بعد فترة طويلة من البحث والتسجيل استمرت نحو 10 سنوات انتهى د. نبيل بهجت، مؤسس فرقة ومضة لفن خيال الظل، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، من توثيق التراث الشفاهى للأراجوز وخيال الظل فى كتاب و20 فيلما وثائقيا للأراجوز تحمل أسماء الفقرات أو «النمر» المختلفة مثل «زواج بالنبوت» و«الأراجوز ومراته» و«الشحات والبربرى» و«الفتوة الغلباوى» و«حرامى الشنطه» و«الأستاذ والحانوتى النصاب» و«كلب السريا» و«العفريت» وغيرها. وجميعها مسجلة من سبعة لاعبين من أشهرهم عم صابر المصرى ومحمد كريمة وشيكو وغيرهم، وتم ترتيب النمر ترتيبا سياقيا بحيث يسهم فى رؤية حياة الأراجوز بشكل أوضح وتتبعها فى مراحلها المختلفة لتشكل سيرة الأراجوز، وحسب نبيل بهجت فإن الأراجوز يعتبر أشهر الدمى الشعبية فى مصر على الإطلاق، رغم انحساره فى الآونة الأخيرة لقلة عدد فنانيه ولسطوة وسائل الإعلام الحديثة، إلا أن شهرته مازالت كما هى، بل إن الكثيرين يستخدمون لفظة أراجوز للدلالة على معانٍ مختلفة فى معجم الحياة اليومية للمصريين. وتابع «تواجد فن الأراجواز فى الحياة المصرية منذ زمن بعيد، حيث أشار الرحالة التركى أولياجيلى فى كتابه «سياحتنامة مصر» فى القرن العاشر الهجرى إلى أحد الفنانين الذين كانوا يلاطفون المرضى بدمى خشبية فتتحسن حالتهم، كما أورد المؤلف الفرنسى كوبان فى كتاب «درع أوروبا» الذى نشر عام 1686م تنويها بالأراجوز الشعبى فى مصر، وقال عنه إنه كان قليل الانتشار وقتذاك فى القرى والمدن». شمل المشروع فيلما وثائقيا عن الراحل حسن خنوفة بعنوان «بابات حسن خنوفة» قدم من خلاله أشهر عروض حسن خنوفة التى حملها لنا، وهى «بابة التمساح والعساكر» و«علم وتعادير» وحسن خنوفة هو آخر لاعب شعبى هى تم تسجيل عروضه قبل موته بثلاثة أشهر وهو ما ساهم القدر فيه لحفظ هذا الفن حيث قام الراحل بتدريب كوادر فرقة «ومضة»، وضم الفيلم كذلك بعض الحوارات معه. الجدير بالذكر أن المشروع قام بثوثيق النمرة الواحدة لأكثر من لاعب وتوثيقها للاعب واحد على مدار زمنى مختلف للوقوف على التباين الارتجالى ومساحات الخلق والابداع لدى المبدع الشعبى والتأكيد على وجود المسرح المصرى بشكله الفطرى والتلقائى وهو الهدف الأساسى من مشروع التوثيق.