على مقربة من الأجولة الممتلئة بالزجاج على اختلاف أنواعه جلست مجموعة من الرجال والسيدات ليستريحوا ويحتسوا الشاى قبل أن يستأنفوا عملهم اليومى فى فرز هذا النوع من المخلفات حسب الصنف وتكسيرها لنقلها بعد ذلك للمصانع التى تعيد تدويرها حسب نوعها. «الزبالين بيجمعوا الزبالة واحنا نفرز الإزاز منها ونصنفه بين عسلى وأبيض وأخضر، ونكسره بعد كده يتنقل حسب المصنع اللى هايخدها» هكذا يوضح محمد كمال أحد العاملين فى فرز المخلفات، والذى يشكو من انتشار الجروح فى جسده بسبب طبيعة عمله مقابل 40 جنيها فى اليوم، فيما تحصل السيدات العاملات معهم على 25 جنيها. 20 مليون طن هو إجمالى المخلفات التى ترفع سنويا من منازل ومنشآت مصر تشكل القاهرة الكبرى (القاهرةالجيزة حلوان القليوبية 6 أكتوبر) منها 25 ألفا يوميا مقابل 30 ألفا من باقى المحافظات. «يوفر مجتمع الزبالين للدولة ملايين الدولارات التى ستدفع لاستيراد مواد صلبة خام من الخارج»، هكذا يوضح شحاتة المقدس نقيب الزبالين أهمية عمليات جمع وفرز وتدوير المخلفات، مشيرا إلى أن الزبالين فى محافظة القاهرة وحدها يقومون بتدوير ثلاثة آلاف طن من المواد الصلبة يوميا. ويشير المقدس إلى أن أسعار المواد المعاد تدويرها يكون أقل بنحو 50% من المستورد، ضاربا مثالا بالبلاستيك الذى يصل سعر الطن من أغلى أنواعه بعد تدويره إلى 3 آلاف جنيه. وبحسب المقدس توجد بالقاهرة الكبرى 5 تجمعات للزبالين أهمها وأكبرها منطقة الزرائب بحى منشية ناصر حيث يعمل بها 160 ألف زبال سواء فى الجمع أو الفرز والتدوير، تليها المعتمدية بالجيزة بإجمالى 10 آلاف زبال، ثم عزبة النخل وبها 7 آلاف زبال تقريبا، والوحدة الوطنية بطرة وبها 5 آلاف زبال، وأخيرا حلوان حيث يوجد ألف زبال. وعلى الرغم من هذا العدد الهائل من جامعى القمامة فى القاهرة الكبرى والذى يصل فى الإجمالى لحوالى 183 ألفا، فإن مشهد القمامة المتراكمة فى شوارعها أصبح معتادا لسكانها خلال العامين الماضيين، وهو ما يعتبره نقيب الزبالين بسب «خطأ الحكومة التى استعانت بشركات أجنبية لتنظيف بلدنا بدلا من الاستعانة بخبرة الزبالين المصريين الأكثر معرفة بالتعامل مع شوارع وحوارى البلد». «الشركات تمتلك رأس المال والمعدات الحديثة ويونيفورم جميل لكنها لا تمتلك أهم عنصر وهو الأيدى العاملة والخبرة فى القمامة المصرية نفسها، فشوارع القاهرة خصوصا المناطق العشوائية غير ملائمة لمعدات الشركات الأجنبية الكبيرة»، بحسب المقدس الذى يشير إلى أنه عندما حاولت هذه الشركات الاستفادة من الزبالين لم تعطهم مقابلا مناسب لمجهود جمع ونقل القمامة خاصة العضوية منها إلى المدافن الصحية. ويحذر المقدس «إذا تقاعسنا عن العمل فى القاهرة يوم واحد ستصبح بركة من القمامة ولن تفيد الشركات الأجنبية فى شىء» ومن المقرر أن تدخل هيئات النظافة التابعة لمحافظات القاهرة الكبرى الزبالين كطرف أساسى فى العقود مع شركات القمامة عند تعديلها فى ديسمبر المقبل، وترفع المقابل المادى الذى يحصلون عليه مقابل جمعها ونقلها للمدافن الصحية. ومن جانبه يشير أمين خيال مدير منظومة المخلفات البلدية والصلبة بوزارة الدولة لشئون البيئة إلى أن هناك حاليا 66 مصنعا لتدوير المخلفات وتحويلها إلى سماد عضوى لتعمل إلى جانب المصانع الكثيرة المتخصصة فى تدوير البلاستيك لصناعة منتجات جديدة منه، علاوة على وجود خطة خمسية للتوسع فى هذا النوع من المصانع للتخلص من أكبر قدر من المخلفات العضوية التى تمثل مشكلة فى شوارع القاهرة.