ثورة عارمة وغضب وشعور بالإهانة هو ملخص إحساس كبار السينمائيين فى مصر بعد إعلان نتيجة الدعم الذى تقدمه وزارة الثقافة للعام الثانى.. فالنتيجة التى أعلنت عدم فوز أى مشروع من جملة 76 سيناريو تم تقديمها من جميع شركات الإنتاج والمخرجين والمؤلفين مما دفعهم للتوقيع على بيان استنكارى ضد اللجنة التى رفضت أعمالهم.. «الشروق» تابعت رد فعل المخرجون الكبار فى هذا التقرير. المخرج محمد خان، والذى قدمت شركة الإنتاج مشروع فيلمه عزيزى الأستاذ إحسان قال: ما حدث لا ينطبق سوى على كلمة إهانة، فأنا وكثير من أبناء جيلى وبعض الأجيال الأخرى نعتقد فى أنفسنا أننا لسنا فى حاجة لنثبت أنفسنا مرة أخرى لأى ما كان، والمفترض أن تكون هناك نسبة احترام لنا ولابد من يقول رأيه أن يأخذ فى الاعتبار أسماء المقدمين للدعم. ويتعجب خان من بعض ما وصله، وقال: سمعت أن هناك 6 مشاريع حازت الإعجاب، ولكنها لم تحز الإجماع، وهذا غريب، فالمفترض أن يكون الأمر بالأغلبية وليس بالإجماع لأن هذا إبداع ولا إجماع على الإبداع أبدا. وأكد خان أنه وقع على بيان دعا إليه محمد كامل القليوبى لاستنكار ما حدث وطريقة التعامل مع المشاريع. أما المخرج داوود عبدالسيد فعلق قائلا: ما حدث هو تماما نفس فكرة الشعب المصرى، الذى لا يعجب حكامه فهم لا يدرون أن 76 سيناريو هى تقريبا حصيلة السينما المصرية فى 3 سنوات، وإذا لم ينجح أحد فليغيروا السينمائيين كما يريد الحكام تغيير الشعب! وتعجب داوود من شروط التقديم وربطها بطريقة التعامل مع الأفلام فقال: اشترطوا هذا العام وجود شركة إنتاج على المشروع، ورغم غرابة هذا لأنه إذا كانت هناك شركة إنتاج من الأصل فلماذا تحتاج الدعم، ولكن أيا كان فهذا الشرط يعنى أن جميع شركات الإنتاج تقدمت ب76 فيلما هى نخبة أفلامها والتعامل مع حصيلة السينما بهذه الصورة مهين. وتابع داوود قائلا: ثم إنى أستغرب كلمة لجنة سرية، وأيضا الموافقة بالإجماع فهل إذا حصل مشروع على 5 أصوات من ستة يكون غير لائق! وفى النهاية عبر داوود قائلا: هذه حالة من التخريف المجانى لأنى علمت أن أحد أعضاء اللجنة لم يكن يحضر أصلا وحتى إن كان يحضر، فطريقة التفكير كلها مغلوطة والوزير نفسه لا يستطيع شيئا لأنه لا يفهم فى السينما جيدا عكس الآثار والفن التشكيلى، الذى يجيد التعامل معها ولا يستعين بأناس تفهم فى الأمر، وعندما استعان ضربوا بكل القواعد عرض الحائط. وكان داوود أيضا أحد الموقعين على البيان الاحتجاجى، وقال: لا أعلم أن كنت سأعيد التقديم مرة أخرى أم لا فهل أقدم لنفس اللجنة السرية، وعلى الوزير أن يعين أناسا تفهم فى السينما أكثر من ذلك. أما سعيد الشيمى أحد أعضاء اللجنة فرفض تماما التعليق، وقال إن كلامى داخل اللجنة ولا يجوز الحديث خارجها، ورأى أن الحديث فى هذه الأمور من توافه الأمور لأن البلد بها أزمات أكبر وأهم ويجب الالتفات إليها! وشبة سؤالى له بقوله: «إنت وكانك تسألنى عن فيلم لم أشاهده، وعندما أقول لك لم أشاهده تصر على معرفة رأيى»، وعندما قلت له أنا أسألك عن شىء شاهدته بالفعل داخل اللجنة رفض التعليق، وقال: هذه نتيجة أولية لم تحسم بعد لأننا فتحنا الباب 15 يوما فقط ويبدو أننا فى حاجة لأكثر من هذا. وختمنا الحديث مع صاحب البيان الاستنكارى الدكتور محمد كامل القليوبى، الذى أبدى اندهاشا قويا مما حدث، وقال: أن يكون هناك 76 سيناريو قدمت خارجه عن السينما التجارية السائدة فترفض كلها فهذا عجيب، ولا يوجد فى العالم بأسره لجنة سرية، ومعنى أنك تحكم بأرقام سرية فأنت تمحو جزءا مهما فى قوة العمل وهو اسم مخرجه ومؤلفه. ورأى القليوبى أن ما حدث هو إهانة للسينما المصرية ونوع من العبث وإذا كانوا لا يرون أملا فى السينما المصرية فليوجهوا الدعم للسينما الإيطالية إذن! وعاد القليوبى لفكرة سرية اللجنة فقال: فى كل العالم تخرج لجنة التحكيم على المسارح إذا كان فى مهرجان وتعلن إذا كانت فى مسابقة حتى يتسنى للفرد معرفة من سيحكم عليه، وبعيدا عن أن اللجنة كلها أسماء زملاء أفضل، ولكن كون التحكيم تم بأرقام سرية فهذا يعنى عدم ثقة فى هؤلاء المحكمين. وقال القليوبى: لن أقدم مرة أخرى إلا إذا عدلت اللجنة من سلوكها، ولهذا كتبنا فى البيان الذى وقع عليه مجموعة من أهم سينمائيى مصر أن يتم التحكيم بالمشاريع ومن خلال لجنة غير سرية. وأعلن القليوبى عن بعض الأسماء الموقعة على البيان، ومنها «داوود عبدالسيد ومحمد خان وأحمد رسان ويسرى نصر الله وسيد سعيد وماجدة واصف وسلمى الشماع وأشرف محمد وأحمد عاطف وسناء هاشم وهانى فوزى ويحيى عزمى وآخرون». يذكر أن أسماء اللجنة السرية باتت معروفة للجميع، وهى مكونة من خالد عبدالجليل رئيسا ومجدى أحمد على وعلى بدرخان وعصام زكريا وخيرية البشلاوى وصلاح مرعى وسعيد شيمى.