محافظ الغربية يناقش آليات تنفيذ مبادرة حياة كريمة    تشغيل تجريبى بالركاب ل 5 محطات مترو    جمال التهامى: مصر تحمل القضية الفلسطينية على عاتقها    تفوق زملكاوي أمام الأندية المغربية    مصرع 3 عناصر إجرامية في مداهمة بقرية المعابدة بأسيوط    العقاد وألاعيب الصهيونية العالمية!    تامر شلتوت يساند يسرا اللوزي في وفاة والدتها    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    هيئة الدواء تكشف أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الذئبة    السفير ماجد عبدالفتاح: حديث نتنياهو عن الإدارة المشتركة لقطاع غزة حلاوة روح    مسئولون أمريكيون: لدينا مخاوف بشأن تعامل إسرائيل فى عملية رفح الفلسطينية    خبيرة الأبراج إيمان خير تتوقع انتقال عادل إمام لمرحلة جديدة    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    رئيس منطقة الإسماعيلية الأزهرية يفتتح معرض أنا الراقي بأخلاقي بأبوصوير    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    الهلال يضرب الحزم برباعية في الشوط الأول    سلوفينيا: ممتنون لمصر لمساعدة مواطنينا في غزة على العودة    خنقها برباط حذائه.. الإعدام لعامل بناء قتل ابنة شقيقه بسوهاج    شراكة بين بنك القاهرة وشركة متلايف لتقديم خدمات التأمين البنكي عبر 150 فرعا    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    عزة مصطفى تُحذر: "فيه مناطق بمصر كلها لاجئين" (فيديو)    لخلافات مالية.. عامل يطلق النار على صديقه في الدقهلية    «جوالة جامعة الزقازيق» تُنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية    اليوم العالمى للمتاحف.. متحف إيمحتب يُطلق الملتقي العلمي والثقافي "تجارب ملهمة"    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    الخميس المقبل.. «اقتصادية النواب» تناقش خطة التنمية الاقتصادية ومنع الممارسات الاحتكارية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    سانت كاترين تستقبل 1300 سائح من مختلف جنسيات العالم    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    نتائج منافسات السيدات في اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالم للإسكواش 2024 المقامة بنادي بالم هيلز الرياضي    جيش الاحتلال الإسرائيلى: نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح الفلسطينية    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    جامعة القاهرة تستضيف وزير الأوقاف لمناقشة رسالة ماجستير حول دور الوقف في القدس    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    ثنائي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية: التاريخ يذكر البطل.. وجاهزون لإسعاد الجماهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدقائق الخمس الأخيرة
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 01 - 2011

فى التاسعة من صباح الأربعاء الماضى توقفت سيارة شرطة بها ضابط وسائق فى بداية شارع خيرت عند ميدان لاظوغلى.. والهدف هو «قطر» سيارة قديمة مركونة منذ فترة طويلة ربما منذ سنوات. «القطر» تم بوحشية لدرجة أنها ستكلف صاحبها الكثير كى يعيدها لسيرتها الأولى.. هذه العملية استغرقت نحو ربع ساعة أصيب فيها شارع خيرت بأكمله بالشلل.. وشاء حظى العثر أن أكون شاهد عيان على القصة وأنا فى طريقى من المنزل إلى الجريدة.
عندما انتصف النهار تبين أن الشرطة وأجهزة المرافق تقوم بعملية سحب لغالبية السيارات القديمة المركونة بالشوارع فى إطار إجراءات احترازية بعد أيام من التفجير الإرهابى فى الإسكندرية.
السيارة المقطورة كانت، جاثمة فى هذا المكان منذ شهور، ولم يكلف أحد نفسه مشقة فحصها للتأكد من أنها لا تشكل خطورة على الأمن العام. هذه السيارة لم تكن تبعد عن وزارة الداخلية أكثر من 500 متر وأقل من ذلك من مبنى جهاز أمن الدولة، ولا تبعد إلا أمتارا عن وزارة العدل ومجالس الوزراء والشعب والشورى ومربع الوزارات الموجود فى هذه المنطقة.
السؤال الآن هو لماذا لم ننتبه قبل ذلك لوجود مشكلة تمثلها سيارات قديمة مركونة فى شوارع كثيرة.. وهل كنا نحتاج إلى زلزال رهيب مثل الذى حدث فى كنيسة القديسين بسيدى بشر حتى نبدأ فى التحرك؟!. يبدو أن الإجابة تتلخص فى أننا كمصريين لم نعد نحب العمل.. وإذا عملنا فيكون ذلك بأقل جهد.. والأخطر أننا لا نتحرك فى معظم القضايا إلا فى اللحظات الأخيرة أو فى الدقائق الخمس الأخيرة قبل الكارثة، وبعد خراب مالطة وربما ما هو أبعد من مالطة.
بعد التفجير تحمسنا جميعا.. وصرنا نحب الاقباط بعنف ونردد مصطلحات المواطنة والدولة المدنية بل خرج الشيوخ يهتفون مع القساوسة وبعضهم لا يؤمن بذلك فى قرارة نفسه لكنها التعليمات. الكل تحرك فجأة وبحماس يثير القلق.
ولذلك فالمؤكد طبقا للخبرات السابقة وبمجرد أن تهدأ الامور أن تعود «ريما الى عادتها القديمة. وهو ما يفسر أن معظم أعمالنا تأتى عشوائية وغير مجودة.
نميل دائما إلى تأجيل المشاكل بدلا من حلها.. وعندما يحين الوقت نضطر إلى «اللهوجة وسلق الحلول».. تماما مثل فريق الزمالك قبل سنوات: يكون مهزوما فى الدقائق الأولى من المباراة، ورغم ذلك لا يلعب بجدية ليتعادل ويفوز.. وفجأة وقبل النهاية بخمس دقائق يتحمس ويلعب ويجرى.. لكن بلا تركيز.. والنتيجة هى الهزيمة.
لا حل لهذه الحالة الغريبة إلا بثورة تنسف المفاهيم الحالية.. ومسئوليات محددة لكل شخص أو هيئة أو وزارة وأجهزة رقابة تملك ردع المتكاسلين .. والأهم سيادة القانون على الجميع.. وإعادة الهيبة لأجهزة الدولة.
هذه الهيبة لا تعود بقرار.. بل بتصور متكامل فى إطار دولة القانون.. وعندما تعود هذه الهيبة ويؤدى كل منا عمله فى وقته سوف ينصلح الكثير من الأمور.. وعندما يرى رجل الشرطة سيارة مركونة فسوف يفحصها ويتأكد من اسم صاحبها.
فى دولة القانون يكون الشرطى نصيرا للمواطن المغلوب على أمره ضد الحيتان واللصوص الكبار.. وعندما تترسخ هذه الدولة المدنية فإن التفجيرات وجراذم الإرهاب تتراجع كثيرا كما تقل الحوادث العادية ايضا الى اقل معدل ممكن.. وتختفى أيضا السيارات الغريبة والمريبة من الشوارع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.