يستقبل الرئيس حسنى مبارك اليوم فى منتجع شرم الشيخ، رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى أول زيارة خارجية له منذ توليه مهام منصبه فى الحادى والثلاثين من مارس الماضى، فيما تجرى تل أبيب اتصالات مع عمان لترتيب لقاء بين نتنياهو والعاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، هذا الأسبوع. وبحسب صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس فمن المتوقع أن يطلع نتنياهو الرئيس مبارك والملك عبدالله على بعض تفاصيل السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ولم يعلن نتنياهو حتى الآن التزامه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. أما الملف الأبرز فى جعبته فهو البرنامج النووى الإيرانى، إذ نقلت الصحيفة عما قالت إنه مصدر مقرب من رئيس الوزراء إن نتنياهو سيبلغ الزعيمين العربيين بضرورة أن تعمل مصر والأردن مع إسرائيل لمواجهة الخطر الإيرانى. وأضاف المصدر أن نتنياهو سيؤكد لهما أن طهران تحاول فرض أجندتها على المنطقة من خلال التهديد باستخدام الأسلحة النووية، وأن بإمكان الدول الثلاث التصدى لهذا الخطر إذا عملت سويا. وتنفى إيران الاتهامات الموجهة إليها بالسعى لإنتاج أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها سلمى لإنتاج الطاقة الكهربائية. لا تطبيع يرى نتنياهو أنه إذا أصبحت إيران قوة نووية، فسترغم الدول العربية على التحالف معها، ولن يسمح نظامها المتشدد، الذى يطمح للقضاء على إسرائيل، للدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. غير أن مصادر مصرية رفيعة المستوى نفت بصورة قطعية أى نية لدى القاهرة للتنسيق مع إسرائيل فيما يتعلق بالشأن الإيرانى خاصة فيما يتعلق بتوجيه أى عمل عسكرى ضد إيران. وقال مصدر رفيع: «إننا منزعجون بشدة من النوايا الإيرانية إزاء المنطقة العربية وإزاء مصر بصفة خاصة، ولكننا لسنا من الغباء لدرجة التنسيق مع إسرائيل، خاصة نتنياهو لضرب إيران». وأضاف المصدر أن «التعامل المصرى مع إيران» يتم فى إطار عربى بالأساس، ومن خلال الحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحسب المصادر المصرية فى القاهرة فإن مصر «ستستمع لما لدى رئيس الوزراء الإسرائيلى، «ولكن هذا لا يعنى أنها ستدخل فى جبهة مع إسرائيل ضد إيران، حتى لو اتفقت المصلحة المصرية الإسرائيلية على تحجيم إيران». وأشار المصدر إلى أن النقاط التى سيركز عليها الجانب المصرى فى لقاء مبارك ونتنياهو ستتركز بالأساس على ملف التسوية. وقال مصدر دبلوماسى مصرى: «إننا نريد أن نعرف نوايا نتنياهو فيما يتعلق بالبدء فى المفاوضات مع الجانب الفلسطينى، ونريد أن نفهمه أن التلكؤ فى التفاوض يضعف السلطة الفلسطينية ويقوى حماس وبالتالى إيران». وحسب المصدر نفسه فإن الرئيس مبارك سيطالب نتنياهو بأن يقوم بسلسلة من الإجراءات لتخفيف الحصار عن غزة كما سيطلب منه إعلانا واضحا «فى غضون فترة قصيرة» حول نواياه فيما يتعلق بالسلام، وسيؤكد له الموقف المصرى التقليدى أن أى تقارب بين القاهرة وتل أبيب يصعب تحقيقه إذا ما بدا للشارع المصرى أن الشعب الفلسطينى يقع تحت معاناة كبيرة.