على غير العادة تشهد استوديوهات الدراما بالإذاعة المصرية هذه الأيام حالة نشاط غير مسبوقة وتهافت ملحوظ من قبل نجوم السينما للوقوف خلف الميكرفون.. ففى الوقت الذى نشاهد فيه منة شلبى وفتحى عبدالوهاب يتنافسان أمام بعضها البعض وهما يلعبان دور البطولة فى المسلسل الإذاعى «حبيبتى آخر حاجة» الذى تنتجة شبكة الشباب والرياضة.. نجد فى الاستوديو المقابل الفنان خالد صالح ومعه كل من سوسن بدر وداليا مصطفى يشاركان بطولة مسلسل «قصة حبى» تأليف مصطفى جمعة والذى يحكى قصة حياة الشاعر الراحل أحمد رامى وإخراج ثروت رضوان وتنتجه ايضا الشباب والرياضة. وإذا مشيت قليلا فى طرقة الاستوديوهات، التى تحمل جدرانها صور عمالقة الاذاعة أمثال صفية المهندس وبابا شارو وآمال فهمى وغيرهم، نجد ميس حمدان وعمرو عبدالجليل وهما يجلسان فى غرفة البروفات اثناء قراءتهما لحلقات المسلسل الكوميدى «دماغ حريم»، الذى تنتجه الشرق الأوسط، ومعهما المخرج إبراهيم عبدالسلام والمؤلف أحمد درويش. بينما فى الاستوديو المقابل يقوم الفنان هانى رمزى ومعه الفنانة نيكول سابا بتقطيع تورتة الاحتفال ببدء تسجيل أولى حلقات مسلسلهما الجديد «عمو لطيف» بحضور رئيس الإذاعة انتصار شلبى، ورئيس شبكة صوت العرب نبيلة مكاوى. هذا النشاط المكثف أعاد للعاملين بالإذاعة المصرية ذكرياتهم حينما كانوا يشاهدون كبار النجوم وهم يستعدون لتسجيل أدوارهم وكل منهم يذاكر الورق الخاص به وهى ظاهرة كادت تختفى بعد أن عانت الاذاعة حتى وقت قريب من ظاهرة هروب النجوم الذين وجدوا ملاذهم على شاشة التليفزيون والسينما الذى تعد الأكثر بريقا بالنسبة لهم وهجروا الإذاعة إيمانا منهم بأنها وسيلة كادت تنقرض إضافة أنها كانت تتعامل بلائحة أجور وضعت منذ أن أنشئت الإذاعة فى الثلاثينيات. فلا يتعدى أجر النجم مهما كانت مكانته ال15 ألف جنيه بعد أن يمر على عدد من اللجان لكى توافق على هذا الاجر المبالغ فيه من وجهة نظر اللائحة! وحتى عندما عاد النجوم للميكرفون عادوا من خلال الشركات الإنتاجية الخاصة التى دفعت لهم أجورا خيالية لم تعرفها الاذاعة من قبل وصلت لنصف مليون جنيه وأكثر. لكن هذا العام تغير الوضع وأصبحت الإذاعة الحكومية مصدر جذب لأبناء هذا الجيل فماذا حدث وما سر هذا التغيير؟. ترد الفنانة منة شلبى على ذلك قائلة: لم أعتذر من قبل للعمل بالإذاعة ايمانا منى بأن جمهور الراديو له حق علينا ولابد أن يذهب اليه نجوم السينما فى أى مكان يوجد فيه وتقريبا أشارك سنويا فى الدراما الإذاعية التى تعرض فى شهر رمضان وإن كان من خلال الشركات الانتاجية الخاصة التى تسعى للتعاقد مع أبناء جيلى ولم أجد أى مشكلة فى هذا خاصة أن الأعمال معظمها تذاع فى النهاية على محطات حكومية. وأضافت: فى هذا العام أقدم عملا على شبكة الشباب والرياضة وهو انتاج حكومى واعتقد لأن هذا العمل له طعم مختلف وأنا دوما أشعر بسعادة مختلفة وأنا أقف خلف ميكروفون الإذاعة وهى تجربة ممتعة لأى فنان لأنه يعتمد على نفسه وصوته وأدواته كممثل دون أى أدوات مساعدة. أما الفنان هانى رمزى فيقول: أعشق الإذاعة وأعتبر نفسى مستمعا جيدا جدا لكل محطاتها وأثناء قيادتى للسيارة لا استمع سوى للراديو وطول عمرى كنت أتمنى أن أقف خلف الميكرفون وأمثل مثل كبار النجوم الذين تربينا على أعمالهم الإذاعية التى لا تنسى أبدا.. فمن ينسى الرائع محمود مرسى والسيد بدير وفؤاد المهندس وكل فريق عمل «ساعة لقلبك». وأضاف: أجد لدى استعداد كبير للموافقة على أى عرض إذاعى خاصة أن النصوص التى تعرض على أكثر من رائعة كما اننى استثمر النجاح الذى أحققه فى الإذاعة فى مجال آخر مثلما فعلت مع مسلسل «مبروك جالك قلق» وهو فى الأصل مسلسل اذاعى شاركتنى بطولته الفنانة ياسمين عبدالعزيز وتمت إذاعته على شبكة الشباب والرياضة وعندما نجح قمنا بتحويله لمسلسل تليفزيونى وحقق نجاحا باهرا لعبت بطولته الفنانة غادة عادل. وأوضح هانى رمزى: هذا العام أنا أخوض تجربة مختلفة تماما حيث أشارك فى بطولة مسلسل «عمو لطيف» الذى سيذاع على شبكة صوت العرب وهى محطة لها مكانتها الكبيرة فى قلوب العرب جميعا ولها قاعدة عريضة من الجمهور من المحيط للخليج وهذا أمر يجذب أى فنان بلا شك. وتشاركه فى الرأى الفنانة نيكول سابا التى ترى فى الإذاعة تجربة مثيرة وتقول: لم أتردد فى الموافقة على بطولة هذا المسلسل ولعب دور «محسنة» خطيبة عمو لطيف لأسباب كثيرة أولها أننى عاشقة لكل التجارب الفنية ولدى من الجرأة أن أخوض هذه التجارب خاصة إذا أعجبنى النص وهذا ما حدث ويكفى أن كاتب المسلسل هو الكاتب الكبير لينين الرملى إلى جانب أن هذا المسلسل يعيد التعاون بينى وبين الفنان هانى رمزى بعد النجاح الذى حققناه فى مسلسل «عصابة بابا وماما» الذى عرض العام الماضى. الفنانة ميس حمدان لديها الشعور نفسه تجاه الإذاعة حيث ظلت تحلم بالوصول إلى جمهور الإذاعة العريض، وقالت: عندما عرض على فكرة بطولة مسلسل «دماغ حريم» وهو حلقات كوميدية منفصلة فرحت بشدة خاصة أن المسلسل سيذاع على شبكة الشرق الأوسط التى أحبها جدا وهى محطة إذاعية تتمتع بنسبة كبيرة من المستمعين إلى جانب أن المسلسل سيتم عرضه فى شهر رمضان وشىء جميل أن أقدم عملا كوميديا أتمنى أن يلقى صدى وقبولا لدى الجمهور. وللفنان عمرو عبدالجليل وجهة نظر أخرى فى قبوله العمل الإذاعى عندما أعلن بصراحة أنه منذ أن قام ببطولة فيلمه الأخير «كلمنى شكرا» وهو جالس فى بيته لا يفعل شيئا وعندما عرض عليه المخرج أن يشارك فى بطولة «دماغ حريم» وجدها فرصة ليشغل وقته! وأخيرا تؤكد الإذاعية انتصار شلبى رئيس الإذاعة أن حالة النشاط الدرامى التى تشهدها الإذاعة حاليا لن تتوقف.. فهناك خطة اعتمدها أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لإنتاج عدد كبير من المسلسلات الدرامية تذاع على مدار العام بعد أن تم رصد ميزانية «محترمة» لتمويل هذه الأعمال تتلائم مع لائحة الأجور الجديدة التى تضاعفت بنسبة 300% وأنه لا تنازل عن الاستعانة بنجوم الصف الأول سواء فى التأليف أو الإخراج أو التمثيل مع تبنى المواهب الجديدة. وفى السياق ذاته، تستعد الإذاعة لاستقبال نجوم جدد تشارك فى أعمال أخرى منها الفنانة مى عزالدين التى تلعب بطولة مسلسل «أيام جميلة» على إذاعة الشرق الأوسط، والفنان محمود حميدة وعمر الحريرى ورجاء الجداوى وهياتم ونخبة من النجوم أبطال مسلسل «أيام الحب والجنون» عن قصة نجيب محفوظ «يوم قتل الزعيم» النص الدرامى لعماد مطاوع وإخراج محمد على وأشعار عبدالرحمن الأبنودى وألحان محمد سلطان وغناء محمد الحلو. كما تستقبل الإذاعة الفنانين محمود ياسين وهانى سلامة ونيللى كريم أبطال مسلسل «هارب على سفر» تأليف محمد جلال عبدالقوى وإخراج صفى الدين حسن ويذاع المسلسلان على شبكة البرنامج العام، ومنذ أيام انتهت كل من الفنانتين رغدة وبوسى ومعهما الفنان السورى عباس النورى من تسجيل أدوارهم فى مسلسل «حقيقة الأوهام» تأليف نهى إبراهيم وإخراج يسرية على ويذاع على شبكة صوت العرب. وبدأ الفنان صلاح السعدنى وأحمد فلوكس تسجيل أدوارهما فى مسلسل «أنا والحبيب» عن قصة الكاتب عمرو عبدالسميع والنص الدرامى لأيمن عبدالرحمن ويذاع على شبكة البرنامج العام، وهناك أيضا مسلسل «حمزة وفتحية على زيرو 900» بطولة طلعت زكريا ونشوى مصطفى وعصام كاريكا وريهام عبدالغفور وإخراج عمرو دياب ويذاع على شبكة الشباب والرياضة.