وضعت الأزمة المالية العالمية صناع السينما في مصر تحت وطأتها ولم تسعفهم خبراتهم في تجاوز تداعياتها التي فرضت كما قليلا من الانتاج, لكن مثل هذه الظروف دائما ما تولد شيئا لافتا. ومثيرا للانتباه مثل السينما المستقلة وهي التي تقوم صناعتها بأقل تكلفة ممكنة بل أحيانا تقوم علي مساهمات أبطالها وصناعها, لكن جل ما يلفت هو المستوي الجيد الذي تقدمه تلك السينما سواء من حيث الموضوع أوطريقة طرحه وهو مايجعلها بعد اكتساب ثقة المتلقي منافسا قويا للسينما التجارية بل ربما تهدد عرشها. من هنا أعلنت الشركة المنتجة بدء تصوير أول أفلامها لعام2010 وهو ميكروفون من تأليف وإخراج أحمد عبد الله في ثاني أفلامه الروائية الطويلة, وكان قد أخرج في العام الماضي فيلم هليوبوليس الذي حاز نجاحا كبيرا حول العالم من خلال عروضه المتنوعة في مهرجانات دولية وعربية مختلفة مثل تورنتو السينمائي الدولي, الشرق الأوسط السينمائي الدولي, وهو الفيلم الذي شارك ابطاله في انتاجه.. يقول السيناريست محمد حفظي ان: ميكروفون يدور حول قضية لم يتم تناولها من قبل في السينما المصرية. وستعلن الشركة في وقت لاحق عن مضمونه وتفاصيله, لما يمثله الفيلم من تجربة جديدة وجريئة. أحمد عبد الله كان قد درس الموسيقي في السبعينيات, وعمل كمونتير منذ عام1999 لعدد كبير من الأفلام المصرية الروائية الطويلة التي حقق بعضها نجاحا كبيرا في المهرجانات العالمية مثل فيلمي عين شمس للمخرج ابراهيم البطوط والغابة للمخرج أحمد عاطف. اضافة إلي أفلام وثائقية وقصيرة, كما أشرف علي تنفيذ المؤثرات البصرية والتترات لعدة أفلام مصرية. يشارك في بطولة وانتاج ميكروفون خالد أبو النجا, والذي كان قد شارك أيضا في فيلم هليوبوليس سواء في التمثيل أو الانتاج أيضا. ومايميز مشوار خالد أبو النجا السينمائي وجود العديد من الأفلام المهمة التي حققت نجاحا فنيا وجماهيريا, إلي جانب مشاركتها في عشرات المهرجانات العربية والعالمية, حتي أصبح هو شخصيا ضيفا دائما علي لجان تحكيم بعض هذه المهرجانات. وقد قدم أبوالنجا خلال العام الماضي فيلمي واحد صفر وهليوبوليس بعد أن حققنا رقما قياسيا من المشاركات والجوائزفي مهرجانات2009 وبدايات2010.