●● مصر الجديدة نريدها فى كل موقع، وأنتظرها فى ساحات الرياضة، وفى الإعلام وفى خطابه، لأن الرأى العام يبحث عن المستوى والقيمة والعمق، والعلم والدرس ويبحث عن المعلومات والمهنية والترويح ويبحث عن الموضوعية والصدق والامانة فى العرض.. إن الفساد لا يقتصر فقط على استغلال المنصب، والتربح، ونهب أموال الشعب. الفساد ضرب كل شىء. وحاصر المواهب والكفاءات والضمائر والأخلاق والعقول، ومن مظاهر الفساد ماكان يجرى فى مجال الرياضة حيث أصبحت الساحة مرتعا للمدعين والمجانين والملوثين. والفساد هو الذى أبدع لنا مكافآت الهزيمة. وقد تناولت صور هذا الفساد مرات ومنذ سنوات. ولم أنتظر ثورة.. ولكن «الشجاعة اليوم مجانا».. لا ثمن لها، ولا تكلفة، حيث استلت الأقلام كما تستل السيوف من أغمادها. ومن أسف أكثر أن يخلط هؤلاء بين الصراحة والوقاحة، و هذا التشفى المفضوح، وتلك المقالات التى تبدو مغلفة بالجسارة وهى تصفية حسابات، تثير الاشمئزاز والقرف. ●● من أهم ما يجب أن يتغير، هو خطاب الإعلام للناس. هذا الإعلام الذى اختصر مصر فى رئيس وفى حزب وفى قيادات حتى لو كان رئيسا لاتحاد الكرة، فيوم نجح سمير زاهر قامت مظاهرة باتحاد الكرة وهتف المريدون: «بالروح بالدم نفديك يازاهر» كأنه كان قادما من حرب انتصر فيها أو كان على وشك خوض حرب يمكن أن يستشهد فيها. ●● ومنذ سنوات ونحن غارقون فى صياغة القوانين واللوائح التى لا تطبق، ولو طبقت فإنها تخترق بلائحة أخرى، وكان ذلك فسادا وتقنينا له وحين ناديت بعدم الجمع بين العمل الإعلامى كنت أطالب كل من يجمع بين هذين العملين أن يراجع ضميره المهنى ويختار بين الإعلام وبين العمل التطوعى. ولم يترك أحدا موقعه، وتمسك الجميع بالمناصب، وبرروا الجمع بينها، ولم يعنيهم «تضارب المصالح» أو حتى الظن بتضاربها.. وفى مصر الجديدة لا يجب أن نسمح بهذا الازدواج. ●● الفساد لا يقتصر على جبال نهب الثروات، ولا على ساحات السياسة والحرية، الفساد طال العقول، ومنها عقول الإعلام منذ عقود، فهو الذى اعتبر الانتصار السياسى فى حرب 56 نصرا عسكريا. وهذا الإعلام هو الذى جعل كارثة 67 مجرد نكسة، وهذا الإعلام هو الذى اختصر انتصار حرب أكتوبر العظيم فى الضربة الجوية، بينما كان هذا الانتصار نتيجة فريق عمل متكامل من جميع أبطال القوات المسلحة، بدءا من القائد العام وحتى أصغر جندى. (وبالمناسبة هذا نص كتبته فى شهر فبراير 2009).. لم أنتظر ثورة.. الحق ولو كان فى أبسط صوره، لا ينتظر الثورات.