رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكليات الجامعة.. صور    حل مشكلة انقطاع مياه الشرب بنجع الشريف إبراهيم بدراو المتراكمة منذ 15 عاما    رئيس جامعة طنطا يتفقد لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية الهندسة    أسعار اللحوم اليوم الأحد 2-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    فى عدد جديد من سلسلة «توجهات عالمية» «معلومات الوزراء» يناقش أثر رقمنة الخدمات المالية على النمو الاقتصادى    انتظام عمليات صرف الخبز في الأقصر لليوم الثاني على التوالي    توريد 180 ألف طن قمح لصوامع وشون بني سويف حتى الآن    محافظ مطروح يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. صور    الأولوية ل«الأمن القومى».. «الحوار الوطنى» منصة لدعم الدولة فى حماية السيادة وعدم تصفية القضية الفلسطينية    وسائل إعلام لبنانية: شهيدان مدنيان في غارة إسرائيلية على بلدة حولا    كوريا الجنوبية وتنزانيا تتفقان على تعزيز التعاون في مجال المعادن الحيوية    أمير الكويت يصدر أمرا بتعيين الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    روسيا تعلن سيطرتها على بلدة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا    العميد يطرق باب المونديال.. «الفراعنة» يتسلحون بمعنويات «القطبين» لترويض «الخيول»    انتظام امتحانات الثانوية الأزهرية في اليوم الثانى بلجان الوادي الجديد    دون وقوع خسائر بشرية.. التحقيق في اندلاع حريق بعقار بالتجمع    لحيازته كمية من الحشيش.. حبس إمبراطور الكيف في الشروق    ضبط 9 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالعملات الأجنبية خلال 24 ساعة    أكدوا أن التكريم بمثابة اعتراف رسمى بأن أعمالهم مؤثرة ومحفوظة الفائزون: احتفاء الدولة المصرية بالمبدعين يفوق أى جائزة عالمية    أحمد حلمي بمهرجان روتردام: الفنان يجب أن يتحمل مسؤولية تقديم الحقيقة للعالم    جواز ذبح الأضحية للمصريين المقيمين بالخارج: التفاصيل والأولويات    د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء يجيب عن أشهر أسئلة الحج: التخلف من العمرة للحج مخالفة لا تتفق معها العبادة.. ويحقق أذى المسلمين فى الحج    متحدث الزمالك: شيكابالا أسطورة الزملكاوية.. وهناك لاعب يهاجمه في البرامج أكثر مما يلعب    محامي الشيبي: عقوبة اتحاد الكرة استفزت موكلي.. وتم إخفاء قرار الانضباط    وزير الإسكان يتابع موقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي فيما يخص الاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي والصناعي المعالجة    انتقادات أيرلندية وأمريكية لاذعة لنتنياهو.. «يستحق أن يحترق في الجحيم»    «إكسترا نيوز» تبرز تقرير «الوطن».. «تحذير من استمرار الأزمة في رفح الفلسطينية»    حزب الله يشن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة إسرائيلية في الجولان    10 يونيو.. معارضة بطل مسلسل "حضرة المتهم أبي" على حكم حبسه    التحقيق في واقعة العثور على رضيع داخل كيس بلاستيك ببولاق الدكرور    تداول 15 ألف طن و736 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    وزير التعليم العالي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي    البابا تواضروس يستقبل قيادات الشركة المتحدة تزامنا مع عرض فيلم أم الدنيا في الكاتدرائية    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    الوديات تجهز الزمالك لعودة الدوري    عاجل بالأسماء.. شلبي يكشف رحيل 5 لاعبين من الأهلي    قبل عيد الأضحى 2024.. أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة؟ (الإفتاء توضح)    غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات: نتعاون مع القطاع الخاص لصياغة قانون المنشآت الجديدة    "صحة الإسماعيلية": بدء تشغيل قسم الحضانات بمستشفى حميات التل الكبير    تحرير 139 محضرا للمحلات المخالفة لقرار الغلق خلال 24 ساعة    هل يجوز أن اعتمر عن نفسي واحج عن غيري؟.. الإفتاء توضح    احمد مجاهد يكشف حقيقة ترشحه لرئاسة اتحاد الكرة    الاستماع لأقوال عامل سقط من الطابق الرابع بعد تشاجره مع شخصين بأكتوبر    مى عز الدين تطلب من جمهورها الدعاء لوالدتها بالشفاء العاجل    طريقة عمل الكيكة الباردة بدون فرن في خطوات سريعة.. «أفضل حل بالصيف»    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    ما هي محظورات الحج المتعلقة بالنساء والرجال؟.. أبرزها «ارتداء النقاب»    وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 2-6 - 2024 والقنوات الناقلة لها    «أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل مصر ديمقراطية
نشر في الشروق الجديد يوم 22 - 02 - 2011

بينما كنت أشاهد حسنى مبارك يوجه كلمة إلى الشعب المصرى، قلت لنفسى: «لم يكن ينبغى أن تسير الأمور بهذه الطريقة». هكذا بدأت كوندوليزا رايس مقالها فى صحيفة واشنطن بوست.
أضافت انه «فى عام 2005 حينما كنت وزيرة للخارجية وصلت إلى الجامعة الأمريكية فى القاهرة لإلقاء خطاب فى وقت زخم الحركة المطالبة بتغيير ديمقراطى فى المنطقة. وبعد خطاب الرئيس جورج دبليو بوش استهلالا لولايته الثانية، قلت إن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب من يسعون إلى نيل الحرية. وكان ذلك اعترافا، بأن الولايات المتحدة سعت فى الشرق الأوسط أكثر من أى منطقة أخرى إلى الاستقرار على حساب الديمقراطية، ولم تنجح فى تحقيق أى منهما. كان ذلك تأكيد على اعتقادنا أن الرغبة فى التحرر عالمية بمعنى أنها ليست غربية وإنما إنسانية وأن تلبية هذه الرغبة هى السبيل الوحيد المؤدى إلى الاستقرار الحقيقى».
وبدا لبعض الوقت أن القيادة فى مصر تستجيب ليس للولايات المتحدة الأمريكية بدرجة كبيرة وإنما لشعبها، الذى كان يتوق إلى التغيير. وقد شهد المصريون لتوهم انسحاب القوات السورية فى لبنان وانتخاب حكومة جديدة، والانتخابات الحرة ذات الأصابع القرنفلية فى العراق، وظهور قيادة جديدة فى فلسطين. وبعد بضعة شهور، جرت انتخابات رئاسية أكثر حرية، وإن لم تكن حرة تماما، اثر جدل مدنى صاخب فى مقاهى مصر وعلى شبكة الإنترنت. وعلى الرغم من الفوز الساحق لحزب مبارك، بدا أن حاجزا من حواجز اللاعودة قد تم تخطيه.
ولكن مبارك حول الاتجاه إلى العكس بعد فترة قصيرة. فقد كانت الانتخابات البرلمانية مثارا للاستهزاء، وظل قانون الطوارئ المكروه قائما، وأعيد سجن شخصيات معارضة، مثل أيمن نور مرة أخرى. واشتعل غضب المصريين الذى سينفجر فى نهاية المطاف من ميدان التحرير. والدرس الذى ينبغى أن يتعلمه الآخرون فى المنطقة هو ضرورة الإسراع بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التى طال انتظارها.
والآن رحل نظام مبارك. وتوجد مخاوف يمكن تفهمها من ألا تأتى عواقب هذه الأحداث على ما يرام. فالإخوان المسلمون يمثلون أكثر قوة سياسية منظمة فى مصر. وكان مبارك يقول دائما، إن الخيار كان بينه وبين الإخوان المسلمين، وقد انتهج سياسات خدمت هذه النبوءة. وفى حين تعرض العديد من القيادات السياسية المدنية والمعتدلة للمضايقات والسجن على يد النظام، تم تنظيم الإخوان المسلمين فى المساجد وعبر تقديم الخدمات الاجتماعية التى لم يستطع النظام تقديمها. وهكذا، سوف يستغرق إعداد أرض الملعب بعض الوقت.
وتكمل قائلة إن الولايات المتحدة تدرك أن عملية الديمقراطية تستغرق وقتا طويلا، وتكون فى بعض الأحيان غير مرتبة، مضطربة وفوضوية. ولا أعنى بذلك أن اقلل من شأن التحديات التى يفرضها مستقبل غير واضح فى مصر على المصالح الأمريكية. فعلى الرغم من جميع إخفاقات مبارك، إلا أنه حافظ على سلام بارد مع إسرائيل، صارت إحدى ركائز السياسة الخارجية المصرية. وقد ساعد القيادة الفلسطينية المعتدلة، وساعد فى إبعاد حماس. غير أن خشيته من «الشارع» لم تكن السبب فى أنه لم يستطع أبدا السير فى هذا الطريق لمنتهاه. فالمستبدون لا يعرفون شعوبهم ولا يحترمونها، والشعوب تخافهم. وتعرضت الولايات المتحدة لقدر كبير من اللوم العلنى من أصدقائها، الذين أيدوا سياساتنا سرا، وكانوا يغذون مشاعر الكراهية ضدنا، بينما يحمون أنفسهم.
وليس باستطاعتنا تحديد أفضليات السياسية الخارجية للحكومة المصرية المقبلة. غير أننا نستطيع التأثير على هذه التفضيلات عبر علاقاتنا بالجيش، والمجتمع المدنى، والتعهد بالمساعدة الاقتصادية والتجارة الحرة للمساعدة فى تحسين أوضاع الكثير من المصريين.
وأهم خطوة ينبغى القيام بها الآن هى إبداء ثقتنا فى مستقبل مصر الديمقراطية. المصريون ليسوا كالإيرانيين، وما يحدث الآن لا يشبه ما جرى عام 1979. والمؤسسات المصرية أقوى، وعلمانيتها أعمق. ومن المتوقع أن ينافس الإخوان المسلمون على كسب أصوات الشعب فى انتخابات حرة ونزيهة. ويجب دفعهم لإعلان رؤيتهم لمصر.
فهل يسعون لفرض أحكام الشريعة الإسلامية؟ هل يعتزمون ممارسة التفجيرات الانتحارية والمقاومة العنيفة لوجود إسرائيل؟ هل سيتخذون من إيران، أو القاعدة، نموذجا سياسيا؟ وأين ستجد مصر وظائف لشعبها؟ وهل يتوقعون تحسين حياة المصريين بالانعزال عن المجتمع الدولى عبر سياسات تهدف لزعزعة استقرار الشرق الأوسط؟
وقد قيل الكثير عن فوز حماس فى انتخابات 2006، وقوة حزب الله فى لبنان. وهناك العديد من العوامل التى تفصل بين هاتين الحالتين. ولكن حتى فى هذين المثالين، وقع نزاع بين المتطرفين عندما واجهتهم تحديات الحكم.
وما سيحدث بعد ذلك يرجع إلى المصريين. والعديد منهم شباب ويمتلئون بالحماس الثورى. وسوف تواجه السياسة الديمقراطية تحديات من تعاليم الإسلام السياسى. وتدور رحى هذه المعركة فى أنحاء المنطقة فى العراق، ولبنان وبوجه خاص تركيا، حيث أفسحت عقود من العلمانية الطريق لاحتواء المتدينين فى الحياة العامة. وفى مصر، سيكون على المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى أن يجدوا لهم موقعا، وصوتا.
فما يحدث الآن ليس هو ما حدث عام 1979، ولكنه أيضا ليس ما حدث فى 1989. فقد أطلق انهيار الشيوعية العنان للوطنيين الذين طالما اعتبروا الولايات المتحدة «منارة للحرية». وتاريخنا مع شعوب الشرق الأوسط مختلف للغاية. بيد أن على الولايات المتحدة أن تدعم قوى الديمقراطية، ليس لأنها ستكون أكثر قربا لنا، ولكن لأنها ستكون أكثر تقاربا مع شعوبها.
ولابد أن الشهور، بل والسنوات المقبلة، مضطربة. غير أن هذا الاضطراب أفضل من الاستقرار الكاذب للاستبداد، الذى تستغل فيه قوى خبيثة فرصة غياب الحرية لكتم الأصوات المعارضة.
وتختتم انه لا شك أن الحكومات الديمقراطية، ومن ضمنها أقرب حلفائنا، ليسوا متفقين معنا دائما. غير أنهم يشاركوننا أهم معتقداتنا الأساسية وهو أن الشعب لابد أن يحكم بالتراضى. وينطبق اليوم على ما قلته عام 2005 من أن المخاوف من الخيارات الحرة لم تعد قادرة على تبرير الحرمان من الحرية. وليس أمامنا سوى خيار واحد: أن تكون الثقة فى هذه المبادئ المشتركة على مدار التاريخ أهم من الاضطرابات الفورية التى تنتظرنا، فهى فى نهاية المطاف سوف تخدم مصالحنا ومثلنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.