تصريحات يومية واجتماعات على أعلى المستويات، كان آخرها لرئيس الجمهورية، والذى عقد اجتماعا وزاريا مصغرا، أمس الأول، لبحث أزمة انقطاع الكهرباء، كل هذا لم يغير من الأمر شيئا، فكلما ارتفعت درجات حرارة الطقس، ارتفعت معها حرارة الغضب الشعبى فى المحافظات والأحياء المختلفة من طول ساعات انقطاع التيار الكهربائى. ففى الفيوم، خيم الظلام على عدد من شوارع المدينة مساء امس الأول، بسبب قطع التيار الكهربائى عن أعمدة الانارة، وظلت شوارع عدلى يكن وجزء من شارع البوسطة وخلف كلية الطب وبعض الشوارع الفرعية بنفس المنطقة دون إنارة، مما أثار غضب الأهالى، حسبما قال سامى عبدالعظيم من اهالى المنطقة: «أعمدة الانارة مطفأة منذ عدة أيام دون مبرر، ويسود الظلام حتى إننا نخشى خروج أبنائنا فى الليل»، وقالت سعاد أحمد من منطقة حى الجامعة:» الكهرباء تنقطع كثيرا، وهو ما يؤدى إلى ضعف الحركة التجارية فى الحى، ومسئولو شركة الكهرباء وعدونا بتغيير محول المنطقة حتى تعود الكهرباء إلى طبيعتها، ولم يفوا بوعدهم». ولا يختلف المشهد كثيرا فى منطقة المجزر الآلى بمدينة المنصورة، والتى تضم مساكن الايواء ويتكدس بها آلاف المواطنين، ممن يعانون من الانقطاع المتكرر للكهرباء منذ بداية شهر رمضان» وتحديدا بداية من فترة الإفطار وحتى ظهر اليوم التالى» وفق روايات عدد كبير من الأهالى، والذين تقدموا بشكاوى متعددة لشركة كهرباء الدلتا. وسيطرت حالة من الغضب على اهالى قرى ومراكز حوش عيسى وابو المطامير ووادى النطرون ورشيد وغيرها من مراكز محافظة البحيرة بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربى عن منازلهم، وهو الأمر الذى وصفوه ب« المزمن»، لتكرار حدوثه بشكل شبه يومى وأحيانا ثلاث مرات فى اليوم، حسبما أكدت هانم السيد ربة منزل والتى قالت « الأمر أكثر صعوبة فى رمضان، فى ظل درجات الحرارة المرتفعة». وقال محمد عبدالله الأزمة الأكبر التى تنجم عن انقطاع الكهرباء تتمثل فى تعطل المخابز وتكدث الناس فى الطوابير لساعات طويلة أملا فى الحصول على الخبز». ولليوم التاسع على التوالى، تنقطع الكهرباء عن مراكز بيلا وقلين والرياض وعدد كبير من قرى مدن كفرالشيخ و الحامول، والذى يستمر لنحو 4 ساعات يوميا، مما دفع الأهالى للتقدم بعشرات الشكاوى إلى شركة الكهرباء والمحافظة. وتكررت الأزمة فى محافظة دمياط التى شهدت انقطاع الكهرباء عن مناطق عديدة شملت جزءا كبيرا من كورنيش النيل فى البر الشرقى، ابتداء من الكوبرى المعدنى وحتى ارض المحكمة القديمة، وفى البر الغربى تم فصل الكهرباء عن منطقة حوش السكة الحديد بالسنانية و مناطق قرية الروضة بمركز فارسكور، وقرية ابو جريدة، والعباسية، والسوالم، والركبية. وقال سعد زغمور ،رئيس لجنة الكهرباء والطاقة بمجلس محلى محافظة دمياط :« تخفيف الاحمال كان مقتصرا على المناطق الريفية فقط، وهو وضع غير دستورى فليس ذنب المواطن انه يسكن فى الريف»، واضاف :« زيادة الاحمال تزداد سنويا بنسبة 7% ونحتاج إلى محطات لتعويض الفارق، لأن هناك أزمة حقيقية فى انتاج الكهرباء». وطالب زغمور بعمل جدول بمواعيد قطع الكهرباء يوزع على القرى والاحياء «لارساء ثقافة الاستهلاك الكهربائى». وشهدت العديد من مكاتب البريد بمحافظة المنيا، أمس، مشاجرات بين الجماهير المترددة عليها بسبب انقطاع التيار الكهربائى لمدة تجاوزت ساعة، متسببة فى انقطع الاتصال بالشبكة الرئيسية بالقاهرة وبالتالى توقف صرف الحوالات، وهو ما تكرر فى عدد من البنوك الواقعة وسط المدينة. وقال مصدر مسئول بشركة كهرباء مصر الوسطى أنهم يتلقون يوميا أكثر من ألف شكوى بسبب انقطاع التيار الكهربائى وضعفه وتسببه فى إتلاف العديد من الأجهزة الكهربائية والمعدات. وفى تصريحات ل «الشروق» قال المهندس محمد فرج الله، رئيس هيئة كهرباء السد العالى، إنه «تم الاستعانة بوزارة الرى لطلب كميات إضافية من المياه تزيد عن معدلها الطبيعى (15مليون لتر مكعب) وذلك لتوليد طاقة كهربائية إضافية»، وأضاف : «بالفعل حصلنا على كميات من المياه الاضافية لتوفير كهرباء تساهم فى تخفيف الاحمال».