ذكرت قناة تلفزيون رسمية إيرانية، اليوم الخميس، أن السلطات في إيران اعتقلت أربعة أشخاص، تقول: إن متشددًا كرديًّا يقيم في بريطانيا دفع لهم أموالا لتنفيذ اغتيالات. واتهم تقرير أذاعته القناة بريطانيا بتمويل "إرهابيين" مناهضين لإيران. يتزامن الخبر مع احتفال الإيرانيين بذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 . وردد آلاف الإيرانيين في مسيرة أمام مبنى السفارة الذي يوصف بأنه "وكر الجواسيس" هتافات "الموت لأمريكا وانجلترا وإسرائيل". ونظم نحو 100 متظاهر في وقت لاحق مظاهرة أمام السفارة البريطانية وطالبوا بإغلاقها. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية: إن المتظاهرين رشقوا مبنى السفارة بالطماطم والبيض وأحرقوا العلم البريطاني. جاءت المظاهرة احتجاجًا على تصريح رئيس جهاز المخابرات البريطاني الذي قال: إن هناك حاجة إلى "عمليات تقودها المخابرات" لمنع إيران من صنع قنبلة نووية، وهو تصريح تم تفسيره على أنه دليل على أن بريطانيا تختلق ذرائع ضد الحكومة الإيرانية. ورفضت وزارة الخارجية البريطانية تأكيد قناة تلفزيون برس تي. في. التي نقلت عن وزارة المخابرات الإيرانية أن بريطانيا "مولت ودعمت بعض الجماعات الإرهابية ضد الجمهورية الإسلامية". وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: "هناك تاريخ طويل من المزاعم الإيرانية التي لا أساس لها ضد بريطانيا، وهذه أحدثها". وتابع المتحدث: "بريطانيا لا تؤيد ولا تشجع النشاط الإرهابي في إيران أو أي مكان آخر في العالم، وسينظر إلى هذا الادعاء كما هو.. مجرد افتراء آخر ضمن سلسلة طويلة من الافتراءات ضد المملكة المتحدة من جانب الحكومة الإيرانية". وأيدت بريطانيا مسعى تقوده الولاياتالمتحدة لتشديد العقوبات على إيران بسبب الأنشطة النووية التي تخشى أنها تستهدف صنع قنبلة ذرية، الأمر الذي تنفيه إيران. واتهمت إيران قوى أجنبية بإثارة المظاهرات المناهضة للحكومة التي أعقبت انتخابات الرئاسة في يونيو 2009، وفاز فيها الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية. وأخمدت السلطات الإيرانية ما وصفته "بالفتنة" واستخدمت أحيانا أساليب وحشية لقمعها. وجاء في التقرير الإخباري الذي بثته القناة التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية، اليوم الخميس، أن المتشددين الأربعة الذين ألقي القبض عليهم حصلوا على أموال من قيادي في حزب كومالا، وهو حزب كردي إيراني وصفته بأنه جماعة "إرهابية"، لتنفيذ خمسة اغتيالات خلال العامين الماضيين. وذكر التقرير أن الأربعة أعضاء في حزب كومالا، وأنهم حصلوا على أسلحة وأموال على الحدود الإيرانية العراقية لتنفيذ هجماتهم. ولم يحدد التقرير الشخصيات المستهدفة. وفي لفتة إيجابية نادرة تجاه واشنطن رحبت إيران بقرار أمريكي باعتبار جماعة جند الله السنية الإيرانية المتمردة جماعة إرهابية. وأعدمت إيران في يونيو حزيران الماضي عبد الملك ريجي زعيم الجماعة. وقال رامين مهمانباراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "إيران تعتبر إدراج جماعة ريجي الإرهابية في القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية خطوة في الاتجاه الصحيح". وأضاف أن إيران "ستحكم على التغير في السياسة الأمريكية بأفعالها." وتقول إيران: إن منظمة جند الله لديها صلات مع القاعدة. وتقول الجماعة إنها تحارب من أجل حقوق شعب البلوخ وتقول إنها تواجه "حرب إبادة" في جنوب شرق إيران وأعلنت مسؤوليتها عن هجوم انتحاري مزدوج استهدف مسجدًا في يوليو الماضي وأسفر عن سقوط 28 قتيلا.