قالت د.سلوى الغريب أمين المجلس الأعلى للجامعات إن المجلس طرح مشكلة سنة الفراغ بالجامعات على الأحزاب والنقابات والمجتمع المدنى، مشيرة إلى أن الحزب الوطنى هو الحزب الوحيد، الذى اهتم بالمشاركة فى الاقتراحات والآراء وذلك عبر حضور اجتماعات مطولة بالمجلس وتقديم أوراق عمل، وقالت: «لجنة التعليم بالحزب الوطنى هى اللجنة الوحيدة من كل الأحزاب التى اهتمت بهذا الموضوع رغم إعلان وزارة التعليم العالى فتح النقاش الواسع فى الموضوع». وفى المقابل أكد أعضاء لجان التعليم فى الأحزاب المختلفة ل«الشروق» أنهم لم يتلقوا أى دعوة من قبل وزارتى التعليم العالى والتربية والتعليم للمشاركة فى المناقشات، التى جرت وحضرها رئيس لجنة التعليم بالحزب الوطنى واعتبروا أن هذا ليس جديدا على حكومة الحزب، التى دأبت على تجاهل مشاركة الأحزاب فى التطوير أو حل المشكلات، التى تواجه البلد على حد قولهم. «لم تتم دعوة حزب التجمع للمشاركة فى تطوير الثانوية العامة، فكيف تدعونا الحكومة لحل مسألة سنة الفراغ « هكذا عبر ناصر إسماعيل أمين مكتب المعلمين بحزب التجمع عن استبعاد الحكومة للأحزاب فى تطوير التعليم» وتابع قائلا: «إن سياسة التعليمية العشوائية سببا فى تدهور حال التعليم لأنها تتم حسب أهواء الوزراء دون اهتمام بعمل حوار مجتمعى حقيقى يهدف إلى التطوير». وبالنسبة لدور الأحزاب المعارضة فى التنسيق فيما بينهم لإصلاح مشكلات التعليم قال إسماعيل إنه يجد صعوبة فى تحقيق هذا الأمر، معتبرا أن البرنامج الحزبى لجميع الأحزاب يهتم بهذه القضية. حزب الغد أيضا لم يتلق دعوة للمساهمة فى سنة الفراغ بالجامعات، هذا ما أكده محب عبود عضو لجنة التعليم بالحزب، وأضاف تجاهل المجتمع فى تطوير التعليم وحل مشكلاته جاء نتيجه توظيف السياسات التعليمية للحصول على بعض المكاسب السياسية والشرعية للنظام، ودعا عبود إلى عدم خلط السياسة بالعملية التعليمية، وقال: «لابد أن تعلو الخطط التعليمية عن السياسة حتى ننجو بها إلى بر الأمان». واقترح محب أن تكون سنة الفراغ فرصة للجامعات، لكى تلتقط أنفاسها بالتطوير وقال: «رب ضارة نافعة» مؤكدا أن العشوائية، التى نتجت عنها سنة الفراغ يمكن الاستفادة منها فى تطوير العملية التعليمية عبر الاهتمام بالمعامل والمكتبات وقاعات المحاضرات. وكان المجلس الأعلى للجامعات برئاسة د.هانى هلال وزير التعليم العالى والبحث العلمى قد عقد سلسلة من الاجتماعات لمناقشة الاقتراحات لحل مشكلة سنة الفراغ بالجامعات فى السنة الدراسية 2011 2012، المترتبة على قرار وزارة التربية والتعليم بعودة الصف السادس الابتدائى، علاوة على الاجتماعات التى جرت بين وزيرى التعليم العالى والتربية والتعليم للتنسيق لمناقشة مسألة سنة الفراغ بحيث تتلاءم مع التطوير المنشود. ورغم تصريحات هلال السابقة بأنه سيجرى جلسات استماع ومجموعات عمل لاستطلاع رأى الخبراء والطلبة وأولياء الأمور والصحفيون حول مقترحاتهم لحل مشكلة سنة الفراغ بالجامعات، إلا أنه أعلن على هامش زيارة د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء للمجلس الأعلى للجامعات أن المجلس انتهى من مناقشة سنة الفراغ فى الاجتماع الماضى، مؤكدا أن الوزارة حريصة على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص. وكشف هلال عن تفاصيل خطة الحكومة للتعامل مع هذه السنة على أساس أن نفس الفرص المتاحة لدفعة الفراغ ستتساوى مع الدفعات فى السنوات الأخرى السابقة بنفس الحد الادنى والمجموع لآخر 5 سنوات، وبهذا يحسم هلال الجدل الدائر بين الخبراء، الذين تنوعت اقتراحاتهم ما بين إجراء اختبارات للقبول فى هذه السنة لجميع الطلاب قبل الالتحاق بأى كلية وألا يقتصر الأمر على امتحانات الثانوية العامة فقط، وإغلاق القبول بكليات الطب فى هذه السنة أو فتح القبول بكلية طب واحدة للناجحين فى الثانوية العامة، الذين يؤهلهم مجموعهم لذلك. الطريف أن سنة الفراغ لم تعد مشكلة فى الجامعات من وجهة نظر الحكومة بل اعتبرها هلال دفعة كباقى الدفعات، وقال: «إنها ليست مشكله وليست سنة فراغ» رغم اعتراف وزارة التربية والتعليم بأن إجمالى هذه الدفعة سيمثل حوالى نسبة 10% من مجموع الدفعات السابقة.