إذا كان اشتراك مقدمى برامج «التوك شو» فى بث مباشر بحلقة الاحتفال بعيد الميلاد تحت اسم «المصريون» هدفه الأساسى تأكيد الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، فإنها لم تخلُ أيضا من مفارقات وكواليس تعرض لها فريق العمل بداية من اضطرار بعضهم إلى السير لمدة 20 دقيقة لاستقلال مترو الأنفاق هربا من الزحام، ونهاية بتغيير سيناريو ختام الحلقة بمفاجأة ظهور الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية بصحبة الفنان عادل إمام دون تخطيط مسبق. الحلقة بدأت بفكرة لوزير الاعلام أنس الفقى حيث رأى أن قداس عيد ميلاد السيد المسيح هو يوم مناسب للتأكيد على وحدة صف هذا البلد إثر حادث الإسكندرية، واقترح أن يجمع كل مقدمى برامج «التوك شو» فى مصر فى حلقة واحدة وهو خير دليل عى هذه الرسالة. ووجدت الفكرة ترحيبا من الجميع ليبدأ أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون اتصالاته للتنفيذ، وشارك فى الاجتماعات كل من محمود سعد ولميس الحديدى ومنى الشاذلى ومعتز الدمرداش وتامر أمين وخيرى رمضان ومنى الشرقاوى ورولا خرسا ولبنى عسل وشريف عامر وأسامة منير وريم ماجد. ما بين طرح الفكرة وتنفيذها مرت 48 ساعة كان أصعبها هو ليلة الاحتفال بعيد الميلاد. التخطيط لحلقة احتاج عقد اجتماعين متتاليين لنجوم «التوك شو» مع أسامة الشيخ لاستعراض افكارهم لهذه الحلقة وغاب عن الاجتماعين معتز الدمرداش الذى أكد تضامنه مع فريق العمل فى كل الاقتراحات التى يتوصلون اليها. وخلال الاجتماع بادر مقدمو «التوك شو» باستعراض أفكارهم ومقترحاتهم، فطرحت ريم ماجد مقدمة برنامج «بلدنا بالمصرى» على قناة «اون. تى. فى» فكرة أن يتم توزيع مقدمى برامج «التوك شو» على أكثر من كنيسة مما يزيد من الأمر بهجة أكبر بالاحتفال فى كل مكان ورغم أن هذه الفكرة حظيت بترحاب الجميع، الا أن تنفيذها كان صعبا لضرورة أمنية. أما لميس الحديدى مقدمة برنامج «من قلب مصر» فدعت إلى تحديد الرسالة التى سيتم توجيهها للمشاهدين ومضمونها حتى لا يكون الأمر مجرد «شو إعلامى». وهنا حرص فريق الاعداد «طارق حسن وعمرو الخياط» على التأكيد أنه تم صياغة فقرات قوية للتأكيد على هدف هذه الحلقة ومضمونها الجاد بمناقشة قضية الأقباط فى مصر من كل الزوايا بشكل بناء. وقد استقر الجميع على ضرورة ارتداء ملابس الحداد حزنا على ضحايا كنيسة «القديسين». ويوم الخميس الذى شهد القداس خرج أتوبيس صغير من أمام مبنى ماسبيرو يحمل فريق «مصر النهاردة» باستثناء محمود سعد الذى استخدم سيارته الخاصة، كما حمل أيضا فريق قنوات الحياة واستخدمت لميس الحديدى سيارتها بصحبة الماكيير والكوافير ولكن عند مدخل رمسيس لم تستطع السيارات أن تتحرك يمينا أو يسارا بسبب الزحام الشديد. وكان الحل أن يستقل الجميع المترو فركبت لميس الحديدى عربة السيدات واستقل فريق «مصر النهاردة والحياة» العربة المختلطة وسط حالة اندهاش كبيرة من الركاب الذين بدأوا فى تصوير مذيعى «التوك شو» بهواتفهم المحمولة. وتعالت هتافات الركاب وهم ينادونهم بأسمائهم حتى استقر المترو فى محطة الدمرداش وتكرر الأمر مع منى الشاذلى التى اضطرت أيضا لاستخدام المترو ونزل الجميع وبدأوا فى رحلة سير نحو الكاتدرائية استغرقت قرابة 20 دقيقة. كل هذا يحدث ومكالمات أنس الفقى وزير الإعلام تنهال على الجميع يسأل كل واحد منهم عن مكانه لاقتراب موعد البث والكل وضع يده على قلبه خشية أن يتأخروا. وسرعان ما وصلوا وبدأ الجميع يساعد بعضه البعض فى المكياج والشعر وبدأ العد التنازلى ولم يحضر كل من محمود سعد ومنى الشاذلى ومعتز الدمرداش وما هى إلا دقائق حتى ظهر محمود وبعده بقليل ظهرت منى وبعد بداية الحلقة بدقائق حضر معتز. حرص فريق الاعداد أن يشرح الفكرة وهو أن يظهر الجميع على سلالم الكاتدرائية والكل يقول كلمة مرتجلة من عنده، مؤكدين أن من سيبدأ الكلمات هو الإعلامى محمود سعد باعتباره الأخ الأكبر، ثم تتوالى الكلمات بحسب الترتيب الذى وضعه فريق الاعداد على أن يقدم كل زميل ينهى كلمته زميله الآخرولم يعترض أحد وسط أجواء اتسمت بالحب والتعاون بين الجميع. وتتوالى الأدوار ثم تبدأ الفقرات، وكانت الفكرة أن يتم تكوين فريق ثنائى يجمع بين قناتين مختلفتين بقدر الامكان، فقام البعض باختيار زميله فى الحلقة ومنهم من ترك الأمر لفريق الاعداد، فظهرت منى الشاذلى مع محمود سعد. وظهر معتز الدمرداش بصحبة ريم ماجد، وتامر أمين مع رولا خرسا، ولميس الحديدى مع خيرى رمضان، ولبنى عسل مع أسامة منير، ومنى الشرقاوى مع شريف عامر، وجلس الجميع مستعدون لنداء فريق الاعداد لكى يبدأوا فقراتهم.كما شهدت الكواليس مفاجآت عديدة، حيث غاب عدد كبير من الضيوف بسبب الزحام الشديد، منهم الموسيقار ميشيل المصرى الذى حال زحام المرور دون حضوره. وفى ظل هذه الظروف، اضطر فريق الاعداد أن يبحث عن الشخصيات العامة التى تشارك الأقباط فى احتفالهم لكى يحلوا بدائل عن الضيوف التى غابت، فأنقذ حمدى رزق، رئيس تحرير مجلة «المصور» الموقف وشارك فى الحلقة دون اتفاق مسبق. ومن المفارقات التى حدثت تلك الليلة أيضا أن تم إضافة فقرة جديدة للبرنامج لم تكن فى السيناريو حينما ظهر فى الأجواء الدكتور بطرس غالى وزير المالية والفنان عادل امام مع فقرة خيرى رمضان ورولا خرسا، ومنا هنا تم إلغاء الفقرة الختامية التى كان من المقرر أن يصعد نجوم «التوك شو» مرة أخرى على سلالم الكاتدرائية بسبب بدء البابا الصلاة.