قال مسؤول في جيش جنوب السودان، اليوم الاثنين، إن 20 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين قبائل متناحرة في منطقة أبيي المضطربة، وذلك في الوقت الذي دخل فيه التصويت في الاستفتاء المصيري على انفصال الجنوب يومه الثاني. وقال فيليب أجوير، المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش الجنوب)، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه "أثناء اشتباكات خلال الأيام الثلاثة الماضية، لقي أكثر من 20 شرطيا وشابا حتفهم في أبيي". يذكر أن الاستفتاء عزز من التوترات بين قبيلتي "المسيرية" العربية في الشمال، التي تسافر عبر أبيي سنويا، وقبيلة "الدينكا نقوك" في المنطقة الحدودية المنتجة للنفط. وقال تشارلز أبيي، المتحدث باسم إدارة أبيي، إن عناصر من قبيلة المسيرية أخذوا في التجمع بالقرب من قرية خارج مدينة أبيي صباح اليوم الاثنين. واتهم أبيي بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوة العسكرية المشتركة الشمالية الجنوبية القائمة على حماية منطقة أبيي بالفشل في الفصل بين الجانبين المتقاتلين. وقال أبيي: "إنهم (قبيلة المسيرية) اتبعوا الطريق الرئيسية التي من المفترض أنها مراقبة من جانب الوحدة المتكاملة المشتركة والأمم المتحدة"، وأضاف: "حقيقة أنه تم السماح لهم بسلك كل ذلك الطريق، تعني أنه لا تتم حماية المدنيين". وكان من المقرر أن تجري منطقة أبيي تصويتا منفصلا أمس لتحديد ما إذا كانت ستنضم إلى الشمال أم الجنوب، غير أن ذلك تأجل عندما تعذر على شيوخ القبائل الاتفاق على حق قبيلة المسيرية في التصويت. وحذر مراقبون مرارا من احتمال تجدد العنف بين شمال وجنوب السودان في تلك المنطقة المضطربة، حتى وإن جرى الاستفتاء على انفصال الجنوب بشكل سلمي. وكانت اشتباكات بين جيشي الشمال والجنوب في أبيي عام 2008، أسفرت عن مقتل العشرات وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين. غير أن أجوير استبعد مخاوف من إمكانية أن ينساق جيش الجنوب وراء الاشتباكات الأخيرة. وقال إن جيش الجنوب "لن يتدخل مطلقا"، موضحا أن "شرطة أبيي فقط هي التي ستدخل، وهي قادرة على التعامل مع الهجمات".