كانت دعوة المعارضة إلى التظاهر في عيد الشرطة، وقرار الحكومة اعتباره يوم إجازة رسمية كاملة الأجر، وعدم إعلان جماعة الإخوان موقفها منه، في مقدمة الشؤون والقضايا المصرية التي تناولتها صحف عربية صادرة صباح اليوم الأحد، بجانب تصريحات لرئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان استبعد خلالها تكرار أحداث تونس وأن يشكل انفصال السودان تهديدا لمصر، بالإضافة إلى آراء سياسيين ونشطاء حول أداء الحكومة، ورفض الحكومة مناقشة استجوابين في البرلمان عن البطالة والسياسات الزراعية. النظام والمعارضة قالت صحيفة "الحياة" اللندنية، إن حركات احتجاجية وأحزاب وقوى سياسية معارضة تلقفت الدعوة إلى التظاهر يوم الثلاثاء المقبل، في يوم عيد الشرطة الموافق 25 يناير، إذ أعلنت تضامنها ومشاركتها في هذا الاحتجاج الذي تطور من مجرد مظاهرة ضد ما اعتبره منظموها "تجاوزات وزارة الداخلية" إلى المطالبة بمطالب اجتماعية منها رفع الحد الأدنى للأجور. وأضافت الصحيفة أن 17 فصيلاً سياسيا دعوا، في بيان، الشعب المصري إلى الانتفاضة ضد الفقر والغلاء والفساد، وضد الظلم والقهر والتعذيب، وضد التزوير والاستبداد والتبعية وأيضا إلى المطالبة بحقوقها وانتزاعها، حيث حمل البيان توقيع حزب الجبهة الديمقراطية، وحزب الغد (أيمن نور)، والتيار الاشتراكي، وحركة شباب 6 أبريل، والجمعية الوطنية للتغيير، بقيادة المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، الذي أعلن تأييده للدعوة. طبق من ذهب من جانب آخر، أوردت "الحياة" جزءا من بيان "المنظمة المصرية للدفاع عن الشرطة والمواطن" التي قالت إن الداعين إلى جعل يوم 25 يناير، يوم غضب شعبي يسعون إلى تمزيق مصر وتهديد استقرارها وأمنها القومي بدعم من جهات خارجية تتربص بالوطن، حيث دعا البيان الشعب إلى عدم مسايرة دعاوى المخربين المأجورين من جهات أجنبية، وتساءل: "هل يساير مجتمع مقاوم خططاً صبيانية تسعى إلى تقديم الوطن للعدو على طبق من ذهب؟". شبرا وإمبابة وأبرزت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، قرار الحكومة اعتبار عيد الشرطة إجازة رسمية كاملة الأجر، في خطوة استباقية لتجنب الآثار غير المتوقعة لدعوة المعارضة إلى لخروج في مختلف المحافظات، ونقلت أيضا عن كمال خليل الناشط السياسي المعارض القول، إنه تقرر تركيز الاحتجاجات على حيي شبرا وإمبابة الشعبيين في القاهرة اللذين يتميزان بالكثافة السكانية العالية. الإخوان تدرس واهتمت الصحيفة كذلك بعدم إعلان جماعة الإخوان المسلمين -أكثر قوى المعارضة تأثيرا- حتى الآن موقفها من دعوة قوى المعارضة، حيث نقلت عن عصام العريان متحدثها الرسمي وعضو مكتب الإرشاد القول إن الجماعة كهيئة لا تزال تدرس الأمر من كل جوانبه؟!، واصفا قرار الحكومة باعتبار يوم الثلاثاء القادم إجازة رسمية بأنه "مأساة". شعب محترم للغاية وأجرت صحيفة "العرب" القطرية حوارا مع اللواء أمين راضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري، أكد فيه أن السبب الرئيس وراء الأحداث الأخيرة بتونس هو ديكتاتورية الحكم وعدم إعطاء حرية للرأي والرأي الآخر وكبت الإعلام، مشيرا إلى أن البطالة وارتفاع الأسعار هي أمور موجودة في كل مكان في العالم، مستبعدا أن تتكرر هذه الأحداث بمصر؛ لأن شعبها له طبيعة خاصة. واستبعد راضي حدوث ثورة تونسية ثانية في مصر خاصة أن الشعب المصري محترم للغاية ومحب لبلاده والوطنية بداخله، ويجوز أننا نحتاج لمشروع قومي يلتف حوله المصريون مثل مشروع تعمير سيناء، والحمد لله حتى بعد حادث الإسكندرية البشع خرج المصريون متماسكين وهي رسالة لمن يريد التدخل والعبث بأمن مصر واستقرارها، وإن كان كل هذا لا يعني أن هناك ارتفاعا في أسعار السلع الغذائية، وهو موجود في كل دول العالم والحل يكمن في العمل والإنتاج. ورفض رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان أن يكون ثمة مخاطر مائية على مصر بعد انفصال جنوب السودان، مشيرا إلى أن تعليقات الرئيس السوداني عمر البشير كانت مطمئنة حيث أكد خلالها أن ال18 مليار متر مكعب من المياه سوف تكفي لحصة الجنوب والسودان ولن يأخذوا شيئا من حصة مصر من المياه وأن انفصال الجنوب لن يؤثر على الأمن القومي المصري. مطالب البسطاء واستطلعت صحيفة "الوطن" القطرية آراء سياسيين وخبراء عن الأداء الحكومي في التعامل مع الأزمات الوطنية، واستمرار الضغوط على المواطنين البسطاء بالغلاء والممارسات السياسية والاقتصادية التي أرهقت الفقراء، حيث أكد سعد الحسيني عضو مكتب إرشاد الإخوان، أن على الحكومة إلغاء حالة الطوارئ وحل مجلس الشعب المزور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعديل المادتين الدستوريتين 76 و77 المتعلقتين بشروط رئاسة الجمهورية ومدتها. وشدد دكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة من جانبه، على أن الإصلاح السياسي هو أساس الإصلاح والتغيير، ولن يتم إصلاح في الاقتصاد أو الجوانب الاجتماعية ونظام التعليم إلا بإصلاح سياسي يضمن الشعب فيه التمتع بحرياتهم، بينما لم يستبعد أن يقف الشعب وقفة تاريخية، مثلما وقف الشعب التونسي إذا تمكنت النخبة من الالتحام بالشعب، مؤكدًا أن مساحة الحرية الضئيلة في التعبير عن الرأي قد أفادت النظام وأضرت بمصالح الشعب. البطالة والزراعة أما صحيفة "القبس" الكويتية، فتطرقت إلى رفض الحكومة مناقشة استجوابين، عن البطالة والسياسة الزراعية، تقدم بهما نائبان في مجلس الشعب في الجلسة التي عقدها البرلمان صباح أمس السبت، وطلبا مناقشتهما في الحال، حيث قال مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون البرلمانية، إن الحكومة غير مستعدة لمناقشة أي استجواب في الحال؛ لأن الحكومة لا تعرف ما الاتهامات المدرجة في الاستجوابين، ولا بد أن تصل الاتهامات بالمستندات حتى ترد عليها.