نظمت الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة المخ والأعصاب، والجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية للأطفال، اليوم السبت، مؤتمرا طبيا بمناسبة اليوم المصري للتوعية من مخاطر الشلل الدماغي لدى الأطفال. وقد كشف المؤتمر عن إحصائية خطيرة لحالات الشلل الدماغي في مصر، والتي تتعدى النسبة العالمية -والتي تبلغ من 8 إلى 10 حالات لكل 1000 طفل- بواقع ما يقارب 15% من سكان مصر. وقد صرح د. أحمد رءوف، رئيس الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية للأطفال، بأن مشكلة الآلاف من الأطفال المرضى تكمن في عدم علاجهم على نفقة الدولة أو التأمين الصحي، وهم أسر غير قادرة. مضيفا أنه يجب التوصل إلى حل ما. وتساءل: من أين يتسنى لهم الاستمرار في العلاج؟ مستهجنا تخلي وزارة الصحة -ممثلة في التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة- عن هؤلاء المرضى.. ومتى يمكن تطبيق قانون الطفل؟ وفي تصريح خاص ل"الشروق" أكدت د. آمال الجنزوري، أستاذ الطب الطبيعي والتأهيل بطب عين شمس، على أنه يجب توفير المادة الإعلامية المناسبة، ونشر ثقافة التوعية لإدراك المرض في مراحله المبكرة، وطرق التعامل مع المرضى، خاصة الأهل والأصدقاء. قائلة: "عند ملاحظة تأخر النمو الحركي والفسيولوجي الطبيعي لدى الطفل -كتأخر جلوسه في الشهر الرابع إلى السادس، أو بداية مشيه في الشهر الثاني عشر إلى الرابع عشر- يجب استشارة الطبيب فورا. وأضافت أن من الأسباب التي يجب استشارة الطبيب فيها وإجراء معاينة شاملة للطفل: إذا حدثت الولادة قبل الموعد المحدد بصورة مبكرة جدا، أو إذا حدثت تشنجات لدى الولادة، أو نقص الوزن بصورة ملحوظة، أو إذا مرض الطفل ب"الصفراء غير الفسيولوجية"، أو وجود تشوهات خلقية لدى المولود في الرأس أو العظام، أو الإتيان بحركات لا إرادية مصحوبة بالانفعال. وأضافت أن البرنامج العلاجي التأهيلي يدور حول التقييم الدقيق والشامل للطفل من حيث الجهاز العصبي والحركي والعضلي، وقدرة الطفل على السمع والإبصار، وأيضا تقييم لمستوى الذكاء لديه. وهنا يأتي دور الأسرة بملاحظة أولادها. ثم خضوعهم لفترات من العلاج الطبيعي والتأهيل النفسي للطفل والأسرة، ويأتي التقييم بمدى ضرورة التدخل الجراحي والأجهزة التعويضية. وأرجعت أن أغلب المرضى يشتكون من أن فترات العلاج طويلة جدا ومكلفة للغاية، وهذا ما يدفع أغلب الأسر إلى التخلي مبكرا عن العلاج. وعلى جانب آخر أوضح د. خالد فتحي، مدرس واستشاري أعصاب الأطفال بمستشفى الأطفال بجامعة المنصورة، أن هناك فترات من الإحباط والصدمة عند سماع الأسرة بخبر مرض أحد أبنائهم، وتحدث عن كيفية التعامل مع الأبوين، والطفل المريض، وأسرته بشكل عام، قائلا: إن العزلة من أهم المشكلات النفسية التي قد تصادف المرضى أو أسرهم. وأضاف د. فتحي أنه يجب على الدولة القيام بواجبها تجاه الأطفال وعدم التهرب منه، وضرورة إنشاء هيئة متخصصة للتعامل معهم. مضيفا أن طفل الشلل الرباعي "متفرقٌ دمه بين وزارة الصحة، والتضامن الاجتماعي، والتعليم. فكل يرمي مسؤوليته على الآخر".
فريق العمل " حجازي عبد الفتاح - كريم محمد - راجح فخري"