على عمق 30 مترا فى باطن الأرض تستقر جثة رجب منذ 6 أيام، وعلى مدار الأيام الستة، تدور أسرة رجب على المصالح والجهات المختلفة، أملا فى أن تمد إحداها يد العون وتساعد فى انتشال جثة الشاب الذى لم يتجاوز ال19 عاما.أولى الجهات التى حاولت استخراج الجثة تمثلت فى الشرطة، والتى استعانت بأحد الحفارات، لتنتهى جهودها بعد 6 أمتار فقط من الحفر، بعدها، أصاب عطب ماكينة الحفار، لتنسحب الشرطة مطالبة أسرة رجب أن تدبر أمورها بنفسها. قصة رجب الذى تحلم أسرته بدفنه «بمعرفتها» يرويها والده جمعة مبارك سيد، والذى تقدم ببلاغ إلى النائب العام، طالبا منه معاونته فى استخراج الجثمان قبل أن يتحلل. ويقول مبارك (55 عاما) كاتب بشركة النصر لصناعة الكوك ل«الشروق»: رجب كان يعمل فى مصنع للرخام على طريق الأوتوستراد بمنطقة عرب أبوساعد، وخرج يوم الخميس الماضى لعمله فى الصباح، ولم يعد فى الليل إلى منزله، لاعتياده العمل ورديتين متتاليتين، وبعدها تلقيت مكالمة هاتفية من قسم شرطة التبين تخبرنى بإصابة رجب فى حادث تعرض له أثناء العمل، وطلب منى ضباط القسم الحضور، وعند ذهابى أعطونى بطاقته الشخصية وأخبرونى بوفاته داخل نفق فى مصنع الرخام، وقالوا إن أجهزة الأمن تبحث عن الجثة». ويضيف: «ذهبت إلى مكان الحادث، لأكتشف أنه بعيد عن المصنع وأخبرنى زملاء رجب فى العمل، أنه توفى أثناء، عملية حفر للبحث عن الآثار».وقال عادل عم المتوفى: «العمال فى المصنع أخبرونا أن هناك شخصين كانا يحفران معه، واختفيا تماما بعد الحادث، وحين واجهت صاحب المصنع بذلك أنكر معرفته بالعاملين، وقال إنهما كانا من أصدقاء رجب، وأنه هو من أحضرهما». وأضاف: «بعض الأهالى فى منطقة عرب أبو ساعد يحفرون أنفاقا للتنقيب عن الآثار فى تلك المنطقة، ورجب راح ضحية لإحدى هذه العمليات، وبعد أن انهار النفق عليه أرسلت الشرطة حفارا لمساعدتنا فى البحث عن الجثة إلا أن أقصى عمق وصل إليه الحفار هو 6 أمتار، ثم تعطل، ولم يستطع مواصلة العمل، والجثة موجودة على بعد 30 مترا، وطالبنا المسئولين بإجراء أعمال الصيانة للحفار، وهو ما دفع شقيقى رجب للحفر بأنفسهم بحثا عن جثته». وقررت نيابة حلوان حبس صاحب المصنع أحمد خطاب 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة الإهمال الذى تسبب فى قتل أحد عماله، وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يوما.