اقترب البنك الأهلى المصرى، أكبر البنوك العاملة فى السوق، من توقيع عقد تسوية لمديونية متعثرة تقدر بنصف مليار جنيه، لإحدى الشركات العاملة فى النشاط العقارى والتى تتخذ من السادس من أكتوبر مقرا لنشاطها، تبعا ليحيى أبوالفتوح رئيس قطاع الديون غير المنتظمة بالبنك فى تصريحات خاصة ل«الشروق». وأضاف أبوالفتوح انه من المزمع أن يتم التوقيع النهائى بين الطرفين خلال شهر من الآن، رافضا الإفصاح عن اسم الشركة حتى يتم التوقيع النهائى. وحول أسلوب السداد المرجح أن يتم به غلق تلك المديونية، قال أبوالفتوح سوف يتم من خلاله استحواذ الأهلى على بعض الأصول التابعة للشركة، والباقى يسدد عينيا لمدة ثلاث سنوات. يذكر أن البنك الأهلى قام بإجراء 1800 عملية تسوية خلال العاميين الماضيين بإجمالى 6.5 مليار جنيه، لتصبح مديونية الديون المتعثرة لدى البنك الحكومى الأول فى السوق نحو 20 مليار جنيه، يخطط لخفضها بنسبة تتراوح بين 8 و10% مقابل 18 إلى 20% قبل ذلك. وعن تنفيذ التسوية الموقع بين البنك الأهلى ورجل الأعمال منتصر ابوغالى، والتى تعد أشهر ملفات التعثر فى البنك فى الوقت الحالى، مع تسوية احمد بهجت التى تتولى إداراتها الإدارة الرئيسة للبنك بعيد عن قطاع الديون غير المنتظمة، قال أبوالفتوح إن الخطوط العريضة مع أبوغالى متفق عليها، وسوف تسدد المديونية، البالغة 470 مليون جنيه من خلال حصيلة بيع فندق سياحى مملوك لغالى فى شرم الشيخ. وكشف أبوالفتوح عن تأجيل المفاوضات التى كانت دائرة بين البنك والشركة المستأجرة لفندق ابوغالى فى شرم الشيخ،حيث كانت قد تقدمت بطلب للحصول على تمويل من مصرفه للاستحواذ على فندق غالى، لكن البنك اشترط دفعة مقدمة تدفعها الشركة، كبداية لتنفيذ الاستحواذ لكن ذلك لم يتوافر من قبلها مما أجل تنفيذ الصفقة. «نبحث عدة وسائل يتسنى من خلالها سداد تلك المديونية للبنكين الأهلى المصرى ومصر، فى ظل رغبة الجميع فى سداد تلك المديونية خاصة فى ظل الاتفاق على آلية السداد» أضاف أبوالفتوح. كان بنك الأهلى المصرى ومصر قد وقعا عقد تسوية مع أبوغالى قبل ثلاث سنوات لسداد تلك المديونية، والتى يستحوذ على النصيب الأكبر منها البنك الأهلى، فى حين يقدر نصيب بنك مصر بنحو 70 مليون جنيه، طلب زيادتها فى ظل عدم السداد كما هو متفق عليه فى عقد التسوية. وفى السياق ذاته، قال أبوالفتوح إن مصرفه ينتظر خلال الفترة القادمة طلبا لغلق مديونية رجل الأعمال عماد الجلدة، نائب مجلس الشعب السابق والمحبوس على ذمة قضية رشوة فى قطاع البترول، لتسوية مديونيته للبنك ولأحد البنوك الأخرى، تبعا لأبوالفتوح، الذى رفض الإفصاح عن قيمة المديونية، وإن كانت مصادر قريبة من هذا الملف أكدت ل«الشروق» أن مديونيته تزيد على 60 مليون دولار. وتعود تلك المديونية على شركة الحصان الأسود والتى كان يمتلكها الجلدة والتى كانت تعمل فى تصدير المنتجات الغذائية إلى عدة دول، من أبرزها العراق ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء. وفيما يخص مديونية رجل الأعمال المقيم فى لندن، عمرو النشرتى، قال ابوالفتوح إن مصرفه طرف فى قضية الإفلاس والتى تدخل فيها عدة بنوك وأن النشرتى يقدم عروضا على فترات يدرسها البنك، ولم نتلق منه عروضا فى الفترة الماضية.