قال مسؤولون إن الاشتباكات استمرت، اليوم الأحد، لليوم الثالث بين مسلحين من البدو العرب وأفراد قبائل في منطقة أبيي السودانية المتنازع عليها، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد غير معلوم من القتلى بعد ساعات من بدء استفتاء على استقلال جنوب البلاد. وقال محللون إن منطقة أبيي في وسط السودان هي المكان الأكثر ترجيحا لتجدد أعمال العنف بعد أكثر من خمس سنوات من اتفاق سلام أنهى الحرب الأهلية التي استمرت عشرات السنين بين الشمال والجنوب، وتضمن السماح للجنوب بإجراء استفتاء على الاستقلال. وقال دينق أروب كول، حاكم أبيي الإداري وهو من أهل الجنوب، ل"رويترز": إن مقاتلين من قبائل المسيرية هاجموا قرية ماكر نحو الساعة الثانية عشرة ظهرا (التاسعة بتوقيت جرينتش) اليوم الأحد. وكانت قرية ميوكول القريبة قد تعرضت لهجمات في وقت سابق، أسفرت عن سقوط قتيل واحد يوم الجمعة وعدد غير معلوم من القتلى أمس السبت. وأضاف: "الاشتباكات اليوم وأمس كانت ضارية وتكبد الجانبان خسائر. كانوا من المسيرية، لكن ثمة أدلة قوية على أن بعض عناصر القوات المسلحة السودانية قد أمكن التعرف عليهم". وأكد مسؤول في الأممالمتحدة -رفض نشر اسمه- وقوع هجمات في الأيام الثلاثة. وذكر محمد عمر الأنصاري، القيادي بقبيلة المسيرية، أن رجاله شاركوا في اشتباكات اليوم وأمس، لكنه أصر على أن جنودا جنوبيين هاجموهم أولا. وقال: "كان ثمة كمين (اليوم الأحد). قتل رجلان من المسيرية"، مضيفا أن الجنوبيين كانوا يحاولون منع البدو من رعي ماشيتهم. وأكد متحدث باسم جيش الشمال وقوع اشتباكات بين المسيرية ورجال قبائل الدينكا، لكنه نفى اشتراك أي من أفراد الجيش فيها. وقال: "المسيرية قاتلوا وحدهم"، كما اتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان بتسليح قبيلة دنكا نجوق. ويزعم كل من شمال السودان وجنوبه أحقيته في أبيي، وهي أرض خصبة بوسط السودان، تقع على حدودهما المشتركة، وتستخدمها قبيلتا دينكا نقوك المرتبطة بالجنوب والمسيرية المرتبطة بالشمال، والتي تتألف من البدو العرب. ولم يحدد اتفاق السلام المبرم عام 2005، والذي أنهى الحرب الأهلية وضع أبيي، في حين نص على إجراء استفتاء على انفصال الجنوب بدأ التصويت فيه اليوم الأحد. كما حصلت أبيي على تعهد بإجراء استفتاء خاص بها في التاسع من يناير، لتحديد ما إذا كانت ستنضم إلى الشمال أو إلى الجنوب. لكن الاستعدادات لهذا الاستفتاء طواها النسيان بعد فشل زعماء الدينكا والمسيرية في الاتفاق على من يحق له التصويت وعلى حدود أبيي. ويقول الزعماء الشماليون والجنوبيون، إنهم يحاولون حاليا التفاوض على تسوية، لكن لا توجد علامة على تنازل أي من الجانبين. وقال كول الذي ينتمي إلى الدينكا: إن المسيرية سمعوا أنباء عارية من الصحة، مفادها أن الدينكا يخططون لإجراء استفتائهم اليوم، وأنهم كانوا يحاولون ترويع الناخبين. وذكر أن أحمد هارون، حاكم ولاية كردفان الجنوبية المحيطة بالمنطقة، وهو من أهل الشمال زار أبيي اليوم الأحد، ووعد بتشكيل لجنة لنظر أي خلافات بين المسيرية والدينكا مستقبلا. وقال كول: "سوينا الموقف في الوقت الحالي لكننا سنرى ما إذا كانوا جادين". وقال تشارلز أبيي، المتحدث باسم إدارة أبيي، إنه تلقى تقارير غير مؤكدة بأن 9 أشخاص لاقوا حتفهم خلال اشتباكات أمس السبت، وأن ما لا يقل عن خمسة آخرين قتلوا اليوم الأحد.