بعد أن كان رقما فى العملية التمثيلية يبدو أن النجم خالد أبوالنجا سوف يكون رقما فى العملية الإنتاجية أيضا بعد تحمسه للمشاركة فى إنتاج فيلم «عين شمس» الذى يمثل مصر فى مهرجان كان فى مسابقة الفيلم الأول للمخرجين. «الشروق» التقت خالد أبوالنجا ليتحدث عن هليوبوليس وكان وأشياء أخرى. الشروق: ما الذى حمسك للمشاركة فى إنتاج فيلم «هليوبوليس»؟ خالد: أنا لم أنتج الفيلم وحدى، فشريف مندور هو المنتج الأساسى.. وعندما كتب أحمد عبدالله الفيلم، وهو مخرج ومؤلف لأول مرة، وجد مندور أنها مخاطرة أن ينتج الفيلم بمفرده وكان يبحث عن شريك له فى الإنتاج، فطلب منى مشاركته فوافقت على أن أشاركه مقابل التنازل عن أجرى، وهذا ما يفعله الممثلون الكبار فى العالم فعندما يصلون إلى مرحلة معينة من النجومية يبدأون فى خوض تجارب مع مخرجين جدد يؤمنون بمواهبهم فيشارك مثلا كمنتج فنى للفيلم دون أن يشارك فى بطولته، وهذا ما قد أفعله فى فيلم قادم. الشروق: وماذا عن قصة الفيلم؟ خالد: الفيلم كقصة قريب من أفلام كثيرة أصبحت موضة فى هذه الأيام، تدور أحداثه فى 24 ساعة، وهو ما يسمى بأفلام اليوم الواحد مثل فيلم «واحد صفر»، لكن «عين شمس» يعتبر فيلما مختلفا نوعا ما لأنه يتحدث عن حى «هليوبوليس» بمصر الجديدة، وعن الأشخاص الذين يسكنون فى هذا الحى، وفى الحقيقة نحن نقصد بهذا الفيلم الحديث عن حال مصر من خلال هذا الحى. الشروق: ولماذا اخترتم هذا الحى وليس أى حى آخر فى مصر؟ خالد: لأن هذا الحى تقريبا يحتوى على ملخص لتاريخ مصر الحديث، وما حدث بعد الثورة، كما أن المعمار فيه عظيم جدا من طراز بلجيكى، ورغم أن تصميمه إسلامى لكنه حديث، حى التخطيط العمرانى لشوارع الحى هى الأجمل فى مصر حتى من الأحياء الجديدة مثل مدينة نصر رغم أنه الأقدم، كما أنه عاصر رحيل الأجانب من مصر وتغيير المجتمع، ومع هذا ظل هذا الحى يحتفظ بجماله حتى مع من يتعمدون إفساد وجهات مبانيه ويطلونها بالبوية، وعن طريق شاب يقيم بحثا سيتعرف المشاهد على هذا الحى، والعلاقة التى تربطه بنا كمصريين، فعلى المستوى العام هذا له علاقه بنا. الشروق: وماذا عن الجانب التمثيلى فى الفيلم؟ خالد: كل الشخصيات فى الفيلم تعانى من شىء واحد هو «الدائرة المفرغة»، فلا يوجد أحد يستطيع الوصول إلى هدفه الحقيقى.. بداية من الشاب والفتاة وهما رغم زواجهما يضعان فى تفكيرهما طوال الوقت أنهما فى وقت قريب سينفجران وينفصلان. حتى أنا فى الفيلم أترك حبيبتى وأنشغل فى عمل بحث عن منطقة «مصر الجديدة» وعن سيدة يهودية تسكن فى هذا الحى لا تصرح بأنها يهودية، حتى لا يجبرها أحد أن تترك مصر بعد أن رحل اليهود منها، والبنت التى أحبها توجد فى الفيلم كصوت فقط للفنانة هند صبرى، وانفصل عنها فى مساء اليوم الذى تبدأ فيه أحداث الفيلم لذلك فهو غير سعيد. وأيضا هانى عادل الذى يقدم شخصية الشاب الذى يريد الهجرة للخارج، بعد ان هاجرت عائلته إلى كندا، وكل يوم يذهب إلى السفارة بجواز السفر ولا يفعل أى شىء، وجارته التى تلعب شخصيتها يسرا اللوزى التى تحبه ولكن لا تستطيع الإفصاح له بحبها لأنها أصغر منه، فإذا بحثت ستجد الجميع يدورون فى دائرة مفرغة، البلد ايضا تدور فيها، وأحداث الفيلم تؤكد هذا. لكن لماذا هذا يحدث؟ ولماذا هكذا نحن؟ الفيلم لا يجيب عن هذا السؤال ليترك لكل مشاهد الحرية فى أن يجيب عنه طبقا لمستوى فهمه ووجهة نظره. ولأن مهمة الفن بوجه عام هى طرح التساؤلات لا الإجابات، فالفيلم يمس كل المصريين، ويشير إلى أن ما يحدث لهذا الحى يحدث لكل المصريين، وهذا ما جذبنى للسيناريو. الشروق: لماذا تضعون الكلب «فولتا» ضمن أبطال الفيلم؟ خالد: بعد قرار شخصية هانى عادل بأن يهاجر هو وعائلته، تطلب حبيبته يسرا اللوزى منه أن يترك هذا الكلب، فهو فى الفيلم إشارة أو رمز للماضى. الشروق: وكيف ترى ترشيح الفيلم لمهرجان «كان»؟ خالد: بالمصادفة أشارك هذا العام بفيلمين فى المهرجان، الفيلم الأول «هليوبوليس» وهو بالفعل سيشارك فى مسابقة سوق الفيلم، ومرشح للمشاركه على هامش المهرجان فى مسابقة تسمى «مسابقة أول مخرج»، والفيلم الثانى هو فيلم «واحد صفر» الذى تقرر مشاركته فى سوق الفيلم، أما أن يشارك فى المسابقة الرسمية أم لا سنعرف آخر هذا الشهر إن شاء الله. الشروق: كيف ترى فرصتهما بين الأفلام المصرية المرشحة مثل «إبرهيم الأبيض» و«أحكى يا شهر زاد»؟ خالد: أرى أن فيلم «واحد صفر» هو رقم واحد بين كل الأفلام المصرية المرشحة لمهرجان كان، أما «هليوبوليس» فهو ليس فى مقارنة مع أحد لأنه ينتمى إلى نوع مختلف من السينما هى السينما المستقلة. الشروق: هل توقعت الحالة التى حققها فيلم «واحد صفر»؟ خالد: توقعت منذ قرأتى لهذا الفيلم أنه سيصنع نقله فى تاريخ السينما مثل التى حققها من قبل فيلم «سهر الليالى»، والأفلام التى حققت هذه النقله ليست كثيرة، فأن تجد كل الأفلام فى طريق، وتجد هذا الفيلم فى طريق آخر يوازى الأفلام العالمية الحاصلة على الأوسكار، ويحقق المعادلة الصعبة ويعجب النقاد والجمهور معا، فهذا لن تجده كثيرا فى السينما المصرية. فمريم ناعوم كتبت سيناريو مهما جدا، وكنت خائفا فقط من الجمهور لكن الحمد لله حقق النجاح على كل المستويات. الشروق: لكن البطوله كانت مقسمة على 8 ممثلين فهل مثل هذه الأفلام تصنع نجومية؟ خالد: رغم تقسيم الفيلم على 8 ممثلين فإننى لم أشعر أن مساحة أدوارنا صغيرة، وكنت أشعر أن كل ممثل فى الفيلم يقوم ببطولة فيلم بمفرده داخل نفس الفيلم. لكن بوجه عام أرى أن مثل هذه الأفلام لا تصنع نجومية، ولكنها تجبر المشاهدين على احترام كل المشاركين فيها، ومع ذلك لا يجب أن يتركها أى فنان عندما تأتيه فرصة المشاركه فيها إذا كان يفهم فى السينما. ولذلك أقول للممثلين الذين اعترضوا على المشاركه فى فيلم «واحد صفر» أنهم خسروا فيلما من أهم الأفلام فى تاريخ السينما. الشروق: ألم يكن اعتذارهم بسبب ضعف الأجر؟ خالد: لم يختلف أحد من الذين اعترضوا على تقديم الفيلم على الأجر، ولكنه كان حجة البعض، والسبب الحقيقى هو أنهم كانوا خائفين من الفيلم، والبعض الآخر لا يعمل إلا فى أفلام بطولة مطلقة. الشروق: لكن غريب أن آخر 4 أفلام شاركت فيها تنتمى لنوعية أفلام اليوم الواحد فهل تخصصت فيها؟ خالد: لم أتخصص فيها ولكن يمكن الكتاب هم من تأثروا ببعضهم فكتبوا نوعية واحدة من الأفلام، لكن على المستوى الشخصى هذه الأفلام تصنع حالة من الوحدة فى الزمان والمكان، وهذه الوحدة معروفة أكثر فى المسرح لأنها تجعلك تعيش أكثر مع الأحداث.