أكد توماس دي ميزير وزير الداخلية الألماني جدية التهديدات الإرهابية التي تواجهها بلاده حاليا في أعقاب صدور معلومات عن احتمال تعرض البلاد لهجمات إرهابية خلال الفترة المقبلة. وقال دي ميزير، أمس الأحد، في مقابلة مع القناة الأولى في التليفزيون الألماني (إيه.آر.دي) إنه بالرغم من أن مصداقية مثل هذه المعلومات أمر يرجع إلى التقدير، "إلا أننا نرى أن الكثير منها جدير بالتصديق، لكن لا يمكننا التأكد منها أيضا". تأتي تصريحات الوزير على خلفية التحذيرات الأخيرة من جانب أحد الجهاديين من احتمال تعرض مبنى الرايخستاج، مقر البرلمان الألماني (بوندستاج) في العاصمة برلين، لهجمة من قبل تنظيم القاعدة، حسبما ذكرت وسائل إعلام ألمانية، وتحذيرات أخرى من مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي بوجود خطط لجماعة شيعية ¬هندية تدعى "سيف" لشن هجمات في ألمانيا. وقد أعلن دي ميزير يوم الأربعاء الماضي تشديد الإجراءات الأمنية في البلاد، خاصة في المطارات ومحطات القطار، على خلفية تلك التحذيرات. ومن ناحية أخرى حذر الوزير من العواقب السلبية للتكهنات غير المسؤولة بشأن التهديدات الإرهابية، مؤكدا أنه لن يشارك في مثل هذه التكهنات. وقال دي ميزير: "التكهنات لها تأثير نفسي، فهي تستقل بنفسها وتساعد في نشر الخوف". وفي الوقت نفسه دعا فولفجانج بوسباخ، سياسي الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، إلى الحذر والهدوء في التعامل مع مثل هذه التحذيرات. وقال بوسباخ في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين: "إننا بحاجة إلى معيار سليم من الحذر والهدوء، ولا ينبغي أن نغير نمطنا في الحياة اليومية". وأضاف بوسباخ: "خطورة أن يصبح شخص ضحية حادث سير أعلى في الأساس من خطورة أن يصبح ضحية هجمة إرهابية، ومع ذلك يركب الإنسان كل يوم سيارة أو حافلة أو قطار". ووفقا لبيانات بوسباخ يوجد في ألمانيا نحو 100 شخص مصنفين على أنهم "خطيرون"، بينهم 20 شخصا لديهم خبرات قتالية في أفغانستان على سبيل المثال، مشيرا إلى أنه يوجد بين هؤلاء ألمان وأجانب وأشخاص اعتنقوا الإسلام. وأوضح بوسباخ أن هؤلاء الأشخاص يتبنون مواقف متطرفة وتلقوا تدريبات في "معسكرات الإرهاب" أو على اتصال مستمر بأشخاص مشتبه في صلتهم بالإرهاب.