أوصت داليا مجاهد، مستشارة الرئيس الأمريكى للشؤون الإسلامية، الرئيس الأمريكى باراك أوباما بألا يغفل أسباب غضب المسلمين من الولاياتالمتحدة، فى خطابه التاريخى الذى سيوجهه من جامعة القاهرة للعالم الإسلامى يوم الخميس المقبل. وقالت مجاهد - فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بواشنطن – «إن إدارة أوباما استشارت مجلس الحوار بين الأديان فى صياغة الخطاب الذى سيلقيه من القاهرة، ومن جانبى قدمت تقريراً للقائمين على صياغة هذا الخطاب، تناول عدة مقترحات مستقاة من الأبحاث التى أجريتها، والكتاب الذى ألفته مع المفكر الأمريكى جون سبوزيتو، ليتم التركيز عليها فى الخطاب». وأشارت إلى أن هذه المقترحات تدور حول الأسباب الأساسية لغضب المسلمين من الولاياتالمتحدة، موضحة أن هناك «ثلاثة أسباب رئيسية» لهذا الغضب، أولها – حسب داليا - عدم احترام الولاياتالمتحدة للإسلام والمسلمين والنظر إليهم بطريقة مهينة ودونية، والثانى هو الحروب «البربرية» التى شنتها ضد دول إسلامية، خاصة العراق وأفغانستان والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، والثالث هو شعور المسلمين فى مختلف أنحاء العالم بأن الولاياتالمتحدة «تهيمن وتتدخل فى شؤونهم الداخلية فضلا عن أنها تحاول السيطرة اقتصاديا وسياسيا على مقدراتهم». وقالت داليا مجاهد: «طلبت من لجنة صياغة الخطاب أن يرد الرئيس أوباما على هذه المخاوف، وألا يمر عليها مرور الكرام، مع طمأنة العالم الإسلامى إلى أن الولاياتالمتحدة مقبلة على عهد جديد مع الإسلام والمسلمين». من جهة أخرى وجه عشرة أعضاء بالكونجرس الأمريكى رسالة إلى الرئيس الأمريكى طالبوه فيها بتذكير العالم الإسلامى بحقوق الأقليات الدينية، وقالوا فى رسالتهم «لطالما كان الشرق الأوسط مكانا للتعددية الدينية والثقافية، فإن معتنقى الأيديولوجيات المتطرفة المبنية على الوهابية والخومينية، قد همشوا وقمعوا غير المسلمين، والمسلمين من النساء والشباب والإصلاحيين ودعاة الديمقراطية وناشطى حقوق الإنسان، إضافة إلى الأقليات الدينية والعرقية». إلى ذلك قالت صحيفة صنداى تايمز البريطانية «إن أوباما يقدم غصن الزيتون للشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى سيعرض خلال خطابه فى القاهرة التزامه الشخصى بتغيير لغة الخطاب مع العالم الإسلامى. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فى الإدارة الأمريكية أن أوباما «أعطى نفسه عامين لتحقيق قفزة دبلوماسية تجاه حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية، بغض النظر عن معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للمطالب الأمريكية بتجميد بناء المستوطنات». وأشارت الصحيفة إلى زيادة التوقعات حول نتائج زيارة أوباما للشرق الأوسط، وقالت «إن الرئيس الأمريكى وضع أجندة إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش لدعم الديمقراطية، فى مكان خلفى فى محاولة منه لتقوية التحالف بين الولاياتالمتحدة والدول العربية المعتدلة ضد إيران والجماعات المتطرفة لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط». وأضافت: «تمت دعوة العديد من الفاعلين السياسيين فى مصر لحضور خطاب أوباما فى جامعة القاهرة، فى الوقت الذى يؤكد فيه مسؤولو البيت الأبيض الأهمية الاستراتيجية لتحالف الولاياتالمتحدة مع الرئيس حسنى مبارك». وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية - فى تقرير لها أمس – «على أوباما أن يخاطب الشعب المصرى الذى يعيش كباقى الشعوب العربية، فى ظل دولة سلطوية» مشيرة إلى أن مصر كانت «هدفاً مركزياً فى أجندة بوش الديمقراطية». وأوضحت الصحيفة أن إدارة أوباما «تتأرجح» فى مسألة دعم الديمقراطية، و«لم تحدد حتى الآن أى طريق تسلك، هل تدعم الديمقراطية كما فعل بوش، أو تتعامل مع النظم القائمة لتقوية حلفائها». ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تحقيقاً مطولاً استطلعت فيه آراء عدد من الخبراء والمحللين السياسيين حول ما يجب أن يتضمنه خطاب أوباما، وقال أيمن نور، الرئيس السابق لحزب الغد، «إن زيارة الرئيس الأمريكى لمصر، سيكون لها تأثير على مستقبل الشرق الأوسط، من خلال ما إذا كان سيركز فى خطابه على أن بناء عالم يعتمد على الديمقراطية والعدل والسلام، أم سيفضل عالم القمع والظلم والمعاناة من النظم القمعية». وقال الباحث بمؤسسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكى: «على أوباما أن يطالب الدول العربية بالمشاركة فى إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى»، مشيراً إلى أن النظم الحاكمة فى المنطقة العربية تستخدم الصراع للتغطية على فشلها فى حل مشاكلها الداخلية، وهو الفشل الذى «يهدد سلطتها». حسب قوله.