يبدو أن محاولات فك لغز اغتيال الرئيس الأمريكى الأسبق جون كينيدى ستظل الشغل الشاغل لصناع السينما فى هوليوود رغم مرور عشرات السنين على الواقعة التى شغلت الرأى العام الأمريكى والعالمى لفترة طويلة. واقعة الاغتيال التى حدث عام 1963 مازال يحيط بها الغموض حتى الآن حيث فضلت الأجهزة الأمنية الأمريكية الاكتفاء بالمتهم الوحيد الشاب الأمريكى «لى هارفى أوسفالد»، الذى قتل على يد قاتل مأجور بعد جريمته بيومين، ليرحل ومعه أسرار المحرضين على عملية الاغتيال. ومؤخرا أعلن النجم ليوناردو دى كابريو التحضير لفيلم عن جون كينيدى، ويتولى إنتاجه وبطولته، ويدور حول إحدى نظريات اغتيال كينيدى، لم يتم معالجتها من قبل على شاشات السينما. ويستند الفيلم الجديد إلى كتاب «تركة السرية.. الظل الطويل لاغتيال جون كينيدى» للمؤرخ لامر والدرون. ويذهب والدرون فى كتابه إلى أن المافيا كانت وراء عملية الاغتيال التى وقعت يوم 22 نوفمبر 1963 بمدينة دالاس الأمريكية. ومن المقرر أن يلعب دى كابريو دور عميل بمكتب التحقيقات الاتحادى الأمريكى، ومن المنتظر أن يعرض الفيلم فى دور العرض السينمائى عام 2013. وقبل دى كابريو بسنوات حاول كيفين كوستنر حل لغز أكبر جريمة فى القرن العشرين من خلال فيلم «جون اف كينيدى» مع المخرج اوليفر ستون والذى مثل فيه دور المحامى الذى ترافع فى قضية مقتل «جون إف كينيدى»، وأحدث هذا الفيلم ضجة كبرى فى داخل وخارج أمريكا حيث عكس دور السياسة الأمريكية فى التعامل مع المشكلات الداخلية والخارجية. وبالطبع محاولات المخرجين الغربيين لفك لغز اغتيال كينيدى لم تتوقف عند هذين العملين، وسبق لفيلم وثائقى ألمانى أن تناول «اغتيال كينيدى» حيث وجه المخرج هويسمان أصابع الاتهام إلى المخابرات الكوبية فى الواقعة. واحتوى الفيلم على مقابلات تليفزيونية حول كيفية مقتل كينيدى، ويظهر أن الشاب الأمريكى لى هارفى أوسفالد الذى أطلق النار على كينيدى كان يعمل لحساب المخابرات الكوبية منذ عام 1962 وأنه لا يعانى من أى مرض نفسى. واعتبر مخرج الفيلم فيلفريد هويسمان أن «مقتل الرئيس الأمريكى السابق جاء كرد فعل من قبل كوبا على محاولة الأخوين جون وروبرت كينيدى إزاحة فيدل كاسترو عن الساحة السياسية». ويعتقد هويسمان أن أوسفالد قام بإطلاق النار على الرئيس الأمريكى بقناعة تامة وبدعم من المخابرات الكوبية، وإذا صحت نظرية مخرج الفيلم الوثائقى فيكون هذا قد حل لغز أكبر جريمة قتل فى القرن العشرين. وأضاف هويسمان أن «رجل المخابرات الكوبى أوسفالد كان متعصبا حزبيا، وذلك ما شجع المخابرات الكوبية على الاستعانة به لاغتيال الرئيس الأمريكى». وحمل الفيلم شهادة من لاورينتس كينان، الموظف السابق فى مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI الذى قام فى تلك الفترة وعلى مدى ثلاثة أيام متواصلة بإجراء تحقيقات فى مكسيكو سيتى، خاصة أن القاتلين كانوا قد أقاموا هناك لمدة شهرين قبل تنفيذ عملية الاغتيال. واعتبر كينان أن عملية التحقيق فى مقتل كينيدى «كانت أسوأ عملية تحقيق قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالى فى تلك الفترة»، وأضاف أن الحكومة الأمريكية لم تكن تريد معرفة الحقيقة «خاصة أنها كانت تعتبر أن ذلك قد يؤدى إلى حرب عالمية ثالثة». ولذا فقد أمر الرئيس الأمريكى ليندون جونسون بإنهاء التحقيق فى تلك الفترة. الطريف فى الأمر أن شقيق جون كينيدى الذى تعرض للاغتيال أيضا بعد واقعة كينيدى الرئيس بسنوات قليلة شغل أيضا هوليود حيث قدمت له الممثلة الشابة ليندساى لوهان ببطولة فيلم «بوبى» قبل سنوات ويتناول واقعة اغتيال السيناتور روبرت كينيدى. وتناول الفيلم قصة 22 شخصا كانوا فى فندق امباسادور ليلة اغتيال روبرت كينيدى عام 1968.