يظل مرض الألزهايمر أو خرف الشيخوخة أحد الأمراض التى يحار فى كنهه العلم والعلماء حتى اللحظة فرغم رصد ملامحه الكامل يظل سببه محل دراسات كثيرة مازالت تطرق أبواب المعرفة سعيا إلى إجابة قد تحمل معها أملا فى العلاج والوقاية معا. من المعروف سابقا أن هناك نوعا من البروتين يسمى بيتا أميليود beta amyloid يتراكم فى أنسجة المخ بعد تصنيعه فى خلاياه.. يحتل هذا البروتين خلايا المخ مدمرا وظائفها الحيوية محيلا إياها إلى ما يشبه الخلايا الشمعية عديمة الفائدة باهتة الحيوية. تأتى تلك الدراسة الحديثة والتى رحبت بها دوائر الاهتمام بمرض الألزهايمر فى العالم من بريطانيا التى يتوقع أن يعانى مليون من مواطنيها من هذا المرض بحلول عام 2025. تفيد الدراسة بأن هذا البروتين لا تضعه خلايا المخ بصورة تسمح بتراكمه فيها، الأمر الذى يتسبب فى أعراض خرف الشيخوخة إنما هذا البروتين موجود أصلا فى الخلايا ويتم تكسيره فى معدلات الهدم الفسيولوجية لكن تصريفه عن طريق الدم يتم فى مرض الألزهايمر وبصورة أبطأ من المعتاد مقارنة بالأصماء من المتقدمين فى العمر. قد يبدو أن الفارق بين الموضوعين طفيف لكنه فى الواقع فارق جوهرى قد يتيح تشخيص الألزهايمر من اختبار بسيط يعتمد على عينة من الدم الأمر الذى يتيح الوقاية منه بتشخيص مبكر. التجربة أجريت بمقارنة مقياس التخلص من ذلك البروتين Clearance rate من مخ اثنى عشر شخصا مصابا بالألزهايمر «من سوائل النخاع الشوكى باستخدام إبرة خاصة» فى مقابل اثنى عشر شخصا سليما فى ذات العمر تقريبا. الدراسة التى أجريت فى جامعة سانت لويس University of st Louis رغم إثارتها لرأى مهم للغاية إلا أنها تواجه انتقادا بأن عدد المرضى يعد قليلا وأنها يجب أن تستمر لتجيب عن سؤال أكثر أهمية: هل ما وصفته من بطء تصريف ناتج تكسير البروتين فى الدم يحدث قبل ظهور الأعراض أم بعده؟ إجابة السؤال تحمل أملا فى اعتماد تلك الظاهرة فى الوقاية من الألزهايمر وإن لم تدل على علاج ناجع له.