فى كل يوم يمر، يكسب مرض إنفلونزا الخنازير أرضا جديدة، ويحصد مزيدا من الضحايا، لاسيما بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه لا توجد بقعة على ظهر الأرض بعيدة عن هذا المرض. وتسارعت أمس الجهود فى مصر لمواجهة هذا المرض الخطير، ففى مجلس الشعب اتفق جميع النواب بتنوع انتماءاتهم على «إعدام كل الخنازير الموجودة فى مصر فى أماكنها دون نقلها إلى أى مكان آخر»، وأمام هذا الإجماع عرض الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس مشروع قرار على المجلس للتصويت عليه ينص على أن مجلس الشعب قد أحيط علما بتوصية لجنة الصحة بالمجلس الخاصة بإعدام الخنازير فورا، وأن المجلس يوصى الحكومة بالقيام بهذه المهمة وتحملها المسئولية فى حال تأخر هذا القرار، وقام المجلس بإرسال هذه التوصية فى خطاب عاجل لرئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، وتعهد وزير الدولة للمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب بأن تتعامل الحكومة بمنتهى الجدية مع توصيات المجلس. ومن جهته، أعلن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع منافذ الحجر الصحى على مستوى الجمهورية. وفى هذا السياق، اتخذت أمس سلطات الحجر الصحى فى مطار القاهرة الدولى الإجراءات اللازمة لمراقبة 11 سائحا مكسيكيا فور وصولهم إلى القاهرة للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس إنفلونزا الخنازير. وكان السياح قد وصلوا على متن الطائرة الهولندية القادمة من أمستردام فى جولة سياحية بمصر، وفور وصولهم تم الكشف عليهم وتبين عدم إصابتهم بالمرض، ورغم ذلك تم تسجيل بياناتهم وإبلاغ مديرية الصحة بمحافظة الجيزة حيث يقيمون بأحد فنادقها لمراقبتهم صحيا للتأكد من عدم ظهور آثار المرض عليهم خلال إقامتهم. وأكدت وزارة الصحة أنه يتم التنسيق مع وزارات السياحة والطيران المدنى والداخلية والزراعة لإبلاغ وزارة الصحة بأسماء المجموعات السياحية التى قد تصل من الدول التى ينتشر فيها مرض انفلونزا الخنازير وأماكن إقامتهم ووسائل الانتقال التى يتحركون بها فى مصر وذلك لإبلاغ مديريات الصحة بمختلف المحافظات لمتابعة حالاتهم، مؤكدة أن هذه الطريقة هى التى نستطيع أن نتعامل بها مع المرض. ومن جهتها، حذرت وزارة الخارجية كما جاء على لسان السفير دكتور مصطفى جندى نائب مساعد وزير الخارجية اليوم المواطنين المصريين المسافرين إلى المكسيك خاصة، وبعض الدول التى ظهرت بها حالات للإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير، بتوخى الحذر فى السفر إلى هذه الدول. واتخاذ جميع الاحتياطات الصحية والغذائية الوقائية اللازمة، وعدم التعرض لأماكن الإصابة بالمرض والحيطة من العدوى وذلك بارتداء الأقنعة أثناء تجوالهم بتلك المناطق خلال إقامتهم بها. وفى السياق ذاته، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، أنه لم يعد يوجد وقت لاحتواء فيروس إنفلونزا الخنازير وأنه لم يبق غير تركيز جهودها فى الوقت الراهن على الحد من آثار الفيروس الذى ظهر بداية فى المكسيك. وشددت على أنه «لا توجد أى منطقة فى العالم بعيدة عن خطر فيروس إنفلونزا الخنازير». بحسب ما أكد كيجى فوكودا نائب مدير المنظمة الدولية أمس. وقالت المنظمة: إنه لم يعد يفصل العالم عن انتشار إنفلونزا الخنازير بشكل وبائى سوى درجتين، بعد أن رفعت المنظمة مستوى الإنذار إلى الدرجة الرابعة على مقياس سلم من ست درجات عملا بنصيحة لجنة خبرائها التى اجتمعت أمس الأول، فبناء على طلب لجنة الخبراء التى اجتمعت قبل يوم من الموعد المقرر أصلا، وقررت المديرة العامة للمنظمة مارجريت تشان رفع مستوى الإنذار من 3 إلى 4، وهذا يعنى «ارتفاعا ملحوظا لخطر انتشار الوباء على نطاق واسع» لكن «فى هذه المرحلة لا تعتبر منظمة الصحة العالمية أن انتشار الوباء على نطاق واسع أمر محتوم» كما قال مساعد المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية المكلف بالأمن الصحى. وأكد الدكتور حسين الجزائرى المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، فى مؤتمر صحفى أمس عقد بمقر المكتب بالقاهرة وشهده الدكتور حسن البشرى مدير مكافحة الأمراض السارية بالمنظمة، أنه لا توجد لقاحات لفيروس إنفلونزا الخنازير التى تسبب المرض بين البشر. قال جريجورى هارتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن عدد الحالات المؤكد إصابتها بإنفلونزا الخنازير حول العالم هو 74 حالة بينها 26 فى المكسيك و40 فى الولاياتالمتحدة و6 فى كندا، بالإضافة إلى حالة واحدة فى إسبانيا، وحالة أخرى أعلنت إسرائيل رسميا عنها أمس. ومن ناحية أخرى ، علمت «الشروق» أن المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية قرر إعدام 50 ألف خنزير بمنطقة الخصوص، فى إجراء لمواجهة انتشار مرض إنفلونزا الخنازير بمناطق متفرقة بالعالم. واستمر اجتماع موسع لمسئولى المحافظة ونواب بمجلس الشعب والمجالس المحلية حتى مثول الجريدة للطبع، لبحث الإجراءات التفصيلية لمواجهة الوباء، وقيمة التعويض المتوقع لأصحاب الحظائر.