مبارك ونجليه علاء وجمال، فى حين أحدث القرار ارتباكا بين ورموز وقيادات الحزب الوطنى بالمحافظة وأعضاء مجلس الشعب المنحل. واعتبر محمد كمال رئيس المكتب الإدارى للإخوان المسلمين بأسيوط أن قرار حبس مبارك ونجليه وجميع رموز النظام السابق «جزء من ثمار ثورة 25 يناير التى يجنيها الشعب الآن، ودليل على الحرية والديمقراطية». وأكد جمال عسران، القيادى بالحزب الناصرى بأسيوط، أن ما فعله المجلس العسكرى من خطوات جادة خلال الأسبوع الماضى من حبس رموز النظام السابق، وعلى رأسهم مبارك ونجلاه كان من أهم مطالب الثورة ودليل على نجاحها. وأعرب محمد كركاب أمين صندوق نقابة المحامين بأسيوط عن ارتياحه لحبس الرئيس السابق «نتيجة لما اقترفه مبارك ونجلاه وزوجته فى حق مصر من إطلاق الرصاص على المتظاهرين واستغلال النفوذ وتضخم الثروة حسبما أشارت إليه جهات التحقيق وكشفته وسائل الإعلام». من ناحية أخرى، تسبب قرار حبس الرئيس السابق ونجليه فى ارتباك شديد بين أوساط قيادات الحزب الوطنى وأعضائه السابقين بالبرلمان المنحل بالمحافظة لاسيما مع قيام أحد الأجهزة الرقابية، حسبما علمت «الشروق»، بإجراء تحرياته حول تعاملات وثروات أعضاء سابقين بالبرلمان ولجنة سياسات الحزب الوطنى من أسيوط، الأمر الذى دفع بعضهم إلى محاولة الهروب إلى السودان ونقل ممتلكاتهم بأسماء أصدقاء وشركاء. ولم تختلف الفرحة فى أسيوط عنها فى سوهاج، حيث أعربت قيادات سياسية ومدنية عن سعادتها البالغة كذلك لحبس مبارك ونجليه 15 يوما على ذمة التحقيق. واعتبر مدير المكتب الإدارى لجماعة الإخوان بسوهاج همام على يوسف أن قرار النيابة العامة بحبس مبارك ونجليه صائب وحكيم، ويؤكد مدى الثقة الكبيرة التى يحتفظ بها الشعب للقوات المسلحة». وقال: «لم ننعم بأى ساعة من الحرية طوال ال33 عاما التى شهدت اضطهادا واعتقالا وتعذيبا للإخوان المسلمين وغيرهم من أعضاء المنظمات الحقوقية»، مؤكدا أن قيادت الجماعة بالمحافظة قررت تنظيم احتفالية كبرى مساء اليوم بمناسبة نجاح ثورة 25 يناير وحبس مبارك ونجليه ولإعادة الثقة بين الشعب والقوات المسلحة والقضاة. وقال نور البهنساوى، عضو لجنة الوفد بالمحافظة: «لقد أثلج القرار صدورنا جميعا وهو وسام على صدر كل مصرى ومصرية على أرض مصر. السجن هو الوضع الطبيعى لمبارك وعقبال الإعدام الذى ننتظره جميعا لرئيس دولة ديكتاتور أفسد الحياة السياسية بكل صورها وحجب شمس الحرية عن 88 مليون مصرى». وفى السياق نفسه، أكد شباب وشابات حركة 6 أبريل بسوهاج أن القضاء المصرى والنائب العام أثبتا أنه لا أحد فوق القانون بعد مشاهدة الطاغية ونجليه يزج بهم فى السجن على ما اقترفوه فى حق الشعب المصرى الذى عاش 30 عاما مغلوبا على أمره. وفى القليوبية دعا عدد من القوى السياسية بمحافظة القليوبية إلى تنظيم مسيرات اليوم للاحتفال بقرار حبس الرئيس مبارك ونجليه مطالبين بسرعة إجراء محكامة الرئيس ونجليه على تخريب مصر طوال 30 عاما قضاها فى السجن، مؤكدين أن هذا القرار هو الخطوة الفعالة الأولى لملاحقة مبارك ومحاكمته وإجباره على رد أموال الشعب التى نهبها. وأكد سامى عبدالوهاب القيادى بحزب الكرامة بالمحافظة أنه مع محاكمة مبارك على كل الجرائم، التى ارتكبها فى حق الشعب المصرى طوال 30 عاما مع ضمان أن تكون محاكمته عادلة وتأخذ مسارها العادل. وأشار عدد من أسر شهداء ثورة 25 يناير إلى أن حبس الرئيس السابق وعائلته أول خطوة نحو القصاص العادل منهم لقتلهم الأبرياء ونهبهم ثروات الشعب المسكين وأنه آن الآوان لتهدأ أرواح الشهداء بعد أن شعر ذووهم بأنهم حصلوا على القصاص العادل ممن قتلوا أبناءهم ويتموا أطفالهم. وأكد محسن راضى عضو مجلس الشعب السابق والقيادى الإخوانى أن «الموضوع بذلك أصبح فى يد القضاء المصرى العادل، هو صاحب الشأن والكلمة الفاصلة فى الإدانة».