إيد وديفيد جلسا على طاولة نفس الحكومة، وبينما لمع ديفيد فى وزراة الخارجية ليحتل واجهات الصحف والمجلات، فإن إيد تسلم وزارة أقل حظا، ليصبح وزير الطاقة والتغير المناخى. لكن ميليباند الصغير قرر الخروج من «الظل»، والوقوف تحت الأضواء بدخوله منافسة شرسة ضد أخيه على زعامة الحزب، يحقق مفاجأة لم يكن يتوقعها بنفسه، إذ أصبح أصغر زعيم لحزب العمال العريق، ويدفع بأخيه إلى الظل. هنا حان الحديث عن ميليباند الصغير بشكل مستقل عن أخيه الكبير، حيث ولد إيد صامويل ميليباند فى الرابع والعشرين من ديسمبر 1969 فى لندن، وهو ابن الماركسى اليهودى رالف ميليباند المولود فى بروكسل، الذى فر من بلجيكا فترة الحرب العالمية الثانية، أما أمه فهى ماريون كوجاك من رموز اليسار البريطانى. بعد تخرجه من كلية الاقتصاد أصبح إيد باحث فى حزب العمال، وصعد ليصبح واحدا من مستشارى رئيس الحكومة السابق جوردون بروان المقربين. قم تم تعيينه رئيسا لمجلس المستشارين الاقتصاديين فى وزارة الخزانة. ودخل إيد البرلمان نائبا عن دائرة يورك شاير بإقليم دونكاستر نورث منذ عام 2005. وجلس على أول مقعد وزارى عام 2007 عندما عينه براون وزيرا لمجلس الوزراء ومستشار دوقية لانكستر، وبعدها بفترة وجيزة تمت ترقيته ليكون وزير دولة فى وزارة الطاقة والتغير المناخى، التى استحدثت فى ذلك الوقت، ومكث فى الوزارة حتى مايو 2010. إيد اعتاد أن يعرف نفسه بأنه «ميليباند الآخر»، وهو ما يعكس توجهاته المختلفة عن أخيه الكبير، فبينما يتبنى ديفيد سياسات الوسط ويمثل جناح اليمين فى الحزب، يعتنق ميليباند الصغير المبادئ اليسارية التقليدية، وهى التى جلبت له دعما كاسحا من نقابات العمال اليسارية وغيرت دفة المنافسة لصالحه فى اللحظات الأخيرة، وهو ما قد يؤثر على حظوظ الحزب فى الانتخابات المقبلة، بحسب معلقين سياسيين. وحتى الآن ليس واضحا هل ينوى إيد تعيين شقيقه فى حكومة الظل، علما أن الأخير كان لمّح إلى أنه سيجد من الصعب أن يعمل تحت قيادة شقيقه الصغير الذى لم يخف أنه ترشّح عمدا لمنع انحياز الحزب أكثر نحو اليمين، فى إشارة واضحة إلى الجناح الذى يقوده ديفيد. صحيفة «صنداى تليجراف» من جهتها كشفت أمس عما قالت إنها «صفقة» عقدت بين الأخوين لإنقاذ مستقبل الحزب دون الإفصاح عن طبيعتها. وتعهد إيد بطى صفحة العهد الإصلاحى لتونى بلير فى الحزب، معتبرا أن الحزب خسر الأصوات لأنه ابتعد عن قيمه التقليدية. وبعد الفوز قال إيد إن غزو العراق فى مارس 2003 تسبب فى تراجع الثقة فى حزب العمال، وتعهد باستعادة تلك الثقة من الرأى العام البريطانى. وأضاف: «لم أتخيل أبدا أننى سأقود يوما هذا الحزب». وتعهد الزعيم الجديد لحزب العمال بالدفاع عن مصالح الطبقة المتوسطة التى وصفها بأنها «مطوقة» بين الطبقات.