هانى صبحى، أستاذ هندسة السكك الحديدية بجامعة عين شمس، يحلل الأوضاع الفنية بالهيئة، «الهيئة تعانى خللا فى المنظومة كلها، ذلك الخلل ليس موجودا فى عنصر واحد فقط، وإنما شبكة متماسكة من العناصر الرئيسية». لتطوير هيئة السكك الحديدية، نحتاج لاتباع منهم ومنظومة التطوير على كل المستويات. «علشان نطور السكة الحديد لازم نتحرك فى جميع الاتجاهات، تجديد 1600 كم من القضبان مع تطوير المزلقانات وتحويلها من يدوية إلى أتوماتيكية، وإصلاح منظومة الإشارات وتحويلها جميع من ميكانيكية إلى كهربائية». ويضيف، أن معدلات التطوير والتجديد ضعيفة، وغالبا يتم التركيز على شكل المحطات، دون الاهتمام بالبنية الأساسية والأوضاع الفنية، وبالتالى لا نشعر بأى تحسن فى مستوى السكك الحديدية. تحقيق تلك الأهداف يتطلب تنسيق على مستوى آخر. «تطوير المستوى الفنى للسكك الحديدية لن يتم إلا فى حالة وجود تنسيق بين الإدارات المختلفة وتدريب العمال على الأجهزة الفنية». ويضيف: أن تطوير المزلقانات يواجه صعوبة فى حالة ضرورة هدم مساجد أو مبانٍ تابعة لجهات أخرى، ويتطلب ذلك موافقات من وزارة الأوقاف وجهات أخرى. ينفعل صبحى كلما يتذكر حادث العياط، لأن هناك نظام تحكم مركزى ببنى سويف، كان من الممكن أن يمنع وقع الحادث فى حالة استغلاله. «نظام التحكم المركزى، المصروف عليه ملايين بيعملوا بيه إيه، ده نظام بيتحكم فى القطارات عن بعد، وكان ممكن نتصل بمراقبى الأبراج، فيتصلوا بالسائق، ليوقف القطار». نظام الإشارات القائم على نظام خلو السكة، وهو عدم دخول القطار للمحطة، إلا فى حالة خروج القطار الذى يسبقه من المحطة. «العالم كله ماشى بنظام الإشارات الكهربائية، التى تقلل من تدخل العامل البشرى، والشغل بيكون بالضغط بالأزرار، واحنا ماشيين بأنظمة بدائية تكسفنا قدام العالم، وإحنا أوائل الدول اللى استخدمت السكك الحديدية والقطارات»، يقولها صبحى، ويرفض الاستطراد فى الكلام. «هنقول إيه ولا إيه زهقنا خلاص». وقال منفعلا: «لسنا بحاجة لمزيد من القوانين أو القواعد، وإنما نحتاج بشدة لتطبيق القوانين والقواعد الموجودة فعلا». واستطرد صبحى فى حديثه عن المشاكل الفنية للهيئة: «المزلقانات، التى ما زالت متخلفة، ولا ترقى للنظام المعمول به فى العالم، وهو نظام المزلقانات الأتوماتيكية، كلها نظام بدائى يتحكم فى أرواح الملايين، التى تنتقل كل يوم من خلال القطارات». لكنه عاد ليؤكد أن المسألة ليست تطويرا فقط، وإنما السلوك البشرى الذى لا يحترم التطوير أو غيره. وانتقل صبحى للحديث عن القضبان، التى يراها متهالكة، والمفروض أن يكون لها عمر افتراضى، وأن يتم تغييرها بشكل دورى، وكل فترة زمنية. موضحا أن هناك مقاييس ومعدلات عالمية، يقاس بها استهلاك القضبان، ثم استكمل صبحى حديثه متنهدا: «احنا مهرجين ولسنا مسئولين». «قطاع السكة الحديد قديم، ونحن من أوائل دول العالم فى إنشاء السكة الحديد، ولدينا هيئة لها، ولسنا دولة حديثة فى استخدامها، لذلك لابد أن تكون لدينا عمالة مدربة على الصيانة»، يقولها القيرانى باستياء، بسبب المستوى المتدنى الذى وصلت إليه الهيئة، على حد تعبيره. وأضاف: «عمالنا ليس لديهم أى خبرات، لابد من زيارة مصانع بلد المنشأ، وتدريب العمالة على أدق التفاصيل الفنية، والتدريب على أحدث الجرارات، والأجهزة، كذلك تدريب العمال على الصيانة». ويتذكر صبحى دولة الهند، فينسى أنه انتهى من حديثه، ويعود للكلام مرة أخرى. «الهند اللى فيها مليار بنى آدم، الحاجات البدائية اللى لسه بنستخدمها فى مصر دخلتها الهند مقبرة التاريخ». ويضيف: بدلا من وقوع حوادث، ودفع تعويضات نقوم بتطوير الهيئة.