اعتبر العديد من نشطاء "فيس بوك"، أن بداية نهاية الموقع، تمثلت في فقرة تليفزيونية، بثها التليفزيون المصري من خلال برنامجه الرئيسي "مصر النهاردة"، الذي يذاع عبر القناة الرسمية الثانية بتردديها الأرضي والفضائي، والقناة الفضائية المصرية، في حلقة الثلاثاء الماضي 12 أكتوبر الجاري، حيث انتقدت الإعلامية منى الشرقاوي مقدمة البرنامج ما اعتبرته "تفننًا" من شباب ال"فيس بوك" في سرد معلومات متعددة عن الأحداث التي يرصدونها في حياتهم اليومية، بما يساعد دولاً معاديةً من جمع هذه المعلومات، واستغلالها لتحليل حالة المجتمع المصري، وقالت بالنص: "إحنا بقينا جواسيس على بلدنا، وبنفضح بلدنا". وقالت: "بعض المجموعات عبر "فيس بوك" تدعو إلى مظاهرات وأعمال تخريبية، إيه عرفنا إن اللي وراهم يبقوا مين!"، واستطردت منى "شفنا ده في 6 أبريل، اللي مننكرش إنها كانت حادثة تخريبية، ونزلوا كسروا ميدان التحرير"، وأضافت أن جهات مخابراتية تقف وراء تمويل "فيس بوك"، لأنه أصبح وسيلة سهلة جدًّا لتجنيد عملاء للمخابرات الأجنبية. وسردت المذيعة معلومات قالت فيها، إن "فيس بوك" هو إحدى غرف المحادثات التابعة لشركة جوجل "جوجل شات رومز"، وأكدت أن المعلومات التي يضعها المستخدمون ليست سرية، وأنها "بتطلع عندهم فوق"، قاصدة إدارة شركة "جوجل"، التي أصبحت برأيها دولة عظمى داخل أمريكا، وروت معلومة أخرى بأن 3.8 مليون مصري يستخدمون "فيس بوك"، وتباهت في جزء آخر من الفقرة بأنها لم تفكر إطلاقًا في دخول الموقع، لكنها "كرهته من اللي سمعته عنه". وادعت منى الشرقاوي، أن اتفاقية استخدام "فيس بوك" تنص على أنه من حق الموقع استخدام المعلومات التي تنشرها من خلاله في ملفات أخرى "ومش من حقك إنك تتكلم"، وطالبت مستخدمي الموقع بمعرفة اللغة وقراءة شروط التعامل عبر "فيس بوك" قبل الموافقة والبدء في استخدام الموقع، لأن "الفيس بوك ممكن يبيع المعلومات عنك في أي حتة"، على حد قولها، وقالت إن عددًا من الصحف الكبرى تخضع لعمليات "فلترة" لما ينشر فيها، داعية السلطات إلى تطبيق الأمر ذاته على "فيس بوك". من جانبها، أكدت نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد، أن هناك مواقع مشابهة للفيس بوك عبر العالم، معتبرة أهمها "ماي بليس" كما ذكرت- تقصد موقع "ماي سبيس" الشهير- وادعت أن مديري الموقع يتفننون في جذب الزوار بأساليب خداعية وغير حقيقية، وأضافت أنها "زعلانة من الفيس بوك جدًّا، ومش مبسوطة على الإطلاق". وتساءلت أستاذة علم الاجتماع عن إمكانية إغلاق الحكومة المصرية لهذا الموقع من الاستخدام في مصر، وطالبت بتقديم بديل عربي لهذا الموقع خارج هيمنة الجهات الغربية. وقال جمال مختار، خبير المعلومات والشبكات الإلكترونية: إن "فيس بوك" هو نادٍ بلا أسوار؛ لأنه عرضة للكثير من الاختراقات، وأضاف أن من أضرار الموقع، أن "التفاعل خلا الناس تطلع وتقول يلا نعمل إضراب ومش فاهمة هي عايزة تعمل إضراب ليه!؟"، وأكد مختار أن رواد "فيس بوك" أثروا كثيرًا في الحياة السياسية المصرية، و"علشان كدا بقا كله مساوئ"، حسبما ذكر. ودعا مختار إلى تدخل وزارتي الداخلية والعدل للتدخل لوضع مزيد من الضوابط على استخدام ال"فيس بوك"، داعيًا إلى "تعلية الحس الأمني عند مستخدمي فيس بوك"، وذكر معلومة تفيد بأن 250 مليونًا من أعضاء "فيس بوك" تم اختراق حساباتهم وأجهزتهم الشخصية من خلال الموقع، وقال إنه يتمنى إقرار قانون يعاقب على الجريمة الإلكترونية لتنظيم عمل "فيس بوك" في مصر. واتهم ضيوف البرنامج الموقع الإلكتروني الشهير، بإثارة الفتن، وخاصة الفتن الطائفية، كما حملوه مسؤولية أزمة مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم الماضي، حيث ساهم "أصحاب النوايا السيئة" في إشعال الأزمة، كما قالوا إنه يستغل للتحرش الجنسي والسرقة وغسيل الأموال، وتجارة الأطفال والعمليات غير المشروعة. يذكر أن البرنامج كان قد ناقش قضية إغلاق عدد من القنوات، والخطوات الحكومية التي اعتبرها البرنامج اتجاهًا للتقنين بخصوص الممارسات الإعلامية، فيما يعتبرها النشطاء خطوات للتضييق على حرية الإعلام قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية 2010- 2011.